استطلاع «البيان»: تباعد المواقف بين فرقاء جوبا يصعّب مهمة الخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدثت 3 استطلاعات للرأي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر» و«فيسبوك»

عن صعوبات كبيرة تواجه السودان من أجل رأب الصدع بين فرقاء جنوب السودان، حيث ذهب 50 في المئة من المستطلعة آراؤهم على الموقع بأن الخرطوم يمكن أن تنجح في هذه المهمة مقابل 45 في المئة فقط على «توتير» توقعوا النجاح و39 في المئة في موقع الفيسبوك، بينما ذهب 50 في المئة و55 في المئة و61 في المئة على التوالي في الموقع و«تويتر» و«فيسبوك» إلى عدم النجاح بسبب طبيعة الملف المعقد.

وقررت الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد) في قمتها الطارئة، إتاحة الفرصة للفرقاء بدولة جنوب السودان للجلوس للتفاوض، وإنهاء الحرب المستعرة أواخر العام 2013 في أصغر دول العالم عمراً، فبينما تستعد الخرطوم المقر الذي حددته (ايغاد) لاستضافة المفاوضات غداً الاثنين، انقسم المراقبون حول إمكانية نجاحها في التوسط لا سيما وأن المفاوضات ستكون بحسب قرار زعماء إيغاد تحت الرعاية والإشراف المباشر للرئيس السوداني عمر البشير، فهناك من رأى بأن الخرطوم ليست محايدة وآخرون يرون بأن ما بين فرقاء جنوب السودان نزاع ومواقف مباعدة يعقد المهمة على السودان الوطن الأم لهم جميعا قبل 2011 تاريخ انفصال الجنوب.

فوزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد بدا أكثر حماسا وهو يتحدث عقب عودته من اجتماعات (ايغاد) التي عقدت بأديس أبابا، التي خصصت الأربعاء الماضي للأوضاع في جنوب السودان، إذ أكد بأن بلاده الأكثر إلماما بخفايا ما يحدث في جنوب السودان، بجانب العلاقات المتشابكة بين فرقاء هذا النزاع، مما يجعل السودان الأقدر لقيادة عملية الوساطة في هذه المرحلة.

أسباب عدة

أما الخبير العسكري السوداني اللواء معاش عبدالرحمن أرباب فرغم تأكيده بأن الخرطوم مؤهلة للتوسط وإدارة المحادثات بين فرقاء دولة جنوب السودان وذلك لإلمامها التام بتفاصيل الأزمة ولما لديها من مصلحة قوية في إنجاح الجهود الرامية لتحقيق السلام لتأثرها المباشر بما يجري هناك، غير أن أرباب بدا في حديثه لـ«البيان» أكثر تشاؤما من أن تصل مفاوضات الخرطوم إلى نجاح، ويشير إلى عدة أسباب من شأنها أن تضعف فرص نجاحها، تتمثل في المواقف المتباعدة للأطراف بجانب طبيعة النزاع الدائر في جنوب السودان القبلية، مما يجعل مهمة الخرطوم أكثر صعوبة.

وأشار أرباب إلى أن النزاع الجنوب سوداني ليس من السهولة بمكان معالجته بين ليلة وضحاها، خاصة وأن المتنازعين سبقوا وأن وقعوا عدداً من الاتفاقيات آخرها كان اتفاق 2015، إلا أن الفشل كان مصيرها جميعا، ويرى اللواء ارباب أن الحرب الجنوب سودانية قبلية في المقام الأول وهو الأمر الذي زاد من تعقيداتها، كما أن مؤسسات الدولة لا تزال هشة لا سيما المؤسسات العسكرية .

ويرى رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان السوداني اللواء الهادي آدم حامد في حديث لـ«البيان» أن نسبة نجاح مبادرة البشير لتحقيق السلام في جنوب السودان كبيرة باعتبار أن السودان أكثر الدول قرباً للجنوب، ويدرك طبيعة الصراع فيه، وهو ما جعله يفتح أبوابه للجنوب سودانيين الفارين من الحرب .أرضية قوية

وفي الطريق ذاته، يذهب رئيس حزب الإصلاح الوطني السوداني علي حمودة صالح إن السودان الأقرب لفرقاء جنوب السودان وتربطه صلات ومكونات اجتماعية تشكل أرضية قوية لنجاح هذه المبادرة، وأضاف «من الأفضل للأطراف المتصارعة في دولة جنوب السودان الاستفادة من مبادرة السودان والعمل على الوصول بها إلى نهاياتها المرجوة لإنهاء الاقتتال وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

Email