أكدوا أنها محاولة لإضفاء الشرعية على الاحتلال وإنهاء ملف القدس

محللون لـ «البيان»: نقل السفارة نكبة في ذكرى النكبة

فتيات يحملن الأعلام ويهتفن خلال تظاهرة في شيكاغو ضد المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع المراقبون والمحللون الفلسطينيون على أن تعجيل الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، بنقل سفارتها إلى القدس في ذكرى النكبة، سيغلق بإحكام كافة أبواب التفاوض مع الفلسطينيين حول قرارها المشؤوم، معتبرين ذلك بأنه يأتي نكاية بتحركات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإحباط مساعيه الدولية، ومبادراته أمام مجلس الأمن والمنظمات الدولية.

ويرى هؤلاء أن ترامب أراد تطيير رسائل سياسية خطيرة للفلسطينيين، بأن لا تراجع عن إزاحة القدس عن أي مفاوضات مقبلة، إضافة إلى محاولة إضفاء شرعية على الاحتلال، على ضوء تلميحات الرئيس إلى وعد بلفور المشؤوم ونشأة الكيان المحتل.

وحسب خبراء في هذا الشأن، فإن الولايات المتحدة لم تكن بحاجة لبناء مقر جديد لسفارتها، خاصة وأنها عمدت قبل سنوات إلى بناء مبنى ضخم ومحصّن، يحمل اسم «القنصلية العامة في القدس»، لافتين إلى أن هذا المبنى تم تجهيزه في حينها كي يصبح يوماً ما مقراً للسفارة، ويضم مكاتب محصّنة تحت الأرض.

في هذا الإطار، أكد المحلل السياسي هاني المصري، أن تسريع الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس عشية الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، يأتي بالتزامن مع ذكرى إنشاء الكيان الصهيوني، ما يؤكد التماهي في مواقف الإدارة الأميركية مع الاحتلال، والتأكيد أن قرار النقل تم اتخاذه ولا رجعة عنه، ولا تفاوض حوله.

وأضاف المصري في تصريحات لـ«البيان» إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، سيمنح مزيداً من القوة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، الذي بات مستقبله السياسي مهدداً بفعل قضايا الفساد التي عصفت به أخيراً، وبالتالي يمكنه التباهي بأنه أول رئيس وزراء إسرائيلي ينجح في نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومن ثم استثمار ذلك في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، بينما ستصعّب هذه الخطوة الأمور على القيادة الفلسطينية، في التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، بحيث سيكون «الفيتو» بانتظارها.

ويرى المحلل السياسي خليل شاهين، أن نقل الإدارة الأميركية سفارتها إلى القدس بالتزامن مع ذكرى النكبة، يأتي للتأكيد على أن هذا الأمر غير قابل للنقاش، معتبراً هذا الإجراء بأنه يأتي كنوع من الرد على المبادرات والتحركات الدولية للرئيس الفلسطيني، ومحاولته كسر احتكار الإدارة الأميركية لرعاية المفاوضات.

واعتبر شاهين في حديثه لـ«البيان» هذه الخطوة بأنها بمثابة هدية الولايات المتحدة لدولة الاحتلال في الذكرى السبعين لقيامها، الأمر الذي يشكل استفزازاً للفلسطينيين والعرب، ويأتي استجابة لضغوطات المنظمات اليهودية على الإدارة الأميركية. وأوضح أن ما تسمى «صفقة القرن» ستتأخر بعد هذه الخطوة لبعض الوقت، باعتبار أن الظروف الإقليمية غير مهيأة لهذا الأمر بعد، خصوصاً وأن الإدارة الأميركية تسعى من خلال هذه الصفقة، لإزاحة قضايا وملفات رئيسية بشكل نهائي عن الحل المنتظر.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، فإن نقل السفارة الأميركية، يشكل نكبة سياسية جديدة للفلسطينيين، بموجبها سيتم إغلاق ملف القدس.

Email