تقارير «البيان»

سد الفرات الشاهد الصامت على وحشية «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبقى سد الفرات الشاهد الصامت على وحشية تنظيم داعش الإرهابي، فالدمار والتخريب الذي لحق بالسد قبيل معركة الطبقة العام الماضي، دليل على حقد هذا التنظيم للحياة.

يقول العاملون هناك في السد إن السد نجا بأعجوبة من محاولات تنظيم داعش لتفخيخه، وأرسلوا بطلب خبير متفجرات من المهاجرين من الجنسية المغربية لنسف السد بالكامل، إلا أن العاملين الذين أمضوا سنوات في هذا السد حاولوا دون هذه المحاولة واشتبكوا مع عناصر التنظيم وباءت هذه المحاولة بالفشل إذ سرعان ما ارتفعت حدة المعارك واضطر التنظيم إلى الانسحاب ليبقى الفرات بعيداً عن التفخيخ، إلا أنه مازال الآن خارج الخدمة الطبيعية ويقوم العاملون بإدارته بشكل بسيط لكنه كافٍ.

عبث التنظيم بأهم سد في سوريا، فقد رصدت عدسة «البيان» حجم التخريب واللامبالاة بأموال الشعب السوري، فالعديد من المعدات النادرة تم تحطيمها قبل مغادرة التنظيم والعديد من المولدات والعنفات الكهربائية خرجت خارج الخدمة.

عمليات تخريب

يروي أحد العاملين في السد لـ«البيان» أن عناصر التنظيم كانوا يتبادلون الحديث بالقول، لا تدعوا شيئاً مفيداً للناس من بعدكم حطموا كل شيء، دمروا كل شيء، هؤلاء لا يستحقون حتى شرب المياه.

ويقول أبو هشام، وهو أحد المعمرين في السد، الهدف من عمليات التخريب هو حرمان أي قوة تسيطر على المدينة الاستفادة من السد وما يقدمه.

بحسب شهادات فنيين وخبراء في السد، أكدوا أن الحل الوحيد للسد هو حضور خبراء روس إلى موقع السد وإجراء الإصلاحات، لافتاً إلى أن الحل الوحيد لدى هؤلاء الخبراء باعتبار تأسيس وبناء السد على الطريقة الروسية.

وأضاف الفنيون أن الجانب الأميركي حاول إجراء إصلاحات لكنهم فشلوا تماماً لعدم معرفتهم بتركيبة وآلية عمل السد، ما جعل العاملون السوريون ذوو الخبرة العالية الاضطلاع بالأمر وبالفعل نجحوا في ضبط مياه السد.

يؤكد العامل المعروف في السد أبو هشام، أنه لا يوجد جهة في العالم قادرة على ترميم السد إلا الروس، ذلك أن الخريطة والمعدات والزيت المستخدم في السد هو صناعة روسية، ولا يمكن أن تعمل المحركات والآلات من دون إشراف الخبراء الروس، وبطبيعة الحال إن عملية الإصلاح بحسب تقدير الخبراء تحتاج من عامين إلى ثلاثة أعوام حتى يعود السد إلى سابق عهده.

وكشف أبو هشام أن الصينيين أيضا عندما بنوا سد تشرين اتبعوا الأسلوب ذاته، حيث برمجوا السد على الطريقة الصينية ولا يمكن لأي فني معرفة صيانة السد إلا عبر الفريق الصيني المختص.

وأنت تتجول في أعماق السد تهطل عليك المياه من كل حدب وصوب، بعد أن تعطلت معظم الآلات للأعطال.. وتحولت القاعات السفلية إلى بحر من المياه الأمر الذي اضطر العاملون إلى معالجته بطرق بدائية جداً وإخراجه بمضخات عادية.

أما العلة الأساسية ما قاله أبو هشام، لو وصلت المياه إلى هنا لانتهى كل شيء وذهب السد.. لكن ماذا هنا!؟، لافتاً إلى أن كل الآليات معطلة بسبب غياب الزيت الروسي المحرك الأساسي لآليات السد.

جهود جبارة

ويؤكد أبو هشام العقل التاريخي للسد، أن العاملين في السد بذلوا جهوداً جبارة جداً من أجل إيصال منسوب المياه إلى 248 وهو الحد المقبول في السد، لافتاً إلى انه تحت هذا المنسوب هناك طوابق آخرها غمرتها المياه المتسربة إلى الأسفل نتيجة خروج بعض الأجزاء عن العمل.

Email