العجز المالي لـ«أونروا» يهدّد مستقبل 500 ألف طالب فلسطيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمام لحظات مفصلية في تاريخها، بانتظار نتائج مؤتمر المانحين في نيويورك الذي عقد أمس، وتترقب بحذر شديد وسط آمال بحل مشكلة العجز المالي الذي تعانيه الأونروا لتواصل عملها في مناطق اللاجئين. وحذرت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، من مخاطر إخفاق الدول المانحة في إنهاء الأزمة المالية لـ«أونروا».

وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن «المخيمات الفلسطينية قابلة للانفجار في أية لحظة مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع نسبة البطالة والفقر فيها إلى أكثر من 75 في المئة».

وتعاني أونروا من عجز مالي في موازنتها بقيمة 256 مليون دولار وتواجه خطر نفاد ميزانيتها مع نهاية الشهر المقبل، وذلك وسط تقليص الإدارة الأميركية للمساعدات المقدمة للوكالة منذ مطلع العام الجاري. وترعى "أونروا" نحو9ر5 ملايين لاجئ فلسطيني في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية في كل من سوريا ولبنان والأردن.

تعويل على المانحين

وأكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين عدنان أبو حسنة، أن المنظمة الأممية تعول كثيراً على مؤتمر المانحين الخاص بها، حيث ستعرض "أونروا" كافة قضاياها المالية والعجز المالي أمام المانحين، وتبين خطورته وتأثيراته على مستقبل نصف مليون طالب وملايين اللاجئين الذي يستفيدون من خدماتها في كافة مناطق عملها.

وأفاد بأن العجز المالي للوكالة تقلص من 446 مليون دولار إلى 256 مليون دولار، مبيناً أن المؤتمر سيحضره المانحون وهو اجتماع هام. ويأمل أبو حسنة أن ينجح المؤتمر الذي تحضره كل الدول المانحة لسد العجز المالي، وأضاف في تصريح لـ«البيان»: «نهاية أغسطس المقبل لن يكون لدينا تمويل لتقديم الخدمات بصورة مطلوبة، ونعول على المؤتمر، ولدينا تحركات حثيثة مع الأمين العام للأمم المتحدة، واتصالات مع البنك الدولي لدعم التعليم، وأطلقنا عدة حملات دولية، وتواصلنا مع مؤسسات الزكاة والقطاع الخاص في العالم العربي والإسلامي».

ولفت إلى أن هناك تحركات في كل الاتجاهات من أجل ضمان أن تسير الخدمات بما يرام، لأن العجز الحالي كبير ويهدد خدمات "أونروا".

وتابع: «في حال لم نحصل على الدعم المطلوب، بالتأكيد سيكون لها تأثير على البرامج، ومن المحتمل ألا نفتح المدارس التي يصل عدد طلابها لأكثر من نصف مليون طالب، هذا من أحد المخاوف الموجودة لدينا، بالإضافة للتأثير على برنامج المساعدات الغذائية، فهناك مليون لاجئ في غزة يتلقون المساعدات الغذائية من أونروا بصورة منتظمة».

ميزانية الطوارئ

وعن نسبة العجز في ميزانية الطوارئ الخاصة بـ«أونروا»، قالت رئيسة اتحاد الموظفين العرب آمال البطش، إنه جرى إبلاغهم من إدارة الوكالة أن ميزانية الطوارئ أصبحت صفراً، وأضافت: «نفاد رصيد البرنامج يعني أن رواتب موظفي البرنامج وعددهم ألف شخص مهددة بالتوقف، حيث إن آخر رصيد متوفر لهم ينتهي في شهر يوليو المقبل».

وأوضحت أنه لا يوجد رصيد في الأموال التشغيلية للدورة الثالثة في برامج المساعدات الغذائية المعروفة بـ«الكوبونات»، وتفتقد الأونروا الأموال التشغيلية للدورة الرابعة في شهر أكتوبر المقبل.

وقالت: «الميزانية العامة للأونروا تعاني من عجز بقيمة 246 مليون دولار، وإذا لم يتم توفيرها، فإن هناك احتمالاً بتوقف العام الدراسي المقبل، كما أن جميع برامج الأونروا مهددة بالتوقف عن العمل، بالإضافة لرواتب الموظفين».

Email