استراتيجيون عسكريون مصريون لـ «البيان»:

تحرير ميناء الحديدة بداية النهاية للحوثيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحمل عمليات تحرير ميناء الحديدة بشائر الخير لليمنيين، نظراً لما ينطوي عليه من أهمية استراتيجية كبرى، تنعكس مباشرة على إضعاف قوى الحوثيين وقطع الإمدادات عنهم (وبخاصة إمدادات السلاح)، فضلاً عن وقف تهديد حرية الملاحة الدولية، إضافة إلى البعد الإنساني لما يمثله الميناء من شريان حياة بالنسبة لملايين اليمنيين.

الموقع الاستراتيجي المميز للميناء جعله مطمعاً من قبل الحوثيين، سيما وأنه قريب من خطوط الملاحة العالمية بصورة مباشرة، إذ يقع الميناء على ساحل البحر الأحمر، ويعتبر ثاني أكبر الموانئ في اليمن (بعد ميناء عدن)، ويحتوي على ثمانية أرصفة (إجمالي طولها أكثر من 1461 متراً)، ورصيفين آخرين بطول 250 متراً في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط.

ويمثل تحرير الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون عليه منذ العام 2014 بعد سيطرتهم على صنعاء، أهمية استراتيجية كبرى، بحسب تأكيدات خبراء مصريين قالوا إن آثار تحريره تمتد إلى ما هو أبعد من تحجيم وحصار الحوثيين، إذ تنعكس على أمن المنطقة بشكل عام، باعتبار أن تحرير ميناء الحديدة وسيطرة القوى الشرعية عليه يعني انتهاء شق كبير ورئيسي من المعركة في اليمن، بما يحمل نذر الخير لليمنيين، ويمثل بذلك بداية النهاية الحتمية للحوثيين.

خطوة مميزة

يقول مدير الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية الخبير العسكري والاستراتيجي البارز اللواء سمير فرج، في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية القاهرة يوم أول من أمس (الأربعاء)، إن تحرير ميناء الحديدة يعتبر «خطوة مميزة واستراتيجية»، بوصفها «ستكون الخطوة الرئيسية قبل إنهاء الصراع الدائر في اليمن». والحديدة هدف ذو أهمية استراتيجية قصوى لكل الأطراف، لقوات التحالف والشرعية اليمنية، باعتبار أن السيطرة عليها يعني القضاء على وسائل التمويل التي تأتي إلى الحوثيين في اليمن من إيران وباقي القوى الأخرى التي تدعمهم، بحسب فرج.

ويوضح في السياق ذاته أن «الحوثيين يسيطرون على كل موارد البلاد من خلال وجودهم في ميناء الحديدة (الذي يبلغ طول الممر الملاحي فيه أكثر من 10 أميال بحرية، ويبلغ عرضه قرابة 200 متر، فيما يصل عمقه إلى 10 أمتار)، ما يعني أن السيطرة على الميناء وتحريره تضعف قدرة الحوثيين وتسد منابع تمويلهم، وهي خطوة استراتيجية ممتازة».

ويشير مدير الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية الخبير العسكري والاستراتيجي البارز، إلى أن تحرير ميناء الحديدة يعني وقف تهديد حرية الملاحة الدولية، ويضمن تأمين الملاحة في البحر الأحمر، ذلك على اعتبار أن الحوثيين كانوا يهددون الملاحة سواء بالألغام البحرية أو استهداف السفن بالصواريخ. ويمثل ذلك بداية النهاية للحوثيين على أساس اعتمادهم الكلي عليه في الحصول على إمدادات السلاح، لما له من موقع استراتيجي مميز.

نصر استراتيجي

ويفند أستاذ الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية وأحد المشاركين في حرب اليمن الأولى الخبير العسكري البارز اللواء طلعت موسى، في تصريحات لـ«البيان» من القاهرة، الآثار الإيجابية لتحرير ميناء الحديدة، سواء على الجانب السياسي والأمني والاستراتيجي وحتى الآثار الإنسانية وعلى الجانب الإغاثي، مشيراً في البداية إلى أن قوات التحالف بالتعاون مع قوات الشرعية اليمنية تقوم بعملية كبرى تسير بحذو الساحل من اتجاه الجنوب إلى الشمال، حققت تلك العملية نجاحات متتالية مُهمة في سبيل القضاء على الحوثيين.

ويوضح أن المسافة من مضيق باب المندب وحتى الحديدة، كانت دوما مطمعا استراتيجيا للحوثيين من أجل السيطرة عليها وعلى الساحل، ذلك أنها منطقة استراتيجية، بخاصة ميناء الحديدة الذي يصل من خلاله الإمدادات الغذائية والمعونات الطبية وغيرها من المساعدات إلى اليمن.

ويتحدث الخبير العسكري والاستراتيجي المصري حول تداعيات تحرير ميناء الحديدة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، بالإشارة إلى أن الحوثيين كانوا يهددون الملاحة البحرية، ومعنى تقدمهم هناك يعني أن إيران تسيطر ولها قدم في تلك المنطقة المهمة، كما كانت الفرصة سانحة لعمليات القرصنة، وبالتالي فإن تحرير ميناء الحديدة بشكل كامل سيعني ذلك استقرار الأمن في البحر الأحمر ومدخل البحر الأحمر وباب المندب، فضلا عن أمن المنطقة المحيطة وقناة السويس والملاحة، وهو من عوامل الاستقرار في المنطقة برمتها.

نجاحات مُبشرة

وفي تقديره للموقف في اليمن، يقول المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية المصرية الخبير العسكري البارز اللواء نصر سالم لـ«البيان»، إن الأنباء الواردة من اليمن «مُبشّرة للغاية، وهي أنباء ننتظرها منذ فترة طويلة» في إطار التقدّمات التي تحرزها قوى الشرعية هناك، موضّحا في السياق ذاته أن «الحديدة إذا تمت السيطرة عليها فإن ذلك يعني أن نصف المعركة انتهى، ولم يتبق سوى النصف الأسهل نسبيا.

وقف امدادات

يرى رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية المصرية اللواء نصر سالم بأن السيطرة على ميناء الحديدة (الذي يستطيع استقبال سفن بحمولة 31 ألف طن كحد أقصى، كما يوجد به 12 مستودعا لتخزين البضائع المختلفة ويمتلك 15 لنشاً بحرياً بمواصفات ومقاييس مختلفة لغرض الإنقاذ البحري والقطر والإرشاد والمناورات البحرية)، تعني وقف إمدادات تمويل الحوثي ومنافذ حصوله على الدعم بنسبة كبيرة.

Email