إيران تتحرّك تحت وقع الخوف على نفوذها

قرقاش: نطمح أن تكون الحكومة العراقية عروبية وطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة شأن عراقي داخلي، معبراً عن أمله في أن تكون عروبية وطنية التوجه بمنأى عن الإنتماءات الطائفية، في وقت تواصل الكتل العراقية مشاوراتها بشأن تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات الأخيرة، وسط تحرّك إيراني محموم على وقع الخوف من فقدان نفوذها.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر: "يبقى أن تشكيل الحكومة العراقية القادمة شأن عراقي داخلي خالص، ونطمح أن تكون عروبية وطنية التوجه تعزّز دور بغداد في محيطها الطبيعي، آن الأوان كي ننظر جميعا إلى عالمنا العربي بمنأى عن الإنتماءات الطائفية".

مواصلة المشاورات

إلى ذلك، تواصل الكتل العراقية مشاوراتها بشأن تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات الأخيرة، وسط تحرّك إيراني محموم على وقع الخوف من فقدان نفوذها في هذا البلد العربي. وقال رئيس اللجنة الأمنية النيابية القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، أمس، إن شخصية رئيس الوزراء المقبلة ليست حكراً على «المكوّن الشيعي» وغير محصورة بتحالف «سائرون» أيضاً.

وذكر الزاملي في تصريح صحفي أن «منصب رئيس الوزراء لم يكن محصوراً بتحالف سائرون خلال المفاوضات الجارية بين زعيم التيار الصدري والائتلافات الفائزة بانتخابات 12 مايو الجاري»، مؤكداً أن «الحوارات والتحالفات هي التي ستحدد هويته». وأضاف أن «وفداً من سائرون سيذهب إلى إقليم كردستان للتفاوض مع جميع الكتل السياسية على غرار الوفود التي زارت زعيم التيار مقتدى الصدر لرسم شكل التحالفات المقبلة».

رد علاوي

من جانبه، رد نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي على تقارير صحفية تحدثت عن محاولة إيران الضغط لتنصيبه رئيساً للحكومة. وقال المكتب الإعلامي لعلاوي في بيان: «إننا في المكتب الإعلامي نؤكد أنه يرفض رفضاً قاطعاً أن يتم تعيينه رئيساً لوزراء العراق من أي جهة أو دولة أو حكومة، سواءً عربية أو إسلامية أو حتى من المجتمع الدولي»، مبيناً أن علاوي «يرفض أي تدخل خارجي في الشأن العراقي».

وبعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات وصل قاسم سليماني، قائد فرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، إلى بغداد لمقابلة سياسيين.

وقال مستشار لحكومة العراق: «أتى سليماني لإضعاف الكتل. إنه يعمل من أجل تفكيك التحالفات». وقال مسؤول عراقي كبير سابق إن الصدر سيحاول التغلب على إيران، لكنه أضاف أن طهران لن تتسامح مع أي تهديدات لحلفائها الذين همّشوا الصدر لسنوات.

المالكي يخشى

وقالت صحيفة لندنية في تقرير لها نشرته، أمس، إن نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي يدعم تولي علاوي منصب رئيس الوزراء، خشية من خسارة إيران نفوذها في العراق، نتيجة ما أفرزته نتائج الانتخابات، وإن إيران تسابق الزمن وتعقد تحالفات بين الكتل في العراق بالحد الأدنى، قبل أن تتحول كلمات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بفرض أقسى عقوبات في التاريخ إلى سياسة وإجراءات على الأرض.

وأردفت أن «التحركات اليائسة لإيران وحلفائها في العراق تجسد أزمتها مع واشنطن، حيث يواصل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، لقاءاته في العاصمة العراقية مع قيادات الكتل الفائزة في الانتخابات بهدف منع تشكيل حكومة تكون بعيدة عن إيران، ولو أدى الأمر إلى بناء تحالف لا يقتصر على الأحزاب الطائفية الموالية لطهران».

وأشارت إلى أن «إيران تشعر بأن فرص خروج العراق من قبضتها أصبحت أمراً وارداً بفوز المحسوبين على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يدفع نحو بناء علاقة متوازنة مع إيران ويتمسك بالانفتاح على العمق العربي للعراق، خاصة السعودية، وهو ما يزيد من درجات القلق الإيراني بعد النتائج التي أضفت على خيارات الصدر شرعية شعبية».

لقاءات

اتفق وفدا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيان، أمس، في بغداد على التباحث سوية مع الأحزاب والكتل السياسية بشأن سبل تشكيل الحكومة المقبلة، على الرغم من وجود خلافات في الرؤى والتوجهات السياسية، في وقت تطرح الكتل الرئيسية مشروع الابتعاد عن التخندق الطائفي والقومي.

ووصل وفد من الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة مسؤول الهيئة التنفيذية في المكتب السياسي ملا بختيار، وعضوية كل من رزكار علي، وسعدي أحمد بيره، وخالد شواني وفرياد راوندوزي وسعدون فيلي، صباح الأربعاء، إلى بغداد، فيما سبقه بيوم واحد وفد الديمقراطي الكردستاني.

 

Email