تقارير «البيان»

الضبابية تلف أجواء تشكيل الحكومة في لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

انشغل لبنان الرسمي بالمحادثات التي ستجريها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في بيروت، تحت عنوان محوري، هو النازحين السوريين من زوايا أوروبية، ولبنانية وأممية، ليس أقلّها العودة الآمنة، والمساعدات المرصودة، فضلاً عن المساعدات الاقتصادية الممكنة للبنان في هذه الظروف البالغة الصعوبة.

ولم يحجب الانشغال عودة الحرارة إلى الخطوط الحكومية، رغم الأجواء الضبابية التي تحكم مسار تشكيل الحكومة، في حين تردّدت معلومات مفادها أنّ أيّ قرار حول موعد ولادة الحكومة لم يتخذ بعد، وأن المفاوضات في هذا الملف، لم تصل إلى تطوّر جديد يسمح بالقول إن المرحلة الثانية انطلقت. واكتفت المعلومات بالإشارة إلى عدم وجود عقبات أو كلمة سر دولية تعيق التشكيل، وأنّ الملفّ الحكومي أصبح داخلياً بامتياز.

في هذا الجوّ الملبّد، وفي زيارة هي الثانية لمسؤول ألماني كبير خلال ستة أشهر، بعد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتانماير، وصلت المستشارة أنغيلا ميركل إلى بيروت، في زيارة عمل رسمية تستمر يومين، تلتقي خلالهما الرؤساء الثلاثة، وتجري معهم محادثات تتناول الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وسيكون النزوح السوري والوضع الاقتصادي في صلبها، وسط تباين مع بعض لبنان الرسمي في شأن النزوح.

إلى ذلك، علمت «البيان»، أن أزمة سوريا وتداعياتها على لبنان، بما في ذلك أزمة النزوح، ستكون في صلب محادثات ميركل، التي تحمل رسالة اقتصادية - سياسية، بدعم لبنان وكل ما يحفظ وحدته واستقراره، في ظلّ العبء الملقى على عاتقه، جرّاء استضافته أعداداً كبيرة من النازحين.

ومن المتوقّع أن يؤكّد المسؤولون اللبنانيون للمستشارة الألمانية، أن ما من توجّه رسمي يقضي بطرد النازحين السوريين بالقوة، إنما السعي لعودة الراغبين منهم إلى سوريا، وأن هناك اتصالات تجري لتأمين وسائل الانتقال لدفعة من النازحين، إذ لا عرقلة أمام الراغب بالعودة، ولا يمكن أيضاً ربط العودة بالحل السياسي في سوريا، والذي قد يستغرق وقتاً طويلاً.

وفي ملف تشكيل الحكومة، لا جديد يؤكد صدق التوجّه نحو وضع الملف على سكّة الحسم الجدّي والسريع، ما يرجّح فرضية المراوحة الطويلة الأمد، إلّا حال فاجأ رئيس الوزراء المكلّف، سعد الحريري، الوسط السياسي بمبادرة ما، يمكن البناء عليها لإحاطة مسار التشكيل بإشارات تفاؤلية.

ومع عودة الحريري إلى بيروت، ستّتضح صورة التشكيل، فإما تنطلق المفاوضات الحكومية بسرعة وبكثافة، فتصبح ولادة الحكومة واردة في خلال مهلة منطقية وسريعة، يقول المتفائلون إنها قد تستغرق حوالى شهرين، تذلّل خلالها العقد الداخلية، وإما تطبخ المفاوضات على نار أكثر من هادئة، فتصبح ولادة الحكومة مؤجلة.

ومن المتوقع، وفقاً لمصادر مطلعة، أن يتمّ البحث في مهلة زمنية للانتهاء من التشكيل، في ضوء الوضع الإقليمي الذي يشهد توتراً على غير محور، سواء في اليمن أو سوريا والعراق، فضلاً عن غزة، مع الأخذ في الاعتبار، أن الفترة المسموحة لعملية تشكيل الحكومة لم تستنفذ شهرها الأوّل بعد.

وفي خضمّ ضجيج الداخل بأنباء وتقارير إخبارية وسياسية، تتحدث عن تعثّر تارة، وتأخّر تارة أخرى، في عملية تشكيل الحكومة، يؤثر الرئيس المكلّف، وفق أوساطه، على تبريد أرضية التجاذب السياسي، وتعبيد الطريق أمام التشكيلة الحكومية. وتترقّب مصادر أن يعمد الرئيس المكلّف إلى الانكباب على دفع عملية التشكيل باتجاه ولادة الحكومة المأمولة، وأوضحت المصادر لـ «البيان»، أنّه سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون، للتشاور معه في هذا الشأن، تمهيداً لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة توزيع الحصص والحقائب على الطوائف الست الكبرى، والكتل النيابية الممثلة لها.

وفيما يرتقب أن تبدأ مع عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، حلحلة العقد الحكومية، عبر تحريك مروحة واسعة من الاتصالات واللقاءات، أكدت مصادر متابعة لـ «البيان»، أن الأمور ليست مقفلة، وكل شيء قابل للحل، وأن الرئيس المكلّف، ما زال ضمن المهلة المعقولة لتشكيل الحكومات.

Email