رداً على تصريحات بوتين بشأن ضرورة انسحاب القوات الأجنبية

إيران ترفض الخروج من سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت أمس عملية إجلاء عناصر تنظيم داعش، من آخر جيب كانوا يسيطرون عليه قرب دمشق، ويتضمن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما رفضت طهران دعوات روسية بخروج القوات الأجنبية من سوريا.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس «انتهت عملية الإجلاء بخروج 1600 عنصر من تنظيم داعش وأفراد من عائلاتهم، على متن 32 حافلة، يومي الأحد والاثنين»، مشيراً إلى أن «قوات النظام دخلت مناطق سيطرة التنظيم المتطرف في مخيم اليرموك لتمشيطها، بعدما أكملت سيطرتها على أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود».

وخرج عناصر التنظيم متوجهين إلى البادية، وفق المرصد، وذلك ضمن اتفاق إجلاء لم تؤكده الحكومة السورية. ويأتي اتفاق الإجلاء الذي تم التوصل إليه برعاية «روسية»، وبدأ تنفيذه فجر الأحد، وفق المرصد، بعد عملية عسكرية بدأها الجيش السوري في 19 أبريل ضد «داعش»، في مناطق جنوبي العاصمة.

وفي المقابل، نفى الإعلام الرسمي السوري، التوصل إلى اتفاق، مؤكداً أن العمليات العسكرية تتواصل ضد «داعش» في مساحة ضيقة شمالي حي الحجر الأسود. وأوضح عبد الرحمن أن «عملية الإجلاء تجري ليلاً بشكل سري، وبعيداً عن الأضواء»، وأعاد ذلك إلى أسباب عدة، بينها أن «الحكومة السورية لا تعترف بالتفاوض مع تنظيم داعش، ولتفادي استهداف التحالف الدولي بقيادة واشنطن للقافلة». وقد تثير عملية الإجلاء، موجة من الانتقادات، كتلك التي أثارها توصل حزب الله إلى اتفاق مع التنظيم، قضى بخروج عناصره من المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا باتجاه محافظة دير الزور السورية، في أغسطس الماضي.

ومنذ التوصل إلى الاتفاق، وفق المرصد، يسري هدوء في جنوب العاصمة، بعد أسابيع من المعارك العنيفة والقصف الجوي والمدفعي، كما يقوم تنظيم داعش بإحراق «مقاره وآلياته». وأوردت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية، أن «الهدوء النسبي بدا لافتاً» في جنوب دمشق.

وبمجرد خروج آخر المقاتلين المتشددين من دمشق، تصبح العاصمة بالكامل، تحت سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ عام 2012.

وكان التلفزيون السوري الحكومي، قال في وقت سابق، إن الجيش استأنف هجوماً على مقاتلي «داعش» في جنوب دمشق أمس، بعد توقّف إطلاق النار لفترة قصيرة، لتمكين النساء والأطفال وكبار السن من مغادرة المنطقة. وبث التلفزيون الحكومي، لقطات مصورة، تظهر المنطقة المدمرة، وقال إن ضربات جوية تستهدف آخر فلول «الإرهابيين» في المنطقة، بعد أن ذكر في وقت سابق، أن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لأسباب إنسانية، دخل حيز التنفيذ مساء الأحد.

الوجود الإيراني

وفي رد على تأكيدات روسية حول انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، قالت إيران إنها لن تخرج من هذا البلد، بدعوى أن وجودها فيه جاء بطلب من حكومته. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إنه لا يمكن لأحد أن يجبر إيران على الخروج من سوريا. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، عن المتحدث، القول: «وجودنا في سوريا هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد». وحول ما نُقل عن مسؤولين روس، قال الناطق: «لا يمكن لأحد أن يجبر إيران على القيام بذلك، لأن لدينا سياسات مستقلة خاصة بنا».

كان مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، فسر تصريحاً لبوتين بشأن الحاجة إلى انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، بأنه يعني «كل المجموعات العسكرية الأجنبية، التي توجد على أراضي سوريا، بما فيهم الأميركيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون».

Email