خبراء لـ« البيان »: محاولة إيران جسّ النبض الأميركي في سوريا لعب بالنار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاول إيران جس النبض الأميركي في مناطق عدة في المنطقة، فيما يظل المكان الأبرز لذلك سوريا بفعل سيطرة ميليشياتها على القرارين السياسي والعسكري فيها، في ظل تراجع سلطة الدولة السورية. وتجد طهران في بعض مناطق سوريا فرصة سانحة للعب دور المخرّب ومثير الفوضى، في مناطق تنتشر فيها بشكل واسع وأهمها دير الزور ودرعا.

ويرى محلّلون أنّ تداعيات تمزيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاتفاق النووي، ستكون له انعكاساته على الساحة السورية باعتبارها الساحة التي تجمع جيوش الأعداء والخصوم، لا سيّما في الجنوب السوري، وفي البوكمال التي لا يفصل القوات الأميركية والميليشيات الإيرانية منها سوى نهر الفرات.

ويشير المحلّلون إلى أنّ إيران تحاول التمادي في سوريا وجس نبض واشنطن، من خلال إعادة الانتشار في أكثر من منطقة، رغم التحذيرات الأميركية والإسرائيلية، لا سيّما في الجبهة الجنوبية، معتبرين في الوقت ذاته أنّ إيران تلعب بالنار.

ولفت المعارض السوري سمير نشار، إلى أنّ الجميع يترقب الموقف وتداعياته في الجنوب السوري، في ظل التحركات المشتركة بين النظام السوري والميليشيات الإيرانية، موضحاً أنّ نظام الأسد وإيران يعملان على جس النبض الأميركي حول خرق اتفاق الأستانا.

وأضاف نشار أنّ الموقف الأميركي أصبح أكثر تقدماً وحسماً في الملف السوري، بعد الضربات الأخيرة على مواقع النظام، مبيّناً أنّ الولايات المتحدة قد تكرر ما حصل في دير الزور، حين استهدفت قوات النظام السوري التي حاولت الاستيلاء على مناطق حلفائها الأكراد شرقي الفرات. وأشار إلى أنّه رغم المحاولات الإيرانية اللعب على مسألة إسرائيل والحدود، إلا أن ساعة الضبط بيد الولايات المتحدة إذا أرادت أن تفعل شيئاً.

ضعف إيراني

من جهته، قال المحلل العسكري أحمد حمادة، إنّ التحركات الإيرانية في المنطقة الجنوبية لا سيّما درعا، تأتي في إطار المساومات الإيرانية - السورية، نظراً لأنّ هذه المنطقة تحظى بأهمية كبرى واستراتيجية لدى الأردن وإسرائيل وأميركا.

وأضاف أن إيران باتت اليوم أضعف من ذي قبل في سوريا، في ظل الغارات المتتالية على مواقعها، مردفاً: «تبين أنها نمر من ورق قادر على إثارة الفوضى والقتل من دون القدرة على الرد، وهذا ما حصل في حماة وحلب وغيرها من مناطق سوريا».

وتوقع حمادة أن يكون هناك رد فعل أميركي قاس على إيران، حال حاولت انتهاك اتفاق أستانا، لافتاً إلى أنّ روسيا أيضاً طرف في هذا الاتفاق، ما يجعل من موقف إيران صعباً حال التصعيد في الجنوب السوري.

خطوط حمراء

بدوره، استبعد مصدر عسكري في المعارضة السورية، أن تقوم إيران بأي عمل عسكري واسع في الجبهة الجنوبية، لا سيّما وأنّها تعرف أن هذه المنطقة من الخطوط الحمراء لأميركا وإسرائيل، لافتاً إلى أن التفاهم الأخير جرى بموجبه إبعاد إيران عن الحدود مع إسرائيل بعمق 40 كيلومتراً.

وأضاف المصدر أنّ محاولات إيران العبث بأمن جنوب سوريا رغم أنها ضمن مناطق خفض التصعيد، محاولة لخلط الأوراق، في ظل محاولات تحت الطاولة لتحديد مناطق نفوذ القوى النافذة على الأرض، مؤكداً أنّ إيران لا تجرؤ على فتح أية مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل في الوقت الراهن.

Email