فلسطيني يحوّل رصاص الاحتلال إلى تحف فنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدع شاب فلسطيني من قطاع غزة في تحويل الرصاص الإسرائيلي المتفجر وقنابل الغاز التي يطلقها جيش الاحتلال على المتظاهرين السلميين على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة إلى تحف فنية وأشكال سلمية تلفت الزائرين داخل بيته الصغير.

ففي غرفة صغيرة يضع الشاب مجدي أبو طاقية داخل بيته المستأجر كمية كبيرة من الرصاص الفارغ الذي تمكّن من جمعه من خلال نقاط التظاهرات السلمية، بعد تدويرها وتحويلها إلى أشكال فنية، والتي كانت بدايتها لرصاصة أصيب بها خلال مشاركته في مسيرات العودة، أخرجها من قدمه الأطباء واستخدمها في تجسيد شخصية حارس كنعاني.

أبو طاقية (38 عاماً) وهو موظف متقاعد في السلطة الفلسطينية، ويعيل ثلاثة أطفال، يقول إن عمله الفني يحتاج دقة ومهارة عالية في التصنيع، خاصة وأن مخلفات الاحتلال من الرصاص وقنابل القنابل لا تتعدى كف اليد أو إصبع منه، ومع ذلك يبدع في تحويلها لأشكال فنية مميزة.

بدأ أبو طاقية إبداعه في فن المصغرات منذ أن كان طالباً في الثانوية العامة، وبدأ بنحت علم فلسطين ورسوم إبداعية على الحجارة الصغيرة والفخار، لينقل من الأحجار والمجسمات الصغيرة أفكاراً كبيرة تتجاوز حدود الوطن.

ومن ضمن المجسمات التي صنعها داخل بيته مجسماً صغيراً لسفينة وطائرة إسرائيلية تحمل يد إنسان، في رسالة سلمية للرد على العنف الإسرائيلي الممارس ضد المتظاهرين السلميين، متمنياً أن تصل رسائله للعالم عبر الفن.

ويجسد أبو طاقية معاناة الصحافيين خلال تغطية مسيرات العودة، برحيل الشهيد ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، بوضع درع الصحافة والخوذة على حمالة الإسعاف. ومن ضمن الاهتمامات الخاصة لأبو طاقية في عمله بفن المصغرات، يتفنن بتجسيد التراث الفلسطيني من الرصاص الإسرائيلي، وصناعة الأواني التي تستخدم في الطهي قديماً.

ويقول أبو طاقية لـ «البيان»: «هذا الفن مكلف وأعمل على تطويره من مالي الخاص، ولكن هناك نقص للكثير من المعدات مثل عجينة السيراميك ومعدن الرصاص بالإضافة لأدوات أخرى خاصة بالنحت». ويستعد لصناعة لوحة كاملة متكاملة الجوانب لمسيرات العودة شرق قطاع غزة من المصغرات، بعد جمع الكميات اللازمة من الرصاص والقنابل الإسرائيلية الملقاة على المتظاهرين.

رسالة للعالم

ويلفت أبو طاقية إلى أن إبداعه هذا يحمل رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة، برغم استهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص المتفجر والغاز، لدرجة أن أول مجسم بدأه في مسيرات العودة هو لطائرة أف 16 حربية محملة بالصواريخ. وأوضح أن صناعة الفكرة لرصاصة صغيرة لا يتعدى حجمها إصبع اليد قد تستغرق ساعات طويلة من أجل تحويلها لفكرة فنية تحمل رسالة سلمية، مضيفاً: «طموحي أن أنقل هذه المنحوتات الفنية إلى مسيرات العودة شرق قطاع غزة».

وناشد أبو طاقية وزارة الثقافة بتبني مشروعه من أجل إيصال رسائل السلام عن طريقهم، والتي لا يهدف منها للتجارة أو البيع أو الربح، بل أن تصل رسائله للعالم عن طريق المؤسسات الرسمية.

Email