في ندوة جمعية الصحافيين بعنوان «قطر.. عام على المقاطعة»

تنظيم الحمدين مُختطَف من «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت ندوة نقاشية في أبوظبي أن تنظيم الحمدين مختطف من تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي يتحكم بسياسات الدوحة وهدفه الاستراتيجي تمكين الإسلام السياسي من السيطرة على المنطقة.

ونظمت جمعية الصحافيين في أبوظبي أول من أمس، ندوة نقاشية بعنوان «قطر عام على المقاطعة»، سلّط المشاركون فيها الضوء على الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي عصفت بالقطاعات الاقتصادية بقطر، وعلاقة القيادة القطرية بتنظيم الإخوان الإرهابي، وجذور هذه العلاقة وأبعادها.

وبينت الندوة النقاشية أن إصرار قطر على موقفها الداعم للحركات الإرهابية ودورها في زرع الفتن والتدخل في شؤون الدول العربية، تسبب في قطع عدد من الدول علاقتها بقطر، الأمر الذي أحدث خسائر مالية واقتصادية.

وتوصّل المشاركون إلى أن نهج النظام القطري بات مختطفاً من جماعة القرضاوي وتنظيم الإخوان الإرهابي، وأضحى اليوم يأتمر بأمرهم، وينفذ مخططاتهم من دون تردد، يحلم ويغوص في مستنقع من اللاعقلانية. وشددوا على أن تنظيم الحمدين لا يسعى لتحقيق مصالح الشعب القطري، ولا يراعي مصلحة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وبينت الندوة أن إصرار قطر على موقفها الداعم للحركات الإرهابية ودورها في زرع الفتن والتدخل في شؤون الدول العربية، تسبب في قطع تلك الدول علاقتها بقطر، الأمر الذي أحدث خسائر مالية واقتصادية دفعتها إلى بيع جزء كبير من أصولها واستثماراتها الخارجية التي زعمت سابقاً بأنها تعكف على تنميتها وزيادتها لبناء مستقبل افضل للأجيال القادمة.

محاور الندوة

في بداية الندوة استعرض رئيس جمعية الصحافيين محمد الحمادي عدداً من محاور الندوة وانعكاسات المقاطعة على الاقتصاد القطري، ثم استعرض الدكتور عبدالله الحاج الندوة، دوافع النظام القطري التي جعلته يرتبط بالتيارات المتطرفة والإرهابية في المنطقة. وقال «إن الأوضاع السياسية لقطر تدهورت كثيراً بعد مرور عام على مشكلتها القائمة». وأفاد بأن المشهد العام في قطر يتسم باستضافة فلول وقادة تنظيم الأخوان الإرهابي، وتدهور الأوضاع العامة ودعم الإرهاب ورمي النفس في أحضان إيران وتركيا، فضلاً عن إقامة القواعد العسكرية الأجنبية.

ونوه بأن جميع الممارسات التي عكفت قطر على تنفيذها تقف أمام هدف استراتيجي واحد هو حلم تمكين الإسلام السياسي في المنطقة، وتنصيب الأمير الوالد أو أبيه «خليفة للمسلمين»، مضيفاً «إن هذا يوضح أن الإخوان هم الذين يحكمون قطر فهذه أجندتهم». وتابع «الإخوان متغلغلون في قطر بشكل كبير، ومن وراء ذلك هم الذين يسيرون الأمور على هواهم».

الصعيد الخارجي

وقال الحاج: إن سلوكيات قطر الخارجية السلبية والمحيّرة والمثيرة للجدل، كانت وما زالت تقوم على مبادئ الفوضى الخلاقة الموجهة إلى زعزعة نظم الحكم في الدول العربية التي وصل إليها العبث والمال القطري، وتجلّت في تدخل سافر في شؤون مصر الداخلية، ومملكة البحرين عن طريق دعم المرتزقة والمخربين والإرهابيين وإذكاء نار الطائفية.

واستنكر شروع قطر في تعظيم الدور الإيراني في المنطقة، ودعم المنظمات والجماعات المتطرفة في الدول العربية وحول العالم، كدعم الحوثيين في اليمن وعدد من المنظمات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» وغيرها.

وقال: إن موقف قطر الخارجي يتأرجح ويعاني من هزات خطيرة ويشبه تأرجح لاعب سيرك يمشي على حبل مشدود فيصيبه الدوار، فلا يستطيع أن يحفظ توازنه بسهولة، فإن سقط من على الحبل ولم يجد ما يتلقفه قبل أن يرتطم بالأرض فإن مصيره أن يدق عنقه، مضيفاً: هذا ما يمكن أن تواجهه قطر عند لحظة الحقيقة، ولن تفيدها لا إيران ولا تركيا.

