استطلاع «البيان»: نجاح اتفاق باريس رهن التزام الليبيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

رهن خبراء ومحللون سياسيون نجاح اتفاق باريس لانهاء الازمة الليبية بالتزام الاطراف به، فيما أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وعلى حسابيها في «تويتر» و«فيسبوك»،عدم تفاؤول المستطلعين، إذ أعرب 61 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع البيان عن قناعتهم بأنّ اتفاق باريس لن يحل الأزمة الا اذا وجد الدعم الدولي والعربي المطلوب مقابل 39 في المئة رؤوا انه يمثل بوابة الحل. وفي استطلاع البيان على موقع تويتر شدّد 66 في المئة من المستطلعين على أنّ اتفاق باريس يحتاج الى الدعم في نهاية المطاف مقابل 34 في المئة ذهبوا إلى الرأي المقابل، بينما أشار 69 في المئة من المستطلعة آراؤهم على فيسبوك إلى أنّ باريس لن تكون بوابة الحل الليبي، مقابل 31 في المئة ذهبوا إلى عكس ذلك.

وبالتوافق مع ما ذهبت إليه الاستطلاعات الثلاثة، أكّد المحلل السياسي الأردني، كمال زكارنة، أنّ الاتفاق لا يمكن أنّ ينجح إلا إذا التزمت بتنفيذه وتطبيقه الأطراف التي وقعت عليه، مضيفاً: «لا شك أن لبعض الدول العربية دورا بارزا في عملية إعادة الهدوء والاستقرار إلى الأراضي الليبية من خلال التقريب بين أطراف المعادلة الداخلية». وأردف زكارنة: إذا أريد أن يكتب لهذا الاتفاق النجاح، فلا بد من دعم عربي، المبادرة الفرنسية التي استطاعت جمع أهم طرفين في الداخل الليبي الحكومة متمثلة في رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، يمكن أن تؤسس حالة من السلام الشامل في ليبيا، إذا كُتب لها النجاح وانسحبت على بقية الأجزاء.

ويشير إلى أنّ ما يميز هذه المبادرة عن المبادرات التي سبقتها كونها جاءت من فرنسا وهي دولة ذات ثقل سياسي واقتصادي عالمياً، ويربطها بالمكونات الليبية علاقات طيبة ومميزة، موضحاً أنّ فرنسا موجودة عبر شركاتها التي تعمل هنالك في مجال النفط والغاز بشكل مكثف منذ نجاح الثورة الليبية، ما يجعل من مصلحتها بالدرجة الأولى الحفاظ على حالة الاستقرار والسلم الداخلي في ليبيا.

تأثير غياب

بدوره، لا يعتقد الكاتب الصحافي، جهاد ابو بيدر، أنّ هذه الخطوة الفرنسية ستحل المشكلة الليبية القائمة لعدد من الأسباب، لافتاً إلى أنّ فرنسا ليست طرفا محايدا وإنّما هي جزء من المشكلة. وأردف ابو بيدر: «وسعياً من فرنسا لتهدئة الغضب الليبي جمعت هذه الأطراف المتنازعة، هذا ليس اتفاقا بقدر ما هو بيان يتضمن مجموعة من النقاط الأساسية منها وقف إطلاق النار واجراء انتخابات تمهيدية لعام 2018 وغيرها».

وشدّد ابو بيدر إلى أنّه وفي حال نجح تطبيق هذه النقاط من الممكن أن تنعكس على أرض الواقع، إلّا أنّ غياب الأطراف الدولية، ولا سيّما الولايات المتحدة الأميركية سيؤثّر على سير المصالحة وإعادة الاستقرار.

Email