حملة إعدامات واعتقالات تطال عدداً من قادة الميليشيا

المقاومة تتقدم والحوثي ينكفئ إلى داخل الحُديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أقدمت ميليشيا الحوثي الإيرانية على تصفية عددٍ من قادتها وعناصرها بسبب رفضهم العودة إلى جبهات القتال في ظل الهزائم المتتالية للميليشيا أمام قوات المقاومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي.

ووفق مصادر محلية وشهود في الحديدة تحدثوا لـ«البيان» فإن الميليشيا أقدمت على تصفية القيادي الميداني عامر محمد ثابت بدم بارد بجوار منزله في شارع التنمية بعد أن رفض أوامرهم بالتوجه إلى جبهات القتال في الساحل الغربي بعد مقتل المئات يومياً على يد القوات المشتركة.

وحسب هذه المصادر فإن ثابت رفض أوامر مشرف المحافظة بالذهاب إلى الجبهة وتجنيد شباب الأحياء، فاتهمته الميليشيا بالخيانة والتواصل مع المقاومة وأمرت بتصفيته بحجة رفض الأوامر العسكرية.

هذه الخطوة رافقها انتشار كثيف واستحداث نقاط للتفتيش في أحياء المدينة بعد ورود معلومات لهذه الميليشيا بأن السكان وبالترتيب مع المقاومة التهامية يعدون لانتفاضة شعبية مع تقدم القوات المشتركة والمسنودة من القوات المسلحة الإماراتية نحو الميناء لتحريره.

ويرفض العشرات من الحوثيين المنسحبين من جبهة الساحل الغربي العودة إلى الميدان، الأمر الذي دفع الميليشيا إلى تنفيذ عمليات قتل لبعضهم لإرهاب الآخرين. ووفق المصادر، قامت الميليشيا بقتل أحد العناصر في مديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار بعد أن رفض العودة إلى جبهة الساحل الغربي. وقالت إن «القتيل ويدعى محمد ناصر كان قد انخرط مع الحوثيين للقتال في جبهة الساحل الغربي أوائل شهر رمضان الماضي، لكنه عاد إلى منزله بعد عدة أيام ورفض بشكل قاطع العودة إلى صفوف الحوثيين، وحذّر الشباب الآخرين من التوجّه إلى جبهات القتال؛ مبرراً ذلك بأن الحوثيين يقدمونهم إلى الموت ويتركون القتلى والجرحى في ميدان المعركة ويفرون».

حملة اعتقالات

كما اعتقلت الميليشيا مسؤول حارة اليمن في الحديدة بعد أن أبلغهم بعجزه عن تجنيد شباب الحارة وإلحاقهم بجبهة الساحل الغربي التي تبتلع يومياً العشرات من مقاتلي الميليشيا، كما نفذت الميليشيا حملة اعتقالات طالت من تعتقد أنهم نشطاء في الحراك التهامي، وزاد من خشيتها فرار العشرات ممن أرسلتهم إلى القتال ودقة الضربات التي تتلقاها من مقاتلات التحالف؛ ما جعلها تعتقد أن هؤلاء يبلغون قوات التحالف بمواقع تمركز مقاتليهم في المدينة.

ورغم قيام الميليشيا بنشر العشرات من مسلحيها في أحياء المدينة واستحداث حواجز للتفتيش وإغلاق الشوارع الرئيسية وحفر الخنادق فإن حالة الرفض الشعبي التي تواجهها وسط السكان دفعها لاستقدام الآلاف من مناطق سيطرتها في المرتفعات الجبلية إلى المدينة، بينهم كبار المسؤولين في تلك المحافظات وقادة في ميليشياتها.

وعلى صعيد متصل، ذكرت تقارير إعلامية انشقاق اللواء الحوثي سعيد أبوبكر الحريري، قائد المنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة، معلناً انضمامه إلى صفوف الشرعية. في السياق، كشفت مصادر يمنية أن خسائر ميليشيا الحوثي في معركة الحديدة وصلت إلى 1000 قتيل منذ تصاعد عمليات القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي.

وذكرت المصادر لـ«سكاي نيوز عربية» أن 1000 حوثي على الأقل قتلوا منذ تصاعد عمليات تطهير محافظة الحديدة وتحرير مركزها، مدينة الحديدة، منتصف يونيو الجاري.

وتكبدت الميليشيا في هذه المعركة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، هزائم متلاحقة، أفقدتها مناطق واسعة في المحافظة الواقعة غربي اليمن.

تضييق وخنادق

إلى ذلك، واصلت ميليشيا الحوثي استعداداتها لخوض حرب شوارع في مدينة الحديدة وتضييق الخناق على السكان، وبث الخوف والرعب في أوساطهم من خلال الاستمرار في حفر المزيد من الخنادق وإقامة السواتر الترابية والحواجز الإسمنتية في عدد من الأحياء السكنية وسط المدينة وقطع الشوارع الرئيسة في عدة أنحاء من المدينة، خاصة المؤدية إلى منطقة الميناء.

وتزامنت تلك الخطوات مع توزيع الميليشيا مئات الدراجات النارية على عناصرها ونشرهم في الأحياء وتقاطعات الطرق، مدججين بالأسلحة الرشاشة والصواريخ المحمولة.

اعتراض باليستيين

من جهة أخرى، تمكّن الدفاع الجوي السعودي من اعتراض صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه الرياض. وصرح الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي أن الصاروخين كانا باتجاه مدينة الرياض، وأطلقا بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، مشيراً إلى أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تمكنت من اعتراض الصاروخين وتدميرهما.

Email