قناة الجزيرة

واستعرض الإعلامي خالد بن ققه مجموعة من الممارسات التحريضية لقناة «الجزيرة» القطرية ودورها في خلق وفبركة أكثر من 20 ألف تقرير غير صحيح عن الوضع الخليجي خلال الشهور الأولى على المقاطعة، واصفاً الدور الذي يقوم به الإعلام القطري بـ«غير الأخلاقي». ونوه بأن القائمين على قناة «الجزيرة» عكفوا على جلب مختصين في توظيف الكلمات ونشر الإعلام الهدام بشكل ممنهج ودقيق، موضّحاً أن الإعلام الإماراتي والسعودي والبحريني والمصري واجه افتراءات «الجزيرة» بشكل مهني ومتميز من حيث الدقّة في نقل المعلومة.

وأوضح بن ققه أن «الجزيرة» عندما انطلقت جاءت لتنفذ استراتيجية وضعتها جماعة الإخوان المتواجدة في قطر منذ ستينيات القرن الماضي، وذلك بعد أن استشعروا أهمية الإعلام في خلق وتوجيه الرأي العام، لافتاً إلى أن القناة سخرت لها الحكومة القطرية كل الإمكانيات المالية والاستخباراتية لتنفيذ أجندة إعلامية ضد الدول التي تختلف توجهات تنظيم الإخوان الإرهابي.

وبين بأن الحملات القطرية ضد دول الخليج العربي ومصر باءت كلها بالفشل في ظل نجاح الإعلام الخليجي في عكس الرؤية الصحيحة لسياسة دول مجلس التعاون المعتدلة التي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

خسائر اقتصادية

واستعرضت الدكتورة فاطمة الشامسي نائب المدير للشؤون الإدارية في جامعة السوربون أبوظبي وضع الاقتصاد القطري بعد عام على المقاطعة.

وأشارت إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي القطري إلى 2% في العام 2017 ووصوله إلى 1.3% في 2018. وقالت: إن القطاعات المالية تعد أكثر القطاعات تأثراً، حيث تشير التقارير إلى خروج أكثر من 30 مليار دولار من النظام المصرفي القطري، الأمر الذي دعا المصرف المركزي في قطر لضخ 38.5 مليار دولار لسد أزمة السيولة الخانقة.

ولفتت إلى أن قطاع الاتصالات القطري شهد انخفاضاً بنسبة 26%، كما انخفض قطاع السلع بنسبة 32%، ووصلت نسبة تراجع النمو في قطاع الإنتاج السلعي (غير النفطي) إلى 4.6% في عام 2017.

وتطرقت الشامسي إلى الخطط التقشفية التي اتبعتها الحكومة القطرية في سعيها لتقليص النفقات ومنها تقلص خطط الإنفاق الرأسمالي من 180 مليار دولار إلى 130 مليار دولار، مشيرة إلى ارتفاع عجز الموازنة بنحو 9.2 مليارات دولار بنهاية العام بدلاً من فائض كان مقدراً نتيجة المقاطعة العربية.

وسجّل عدد الزوار القادمين من دول مجلس التعاون تراجعاً بأكثر من 70% أدى إلى انخفاض إجمالي عدد السياح بمقدار 40% مقارنة بالعام الماضي، وخسرت قطر من ناحية العلاقات التجارية مع دول المقاطعة نحو 10% من صادراتها لهم و15% من وارداتها في قطاع النقل والتجارة، كما توقف معبر أبوسمرة بين السعودية وقطر عن العمل والذي كان يستقبل أكثر من 326 ألف زائر شهرياً ويشهد يومياً عبور ما بين 600-800 شاحنة، الأمر الذي ساهم في تراجع واردات قطر بشكل عام إلى 40%.

وعلى مستوى النقل الجوي فقد خسرت الخطوط الجوية القطرية 19 رحلة يومياً كانت تقوم بها إلى مطار دبي و6 رحلات إلى مطار أبوظبي و5 للمنامة و5 إلى جدة و4 إلى الرياض.

وتشير الإحصاءات إلى انخفاض واردات قطع غيار الطائرة القطرية بنسبة 40.5% وتراجع وارداتها من التوربينات الغازية بنسبة 19.8%.

ولفتت إلى أن لجوء قطر إلى طرق بديلة للاستيراد من خلال إيران وتركيا أدت إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد بمقدار عشرة أضعاف منذ بداية المقاطعة.

وتحدثت عن المصارف والقطاع المالي أكبر المتضررين من المقاطعة بعد أن فقدت البنوك القطرية نحو 40 مليار دولار من التمويل الأجنبي ونحو 65.1 مليار ريال قطري خلال الأشهر الماضية.

Email