صفقات التسلّح القطرية.. استجداء للغـرب برشى سياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صفقات تسليح ضخمة أبرمتها قطر منذ مقاطعتها من قبل جيرانها، في تهافت بدا لافتاً بالنسبة لدويلة صغيرة يعجز مجالها عن احتواء مشترياتها، تماماً كما يعجز جنودها عن استخدام الأسلحة الحديثة، ومع ذلك تكدّس الأسلحة، بل وتطمح بعضوية كاملة في حلف «الناتو»!

هذا ما صرح به أمس وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، حين قال إن قطر تسعى لتطوير علاقاتها إقليمياً ودولياً بما في ذلك الطموح للحصول على عضوية «الناتو». وفي نظرة واهمة مشحونة بجنون العظمة الفارغة زعم أن قطر «أصبحت من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح».

وفيما يتعلق بالتعاون مع حلف «الناتو»، قال «قطر لديها تعاون فعلي وحقيقي مع الناتو، يتطور يوماً بعد يوم». وتابع غارقاً في أوهامه: «وقد يفضي هذا التعاون إلى استضافة قطر لإحدى وحدات الناتو، أو أحد مراكزه المتخصصة».

انفصام واضح كشف محللون عن أنه يشكل أحد إفرازات «دبلوماسية السلاح» التي اعتمدتها الدوحة سعياً نحو استرضاء واستقطاب الدول الكبرى، وشراء المواقف أملاً في انتزاع ما تعده انتصاراً سياسياً في أزمتها. ورغم أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والمقاطعة لقطر لم تلوّح أبداً باستخدام الحل العسكري ضد تنظيم الحمدين، إلا أن الأخير هرع إلى دول عدة لشراء ترسانة ضخمة من الصواريخ والمقاتلات، في خطوة استهدف من خلالها عسكرة أزمتها ومنح انطباع بالخطر المزعوم الذي تواجهه قطر، ما قد يستقطب موقفاً إيجابياً من تلك الدول.

صفقات متتالية

وذكر موقع «بوابة العين الإخبارية»، أنه بعد يومين فقط من صدور قرار مقاطعة قطر، وتحديدا في 7 يونيو 2017، سارع تنظيم الحمدين إلى تفعيل اتفاقية وقعها في 2015 مع أنقرة، وتنص على إقامة قاعدة عسكرية تركية، ونشر 5 آلاف جندي تركي على الأراضي القطرية.

وفي 15 يونيو 2017، أي 10 أيام بعد قطع العلاقات، سارعت الدوحة إلى إبرام صفقة عسكرية مع وزارة الدفاع الأميركية، لشراء طائرات مقاتلة من طراز «إف 15» بقيمة 12 مليار دولار. وبعد شهر ونصف الشهر إثر ذلك، أبرمت قطر صفقة عسكرية أخرى مع إيطاليا لشراء 7 سفن تابعة لبحرية البلد الأخير، بقيمة 5 مليارات يورو.

ومع ألمانيا، أبرمت قطر صفقة أسلحة بقيمة ملياري يورو، لشراء قطر 62 دبابة متطورة من نوع «ليوبارد- 2»، و24 عربة «بي زيد اتش 2000» من شركة كراوس مافاي فيجمان الألمانية، بقيمة ملياري يورو.

وفي سبتمبر الماضي، أبرمت قطر صفقة مع بريطانيا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز «تايفون»، تخللها توقيع خطاب نوايا بين وزارتي الدفاع بالبلدين، يهدف إلى تعزيز التعاون والدعم المتبادل في المجالين العسكري والتقني.

وفي 7 ديسمبر الماضي، أعلنت قطر توقيع صفقات أسلحة وإنجاز مشاريع بنى تحتية مع شركات فرنسية، بقيمة 14 مليار دولار، تحصل بموجبها الدوحة على 12 طائرة حربية من نوع رافال، ونحو 500 عربة عسكرية، و50 طائرة إيرباص لنقل المسافرين. وفي 18 من الشهر نفسه، تحدثت تقارير إعلامية نقلاً عن خبراء عسكريين عن ظهور صواريخ بالستية صينية قصيرة المدى، خلال احتفالات قطر بيومها الوطني. كما أعلنت الدوحة أن مفاوضاتها مع روسيا بشأن شراء منظومة دفاع جوي صاروخي من طراز «إس - 400»، بلغت «مرحلة متقدمة».

Email