تميم وروحاني.. استنجاد متبادل ولهاث وراء التخريب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت المكالمة الهاتفية بين أمير قطر تميم بن حمد، والرئيس الإيراني حسن روحاني، أبعاداً تحمل استنجاداً متبادلاً، في ظل تضييق الخناق الذي بدأت تتأثّر به إيران، على خلفية العقوبات الأميركية، في ظل عمل نظام ولاية الفقيه على زعزعة استقرار المنطقة، وعدم الالتزام بالاتفاق النووي، والمأزق الذي يعاني منه تميم، مع دخول المقاطعة العربية عامها الثاني، وتأثّر الاقتصاد القطري والاحتياطي النقدي.

وأكّد سياسيون ومتخصّصون في ملفات الشرق الأوسط، أنّ المكالمة التي شهدت بحثاً عن دور قطري جديد في زعزعة استقرار المنطقة، استُقطعت مساحة كبيرة منها، عن مصير خطة الحلف الإيراني - القطري في دعم ميليشيا الحوثي، في ظل الانتصارات المتكررة في اليمن لقوات التحالف، لدعم الشرعية والمقاومة اليمنية ضد التنظيم الحوثي، لتطل حالة من تصفية الحسابات مغلفة بالمعاتبة، حول عدم توفير الدوحة التمويل المطلوب للميليشيا لمنع تحرير الحديدة على يد التحالف العربي، ومدى التقصير من قوات الحرس الثوري في الدعم العسكري للحوثي في المعارك الدائرة في الحديدة، ليصل الأمر إلى هروب فلول الحوثي من مواقعهم، تاركين السلاح والعتاد.

انزعاج وعتاب

وقال مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث والدراسات رمضان أبو جزر، إن اتصال روحاني وتميم، والإعلان عنه في توقيت والتحالف على أبواب انتصار كبير في اليمن، هو دليل انزعاج وغضب متبادل في باطنه، وفي ظاهره شد أزر كل منهما للآخر، والتباحث في إذا ما كان لقطر دور جديد آخر تقوم به، في محاولة لإنقاذ الحوثيين في اليمن، بعد أن عجزت إيران والحرس الثوري عن تقديم العون اللازم الذي يوقف الانتصارات للتحالف في اليمن، لاسيّما أن انتهاء معركة الحديدة، سيؤهّل المنطقة لوجه جديد في التعامل السياسي، وسيزداد وضع قطر صعوبة.

وأوضح أبو جزر، أن تميم أراد من خلال المهاتفة أن يقول إن قطر لها خيارات أخرى، تعلن فيها التحدي لدول المقاطعة، بدلاً من الإصلاح والعودة عن سياسات دعم الإرهاب، وذلك يؤكد أنها متمسكة بأحضان محور إيران وتركيا وإسرائيل، وهذه ليست خيارات الشعب القطري، ولكنها خيارات تنظيم الحمدين، وسيكونون الخاسرين بعد تحرير الحديدة وصنعاء.

وأبان أبو جزر أنّ الاتصال يؤكّد مرور قطر بأزمة كبيرة نتيجة فقدانها الأصدقاء بعد أن خسرت الإخوة، فتوجهت إلى إيران تستنجد بالفارسي المتربص بأمن دول الخليج، مضيفاً: «وكأن أمراء قطر فقدوا أي حاضنة عربية أو أوروبية، وانتصارات الشرعية في الحديدة، ستضع التحالف على أبواب صنعاء، لتفقد قطر وإيران باباً مهماً في مواجهة دول المقاطعة، وأيضاً فقدان الدوحة جانباً مهماً ادعاء دعم الإنسانية، في ظل حجم المساعدات التي تقدم من السعودية والإمارات إلى اليمنيين في هذا التوقيت، ومن ثم التفاف الشعب اليمني حول دول التحالف، فنقول بصراحة إن قطر تعاني نفسياً في هذه المرحلة».

رفع تنسيق

من جهته، شدّد المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، على أنّ الاتصال بين تميم وروحاني له دلالة في توقيته، فهو يركز بشكل كبير على الموضوع اليمني، وعنوانه الرئيسي العمل على رفع مستوى التنسيق والتعاون لمرحلة ما بعد الحديدة، والعمل على إيجاد بدائل لتزويد الحوثيين بالسلاح.

وأوضح الزعتر، أن الاتصال الذي جرى بين تميم وروحاني كشف عن الكثير من الأبعاد في العلاقة بين قطر وإيران، وهو ما يمكن أن نشاهده في اتفاق الطرفين على رؤية موحدة تجاه اليمن، ما يعني أن قطر وضعت نفسها في المحور الداعم للحوثيين بشكل مباشر، بعد أن كان هذا الدعم على استحياء، ويركز بشكل كبير على التغطية الإعلامية المنحازة، أما عن الرؤية الموحدة التي اتفق عليها أمير قطر والرئيس الإيراني، فهي يمكن قراءتها من خلال تغطية الجزيرة الإعلامية التي أصبحت ذراعاً دعائية للميليشيات الإيرانية في اليمن، ما يعني أنه أصبح هناك تقاسم للأدوار بين قطر وإيران، حيث توفر إيران الذخيرة والسلاح للمليشيات الحوثية، لتتولى قطر الدعم الإعلامي والمالي.

Email