المخلافي مفنداً التفاؤل الأممي: مناورة ميليشياوية في أحسن الأحوال

خلافات حوثية بشأن عرض غريفيث

ت + ت - الحجم الطبيعي

عصفت خلافات جديدة بميليشيا الحوثي الإيرانية التي تعاني من تصدعات عديدة جراء المبادرة الأممية بشأن ميناء ومدينة الحديدة، وبحسب مصادر وثيقة الصلة بالملف فإن قيادة الميليشيا باتت منقسمة بين الذين يرون أن الهزيمة في الحديدة واقعة لا محالة وأنه يتوجب حفظ ماء الوجه من خلال المبادرة الأممية والقبول بها مهما كانت الشروط، بينما يرى آخرون أن التسليم بالهزيمة وتسليم الحكومة الشرعية المدينة يعني بداية النهاية للميليشيا، في وقت قلل وزير الخارجية السابق في اليمن عبدالملك المخلافي، مستشار الرئيس (حالياً)، من التفاؤل الذي يبديه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالوصول إلى اتفاق حول الحديدة معتبراً أنه في أحسن الأحوال مناورة.

وقال المخلافي في سلسلة تغريدات، إن المبعوث الأممي السيد غريفيث يبدي تفاؤلاً في إمكانية الاتفاق مع الحوثيين بصورة عامة أو حول الحديدة بصورة خاصة، لا يستند هذا التفاؤل لأي معطيات حقيقية ولا يأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة مع الحوثي وإنما يستند فقط على وعود غامضة وكلام عام من يعرف الحوثي يدرك انه لا يزيد على مناورة.

وأضاف: بعد ما يقارب العامين منذ الكويت وما بذل من جهود كبيرة من قبل المبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن الحديدة والتعنت الذي أبدته الميليشيا الحوثية برفض كل مقترحات الحل التي قدمت يبدو الترويج الْيَوْمَ لإمكانية قبول الحوثة باتفاق ضرب من الأماني أو في أحسن الأحوال مجرد مناورة معهودة لن توصل إلى شيء.

اتفاق شامل

وتابع المخلافي إنه «من بعد مشاورات الكويت مُني الحوثي بهزائم كبيرة وفِي الوقت نفسه ذاق وأفراده الكثير من امتيازات الاستيلاء على الدولة والمال العام، وإذا كانت الهزائم يفترض أن تدفعه إلى السلام، فان المصالح تبعده عنه ولهذا من المبكر القول إن الحوثيين قد أصبحوا مؤهلين للسلام».

وأضاف: الاتفاق المطلوب يجب أن يشمل انسحابا فوريا وكاملا وغير مشروط من الحديدة والتزاما واضحا ومعلنا بالاستعداد لتنفيذ القرار الأممي 2216 والانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة وتسليم السلاح قبل الذهاب لمشاورات لوضع التفاصيل وتوقيع الاتفاق، فهل الحوثي على استعداد لذلك الآن ؟!

أيديولوجيا الموت

وقال وزير الخارجية السابق إن أيديولوجيا الإمامة التي يستند لها الحوثي هي أيديولوجيا موت وحرب وإقصاء وليست أيديولوجيا حياة وسلام وتعايش، ويحتاج الحوثي إلى تقديم الكثير من إجراءات بناء الثقة قبل أن يقتنع شعبنا انه اصبح شريكا حقيقيا في صنع السلام، فهل يمكن ان يلزمه المبعوث بالإفراج عن المختطفين وفك حصار تعز أولا.

واعتبر المخلافي في تغريداته، أن «الحوثي سيسعى إذا اضطر إلى الاحتفاظ بالمناطق الجبلية والتي يعتبرها حاضنة مذهبيا حسب منظومة التفكير الإمامية، وهو ما لم يخفيه عبدالملك الحوثي في احد خطبه، ويجب الحذر من أي خطط تؤدي إلى ذلك وان تكون رسالة الشعب اليمني وقواه والحكومة واضحة أن صنعاء عاصمة اليمن ولا بديل عن تحريرها».

خلافات حوثية

وفيما ذكرت مصادر يمنية ان مهمة المبعوث الدولي في صنعاء فشلت بعد رفض الحوثيين لمقترحه،كشفت مصادر عن خلافات كبيرة بين قيادات ميليشيا الحوثي الإيرانية، على خلفية معركة الحديدة، والتعاطي مع عرض المبعوث الأممي، الذي يزور العاصمة صنعاء حاليا.

وأفادت المصادر، وهي مقربة من قيادات حوثية، أن خلافا شديدا يحتدم بين قيادات الحوثي على مستوى الصف الأول، ويتمحور حول ما يجري في الحديدة، حيث ترى قيادات، على ضوء تهاوي دفاعاتهم هناك وخسائرهم المتلاحقة، أهمية عدم تضييع الفرصة التي وفرتها زيارة المبعوث الأممي والقبول بالعرض المقترح وتسليم المدينة، حفاظاً على ماء الوجه، في حين يعارض آخرون ذلك بشدة، ويعتبرون أن «خروج الحديدة من سيطرتهم سلما أو حربا يعني نهايتهم».

تفاوض

أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، علی أهمية الولوج المباشر في عملية مفاوضات سياسية وصولاً لتسوية سياسية شاملة تحقق السلام وتنهي الحرب في اليمن. وأكد استمراره في بذل الجهود والمساعي الحميدة لوقف العمليات العسكرية والولوج المباشر في عملية المفاوضات السياسية وصولاً لتسوية سياسية شاملة تعيد الأمن والاستقرار إلى الشعب اليمني.

Email