مصادر لـ «البيان»: باريس تتطلع لملء الفراغ الأميركي المقبل عسكرياً

الأسد يبلغ بوتين استعداده لإطلاق عملية سياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الرئيس السوري بشار الاسد استعداده لبدء عملية سياسية لانهاء النزاع في سوريا بحسن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.وقال بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل نظيره السوري بشار الأسد في مدينة سوتشي الروسية.واضاف بيسكوف للصحافيين: «في سوتشي، أجرى الرئيس الروسي بوتين محادثات مع بشار الأسد، حيث قام الأسد بزيارة عمل إلى المدينة».

وهنأ الرئيس بوتين نظيره السوري بالنجاح بمكافحة الإرهاب. مشيرا الى ان الرئيسين بوتين والأسد شددا على ضرورة تهيئة ظروف إضافية لعملية سياسية كاملة الشكل في سوريا. إلى ذلك علمت «البيان» من مصادر مطلعة في مجلس منبج العسكري، أن القوات الفرنسية عززت وجودها الأسبوع الماضي في مدينة منبج، في إطار العمل تحت مظلة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد المصدر، أن الانتشار الفرنسي الجديد في المدينة، رافقه أيضاً إرسال جنود فرنسيين إلى المناطق الشرقية في مدينة دير الزور، بعد إعلان الحملة الأخيرة على تنظيم داعش في ريف دير الزور شرق الفرات، لافتاً إلى أن الموقف التركي، سيكون ممتعضاً من النفوذ الفرنسي. ومع إرسال باريس العديد من الجنود إلى سوريا.

فقد بدا واضحاً في الآونة الأخيرة، تحرك فرنسي فاعل على الساحة السورية، تحول هذا التحرك إلى قوات فرنسية على الأرض السورية، في مدينة منبج القريبة من الحدود التركية. وعلى الرغم من امتعاض الحكومة التركية من وجود هذه القوات، إلا أن باريس ماضية على ما يبدو في توسيع قاعدتها في سوريا.

بداية التحرك

بدأ التحرك الفرنسي منذ الحرب التركية على عفرين، حيث استقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وفداً من حزب الاتحاد الديمقراطي، وممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في الإليزيه، الشهر الماضي، وقد سبق ذلك، تحذيرات فرنسية من خطورة توسع العمليات التركية في عفرين، الأمر الذي زاد حدة التوتر بين الدولتين.

وجاء الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام على مدينة دوما، ليثبت مجدداً، اندفاع فرنسا لتأخذ موقعاً متقدماً من الأزمة السورية، وكانت تدفع بشدة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى استخدام العمليات العسكرية لمعاقبة النظام، وبالفعل، نفذت كل من فرنسا وأميركا وبريطانيا، عملية عسكرية خاطفة.

تنسيق مع أميركا

ويشير مراقبون إلى أن الموقف الفرنسي في سوريا، يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي لا تريد منح تركيا المزيد من المكاسب في سوريا، لذلك، اعتمدت الولايات المتحدة على قوة أخرى مثل فرنسا، لتحقيق التوازن على الأرض.

ويرى موقع الدبلوماسية الفرنسية، أن تعاظم النفوذ الفرنسي في سوريا، له أسبابه المنطقية، النابعة من المصلحة والأمن القومي الفرنسي، إذ يرى أن الفوضى السائدة في سوريا، تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط برمته، وتوفّر بيئة مؤاتية لتنفيذ أنشطة الإرهابيين، وتفاقم مأساة اللاجئين الذين يفرّون من تنظيم داعش، وأيضاً، وبالأساس، يفرّون من وحشية نظام بشّار الأسد.

أمن فرنسا

وبحسب الموقع التابع للخارجية الفرنسية، فإن النتيجة الأولى لهذا الوضع، هي الخطر الذي يهدّد أمننا، فالخطر الإرهابي، الموجّه ضد فرنسا، يأتي من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش. أما النتيجة الثانية، فهي أن تنظيم داعش، يفرض هيمنته على هذه المنطقة الشاسعة، فهذا التنظيم، يمثل نوعاً جديداً من الحكم الشمولي، الذي يحرّف الإسلام بغية فرض سيطرته، ولا يردعه أي رادع.

80 %

أسفرت الحرب في الأعوام أربعة الأخيرة، عن سقوط أكثر من 300 ألف قتيل، منهم 80 في المئة وقعوا ضحايا لقمع النظام. وأصبح السوريون شعباً منفياً، إذ لجأ أربعة ملايين سوري إلى المخيمات في لبنان والأردن وتركيا، وغالباً ما يقتصر أملهم الوحيد على الحصول على حق اللجوء في أوروبا.

Email