الجيش يرجّح فرار مسلحي درنة إلى الجنوب الليبي أو بعض دول الجوار

حفتر: الإمارات وقفت إلى جانبنا في أشدّ المحن

عناصر من الجيش الليبي بجانب ميناء السدرة النفطي في رأس لانوف | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بالدعم الإماراتي لبلاده في مواجهة الأزمة التي تمر بها، وقال إن «الإمارات وقفت إلى جانبنا في أشد المحن»، فيما كشف العميد أحمد المسماري، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية، عن الوجهة المحتملة للإرهابيين بعد طردهم من منطقتي الهلال النفطي ودرنة، مرجحاً فرارهم إلى الجنوب الليبي أو بعض دول الجوار.

وفي حوار مع مجلة «الأهرام العربي» المصرية أكد حفتر أن «الإمارات من أحرص الدول على الأمن والاستقرار في ليبيا، وعلى مصلحة الشعب الليبي، وفى مقدمة الدول المناهضة للإرهاب، وتولى اهتماماً بالغاً بالقضية الليبية لما لها من تأثير مباشر على الإقليم، والعلاقات بيننا أخوية والتواصل لا ينقطع»، فيما أشار إلى أن «العلاقات الليبية –المصرية علاقات مصير مشترك»، وقال: «نحن شركاء في كل شيء، والتشاور بيننا في جميع القضايا التي تمسّ شعبينا لا ينقطع، وأبواب التعاون المشترك بيننا في جميع المجالات مفتوحة بشكل دائم».

وتابع حفتر أن «القيادة المصرية تدعم بشكل فاعل، أي خطوة في اتجاه بلوغ الاستقرار وتحقيق السلام في ليبيا. وتضع الملف الليبي في مقدمة اهتماماتها وتتابع مجريات الأحداث وتعمل ما بوسعها لحل الأزمة الليبية، وبلا مبالغة نحن نعتبر مصر إحدى الدول العظمى لما لها من تاريخ عريق وطاقة بشرية هائلة ومكانة مرموقة بين دول العالم. وزيارتي إلى القاهرة في طريق العودة من باريس تدخل ضمن إطار التشاور والتعاون المشترك».

وقال حفتر: «نحن لم نقتحم السياسة بل هي التي داهمتنا وأرادت أن تفرض علينا أموراً لا يمكن القبول بها، ولم يكن بوسعنا أن نترك مصير المؤسسة العسكرية في يد السياسيين يقررون بشأنها ما يشاءون، خصوصاً بعد أن تبين لنا أن هناك مَنْ يعمل على تدميرها والقضاء عليها نهائياً».

وأضاف أن الجيش الليبي استطاع أن يبني نفسه بعد أن كاد أن يتلاشى بسبب المؤامرات التي حيكت ضده.

تمشيط

إلى ذلك، واصل الجيش الليبي، أمس، تمشيط منطقة الهلال النفطي من بقايا الميليشيات الإرهابية، بعد أن استعاد سيطرته عليها أول من أمس الخميس، من خلال عملية «الاجتياح المقدس».

وأكد معاون رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية الوسطى والشرقية العميد إبراهيم عمر المنفي أن ميناءي راس لانوف والسدرة النفطيين تحت سيطرة الجيش بعد تحريرهما ودحر ميليشيات الجضران والمرتزقة الموالين له، مشدداً على أن تلك الميليشيات تم طردها من منطقة الهلال النفطي التي عادت تحت سيطرة الجيش وجهاز حرس المنشآت النفطية، وأن القوات المسلحة كبّدت هذه الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

في الأثناء، تمكنت القوات المسلحة الليبية من إلقاء القبض على العشرات من المرتزقة الأفارقة الذين كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات إبراهيم الجضران الإرهابية، وقام الجيش الليبي بنشر شريط فيديو لعدد من المرتزقة الذين شاركوا في الهجوم على المنطقة النفطية يوم 14 يونيو الجاري، وتم القبض عليهم من قبض عناصر القوات المسلحة.

في غضون ذلك، كشف العميد أحمد المسماري، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية، إن هناك احتمالاً قائماً وهو فرار الإرهابيين من الهلال النفطي أو درنة إلى الجنوب الليبي، مستغلين الفراغ الأمني، مضيفاً أنهم «قد يلجأون أيضاً إلى دول مثل الجزائر أو موريتانيا».

وحول مستجدات عملية درنة، أكد أن الجيش يشتبكالآن مع قادة الصفين الأول والثاني لتنظيم القاعدة الإرهابي مثل «بن حمو» وعطية الشاعري، فضلاً عن المقاتلين الأجانب، في آخر أوكارهم وجيوبهم بالمدينة الاستراتيجية.

وأوضح أن الجماعات الإرهابية لم يبق لديها سوى بعض القناصة، وبعض السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، مضيفاً أن العمليات الانتحارية كانت قليلة.

وأشار إلى أن تأخر تحرير المدينة نسبياً يعود إلى عدة عوامل: أولها أن أحياء المدينة تتميز بضيق الشوارع ما يوفر للإرهابيين جحوراً للاختباء، كما أن وجودهم وسط المدنيين جعل قوات الجيش أكثر حذراً لتجنب وقوع ضحايا مدنيين.

وفيما يتعلق بالعثور على أسلحة قطرية في درنة، اعتبر المسماري أن العثور على كتب للإخواني سيد قطب وأسلحة بختم القوات المسلحة القطرية يدل على أن جماعة الإخوان الإرهابية امتداد للتنظيم العالمي سواءً في مصر أو المنطقة العربية، وأن نشاطها يتم برعاية قطر.

إشادة

ثمّن رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح الجهود التي بذلتها رئاسة الأركان العامة والضباط والجنود للقضاء على الجماعات الإرهابية في منطقة خليج سرت.

ورحّب بجهود القوة المساندة للجيش من الشباب الليبي وأبناء المدن والقرى والقبائل الليبية، إلى جانب كافة مؤسسات الدولة التي ساندت الجيش في تحرير منطقة خليج سرت من دنس الإرهاب، داعياً كافة الليبيين إلى توحيد الصفوف من أجل حماية بلادهم.

Email