أول دولة تحذو حذو الولايات المتحدة

غواتيمالا تنقل سفـارتها إلى القدس.. وباراغواي تتريّث

فلسطيني يواجه جنود الاحتلال بمقلاعه قرب السياج في غزة | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

افتتحت غواتيمالا، سفارة لها في القدس، أمس، لتصبح أول دولة تحذو حذو الولايات المتحدة، في خطوة أثارت غضباً فلسطينياً، ولاقت إدانة عربية دولية، وسط إدانات فلسطينية وأردنية، فيما أعلنت باراغواي أنها ستتريّث قبل نقل سفارتها.

وحضر رئيس غواتيمالا، جيمي موراليس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، افتتاح السفارة في مجمع إداري بالقدس الغربية، في خطوة مخالفة للإجماع الدولي على وضع القدس، الذي هو في صلب الصراع العربي - الإسرائيلي. وادعى موراليس، أن «قرار نقل السفارة، جاء من قبل الشعب الغواتيمالي».

بدوره، قال نتنياهو في المراسم «ليست مصادفة أن تكون غواتيمالا من أوائل الدول التي تفتتح سفارتها في القدس. كنتم دائماً من الأوائل. كنتم ثاني دولة تعترف بإسرائيل».

خطوة استفزازية

وندد الفلسطينيون بنقل سفارة غواتيمالا إلى القدس. واعتبرت الخارجية الفلسطينية، أن «هذا العمل المخزي والمخالف للقانون، يستفز مشاعر المسيحيين والمسلمين، بما في ذلك أولئك الذين أعلنوا بالإجماع، وبشكل لا لبس فيه، رفضهم لكافة المحاولات التي تستهدف وضع ومكانة القدس المحتلة، أو نقل السفارات إليها».

من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن حكومة غواتيمالا «اختارت الوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ، إلى جانب انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان، واتخاذ خطوة عدائية ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي».

واعتبر البعض، قرار موراليس بنقل السفارة، بأنه جاء بسبب تأثره بمعتقداته الدينية الإنجيلية، التي تعتبر أن قيام اليهود ببناء هيكلهم المزعوم في المدينة المقدسة، سيسهل عودة المسيح، بينما رأى آخرون، أن قرار موراليس، هو لفتة للحصول على دعم من الولايات المتحدة.

وأقرّت غواتيمالا، الخميس الماضي، قانوناً يُحدّد 14 مايو يوماً للاحتفال السنوي «بالصداقة مع إسرائيل»، ويتزامن هذا التاريخ، مع ذكرى النكبة وإنشاء إسرائيل، على أنقاض القرى الفلسطينية التي دمرتها العصابات الصهيونية عام 1948.

تنديد أردني

كما نددت الحكومة الأردنية بقرار حكومة غواتيمالا. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عن الناطق باسم الحكومة، محمد المومني، القول إن «قرار حكومة غواتيمالا، يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وخصوصا القرار الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي نص على رفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل». وأضاف المومني أن «قرار حكومة غواتيمالا، قرار غير مسؤول، ومن شأنه أن يذكي أعمال العنف في المنطقة، ويشجع إسرائيل على المضي بخرق القانون الدولي». وشدد على أنه «الأحرى بدول العالم المحبة للسلام، أن تدعم حل الدولتين، الذي توافقت عليه الشرعية الدولية، والذي يوجب قيام الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

باراغواي تتريّث

في الأثناء، أكد رئيس باراغواي، ماريو عبدو بينيتيز، أن بلاده ستتمهل فى اتخاذ قرارها بشأن نقل سفارتها إلى القدس، خاصة بعد ما شهده المدنيون العزل في قطاع غزة من «مجزرة بشعة»، من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، وذلك حسبما وصف الرئيس المنتخب حديثاً.

وعلق الرئيس بينيتيز، بشأن قرار نقل سفارة باراغواي لدى إسرائيل، الذي اتخذه سلفه هوراسيو مانويل كارتس: «علينا أن نرى ما إذا كان القرار قد اتخذ بالفعل أم لا من قبل كارتس، حينها سيتحتم علينا إعادة التفكير في الأمر ملياً، بمزيد من النضج، لنحدد ما يجب علينا فعله».

وكانت مصادر تابعة للحكومة الإسرائيلية، أشارت في وقت سابق من الشهر الحالي، أن حكومة الرئيس كارس بالفعل، قد حسمت موقفها بنقل سفارة بلادها إلى القدس بحلول نهاية مايو.

وتابع الرئيس اللاتيني عبدو بينيتيز: «إنها قضية دبلوماسية، لذا، دعونا نكن حذرين في ما سنقوله عن ذلك».

وبعد أن حذر من أن هذا القرار يمكن أن «يؤثر في كل مواطن داخل باراغواي»، أكد أنه حتى الآن، لا يوجد أي اتصال رسمي من المستشارية في باراغواي، مع الحكومة الإسرائيلية. أضاف: «إنها قضية حساسة، قضية تنطوي على العلاقة التاريخية التي تربط باراغواي مع كل من إسرائيل والعالم العربي».

استدعاء سفيرة إلى ذلك، قررت لوكسمبورغ بدورها استدعاء سفيرة إسرائيل لدى بلجيكا إثر «أعمال العنف غير المقبولة» في غزة، كما أعلنت وزارة خارجية لوكسمبروغ. وبحسب البيان، ترغب الوزارة في «الإشارة بهذه المناسبة إلى الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة (...) والتصريحات العلنية لسفيرة إسرائيل في هذا الخصوص». وقالت الوزارة إن «لوكسمبورغ تدين بشدة الاستخدام المفرط للقوة ضد مدنيين، وطلبت فتح تحقيق دولي مستقل».

وتابع البيان أن وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن ينضم إلى دعوات الأسرة الدولية، خصوصاً الأمم المتحدة، «إلى تحلي الأطراف على الأرض والمسؤولين في المنطقة بالهدوء وضبط النفس، تفادياً لاندلاع موجة جديدة من العنف أو أي عمل آخر سيؤدي إلى إبعاد إمكانية إحلال سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط».

تداعيات

إلى ذلك، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الإقليمي. وأضاف السيسي: «قلنا إن هذا الأمر سيكون له تداعيات سلبية على الرأي العام العربي والإسلامي، وسيؤدي إلى شيء من عدم الرضا وعدم الاستقرار نتيجة هذا الإجراء وسيكون له تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية».

وأردف السياسي: «أرجو من الإسرائيليين أن يتفهموا أن ردود أفعال الفلسطينيين في هذا الموضوع مشروعة وأن يتم التعامل معها في إطار الحرص الشديد على أرواح الفلسطينيين».

طرد قنصل

طلبت تركيا من القنصل الإسرائيلي في إسطنبول مغادرة البلاد مؤقتاً، غداة إجراء مشابه اتخذته إسرائيل حيال القنصل التركي العام في القدس. وأوردت وكالة الأناضول، أن وزارة الخارجية التركية، طلبت من القنصل الإسرائيلي مغادرة تركيا «لبعض الوقت».

وقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس، باستدعاء القائم بالأعمال التركي بهدف توبيخه، بعد ما وصفته في بيان بأنه «معاملة غير لائقة» لسفيرها، لدى مغادرته مطار إسطنبول. وقالت إنه تعرض لتفتيش أمني صارم أمام الإعلام التركي، الذي حضر بشكل مقرر». ودعت الوزارة، الإعلام الإسرائيلي للحضور لتصوير القائم بالأعمال التركي لدى وصوله مقرها.

 

Email