54 فلسطينياً من مصابي مسيرة العودة الكبرى في حالة «موت سريري»

الاحتلال يشن 6 غارات جوية على غزّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطوّر جديد للأوضاع في غزّة، أمطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي القطاع بعدة غارات ما أسفر عن جرح فلسطيني وإلحاق أضرار، وفيما أعلنت هيئة فلسطينية مستقلّة، عن أنّ عشرات الفلسطينيين من مصابي مسيرة العودة في حالة «موت سريري»، شدّدت لجنة أممية على أنّ الأوضاع في القطاع أضحت لا تحتمل ودعت المجتمع الدولي للتحرّك ومساءلة مرتكبي الانتهاكات.

وشنّ طيران الاحتلال، فجر أمس، ست غارات جوية استهدفت مواقع في قطاع غزة وأسفرت عن جرح فلسطيني واحد وإلحاق أضرار، مع تراجع وتيرة التظاهرات الحاشدة مع بدء شهر رمضان المبارك. وأعلن الاحتلال في بيان، أنّه شنّ غارة جوية على منشآت في قطاع غزة، رداً على ما أسماه إطلاق نار على جنود وعلى مدينة سديروت.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إنّ مواطناً فلسطينياً أصيب بشظايا في قصف على بيت لاهيا ونقل إلى مستشفى الاندونيسي، موضحاً أنّ حالته متوسطة الخطورة. وأكّد مصدر أمني في غزة، أنّ القصف الجوي استهدف بسبعة صواريخ، ثلاثة مواقع للمقاومة تتبع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، اثنان منها في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع وآخر في منطقة السودانية شمال مدينة غزة.

من جهتها، أكدت «حماس» في بيان: «نؤكد للعدو الصهيوني وقادته أنّ حركات المقاومة قادرة على الرد وبكل قوة على هذه الجرائم، كل يوم يمضي دون إنهاء هذه الأزمة وإنقاذ غزة، يقربنا وبشكل متسارع من الانفجار الأكبر الذي سيطال الجميع».

موت سريري

في الأثناء، كشفت الهيئة الفلسطينية المستقلة لملاحقة جرائم الاحتلال في قطاع غزة، عن أن 54 فلسطينياً من مصابي مسيرة العودة الكبرى في حالة موت سريري، ما يرجّح ارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين بشكل كبير خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال رئيس الهيئة عماد الباز «أصيب خلال المجزرة الإسرائيلية نحو 3000، منهم 54 إصابة حرجة جداً في الرأس والرقبة، وتعتبر حالات موت سريري، ومن بين الجرحى نحو 79 سيدة، وأكثر من 255 طفلاً».

دعوات عقاب

وأوضح الباز، أن الرصاص الذي يستخدمه جيش الاحتلال أدى إلى تهتك في الأعصاب والأنسجة وتقطع في الأوعية الدموية، ما تسبب بدخول المصابين في عمليات جراحية متعددة على مدار أكثر من 5 ساعات. ودعت الهيئة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمعاقبة إسرائيل على جرائمها، وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المدنيين العزل.

انتهاكات

إلى ذلك، أدانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الإسكوا»، أمس، استشهاد عشرات الفلسطينيين على يد الاحتلال خلال تظاهرة سلمية قرب السياج الحدودي في غزة.

وقالت الإسكوا في بيان: «يشكل استخدام القوة غير المتناسب فيما يبدو، لاسيما إطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين العزل، انتهاكاً متجدداً للقانون الدولي الإنساني واستهتاراً بأرواح المدنيين وكرامتهم من جانب الجيش الإسرائيلي».

وأشارت إلى أنّ هذه حلقة ضمن سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والموثقة للقانون الدولي، ومنها الحصار غير الشرعي المفروض على غزة منذ 11 عاماً، وقد انتهكت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مراراً وتكراراً موجباتها حسب اتفاقية جنيف الرابعة، لاسيما ما يتعلق بحماية المدنيين.

ظروف صعبة

وأكّدت الإسكوا، أن ظروف الحياة في غزة الخاضعة للاحتلال منذ 51 عاماً أصبحت لا تحتمل، ومن غير المقبول أن تستمر إسرائيل، في القرن الحادي والعشرين وبعد 70 عاماً من تفتيت الشعب الفلسطيني وقمعه، بانتهاكها القانون الدولي من دون عقاب، مضيفة: «لقد طالت معاناة الشعب الفلسطيني وبالأخص سكان غزة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لمساءلة مرتكبي الانتهاكات بحقهم، ويبقى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي ذات الصلة، من دون استثناء، الطريق الوحيد لإرساء سلام عادل ودائم».

Email