السفير المصري السـابق في الدوحــة:

حمد بن جاسم يمتلك قصــراً فــي تل أبيب ويتردد كثيراً إلى هناك

قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف السفير المصري السابق لدى الدوحة، محمد المنيسي، أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم حرص على تأسيس قاعدة «العُديد» الأميركية خوفاً من السعودية التي كان يتوهّم أنها العدو اللدود للدوحة.

وشيدت قطر قاعدة «العُديد» أو ما يعرف بمطار «أبونخلة» عام 1996 بمليار دولار، واستخدمت الولايات المتحدة القاعدة بشكل سري عام 2001 في الحرب على أفغانستان.

وبعد عام تم الإعلان بشكل رسمي عن تمركز القوات الأميركية فيها، وجرى توسيعها مع مرور الوقت حتى باتت تضم عددًا كبيرًا من المنشآت بما في ذلك مراكز القيادة المتطورة ومخازن أسلحة ووقود.

وحكى المنيسي، في حوار هاتفي مع صحيفة «عكاظ» السعودية، تفاصيل محادثة بينه وبين رئيس الوزراء القطري السابق، عندما بدأ العمل على تأسيس القاعدة الأميركية في قطر سرًا، قائلًا «سألت بن جاسم وقتذاك لماذا وأنتم دولة لا أعداء لكم؟ قال لي كي تحمي قطر من عدوها الحقيقي. واعتقدتُ حينها أنه يتحدث عن إيران لكنه فاجأني بقوله: (قطر تخشى السعودية)».

وتابع: «ضحكت بشدة وسألته هل تعتقد أن السعودية بمساحتها الهائلة وما تمتلكه من ثروات كبيرة يمكن أن تفكر بمساحة صغيرة جدًا مثل قطر؟ فأجابني: (أنتم تحسنون الظن بالسعودية ولا تعرفون حقيقتها)، فقلت له: لا يمكن أن نسيّر سياساتنا على سوء الظن وهناك قرائن وأدلة تؤكد صدق السعودية ووضوح رؤيتها واتجاهاتها مع أشقائها العرب، إلا أنه ابتسم وقطع الحوار».

إجازة بإسرائيل

وأبرز المنيسي، الذي عُيّن سفيرًا في الدوحة 1995 في عهد أمير قطر السابق حمد بن خليفة، الدور الذي لعبه بن جاسم في الانقلاب على أمير قطر الأسبق «قبل الانقلاب نجح رئيس الوزراء القطري السابق في الحصول على موافقة أميركية للإطاحة بأمير قطر الأسبق بسبب رفض الأخير الموافقة على استخراج الغاز.

إذ كان ينظر أن ذلك الأمر مُكلّف وأن قطر ستستدين مبالغ ضخمة، فعرض حمد بن جاسم على أميركا فكرة الانقلاب وإزاحة خليفة بن حمد من الحكم لصالح ابنه حمد ورحّبوا بشرط تنفيذ أجندة أميركا»، بحسب قوله.

وأكمل «نجح الانقلاب عندما خرج خليفة بن حمد في رحلة خارجية وقام ابنه حمد بجمع أفراد الأسرة وكبار المسؤولين وفوجئوا أن الاجتماع هدفه مبايعته أميرًا للبلاد».

ولفت المنيسي إلى أن الأمور كانت تبدو جيدة، وكان يغلب على علاقته مع بن جاسم طابع الوِدّ، لكنها توتّرت بعد أن كشف أنه قضى إحدى إجازاته في إسرائيل سرًا

وبعد عودته سألته عن تلك الإجازة إلا أنه «انزعج بشكل غير معقول وطلب تغيير مسار الحديث»، وفق قوله. وأضاف: «علمت من بعض الأصدقاء المُقرّبين أن حمد بن جاسم يمتلك قصرًا بمنتجع قريب جدًا من تل أبيب ويقضي إجازاته فيه ويتردد كثيرًا هناك».

وأوضح أن بوادر أزمة مالية شديدة في قطر بدأت تلوح في الأفق بعد أن اكتشفوا أن أمير قطر الأسبق، الشيخ خليفة بن حمد، أودع الاحتياطي النفطي بحساباته الشخصية وليس باسم الحكومة ووجدت الحكومة نفسها بمأزق حقيقي، لدرجة أنها أجبرت البنوك التجارية أن تدفع رواتب الموظفين في شهري أكتوبر ونوفمبر 1995.

مساعدة يهودية

وبيّن الدبلوماسي المصري أن إسرائيل ساعدوا بن جاسم في الوصول إلى الأموال التي وضعها خليفة بن حمد في حساباته، واتفق على افتتاح مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة في نوفمبر 1995، على الرغم من عدم وجود أي إغراء لفتح مكتب إسرائيلي في قطر بالنظر إلى كونها دويلة صغيرة واحتياجاتها محدودة.

وأشار إلى أن المكتب وجد معارضة من جانب القطريين، لدرجة أنه استمر شهوراً كثيرة في شيراتون الدوحة ولم يستطع الحصول على مقر يعمل به.

ولفت المنيسي إلى دور بن جاسم في التقارب القطري الإسرائيلي، موضحًا أنه عمل على بناء وتأسيس قناة الجزيرة بدعم إسرائيلي واستقطب الطاقم الموجود في قناة (بي بي سي العربية) للعمل في القناة القطرية.

ولفت السفير المصري السابق إلى أن التطورات بين قطر وإسرائيل توسعت بشكل كبير، مؤكدًا أن العلاقات الإسرائيلية القطرية متجذّرة وتعود لتسعينيات القرن الماضي. وأضاف: «في أحد اللقاءات سألت حمد بن جاسم عن حرصه على العلاقات مع إسرائيل، فقال لي: أقرب طريق لقلب أميركا هو إسرائيل».

بن جاسم

أكد السفير المصري السابق في الدوحة محمد المنيسي أن كثيرًا من أفراد الأسرة القطرية يكرهون حمد بن جاسم بشدة، لكنهم لا يجاهرون بذلك، وهو ذو نفوذ عالٍ ويقف خلف جميع التحركات التي تحدث في الدوحة حتى هذه اللحظة، مؤكدًا أن «الأمير الحالي تميم بن حمد آل ثاني لا ناقة له ولا جمل». ونوه إلى أنه التقى بن جاسم - وقتذاك - وكان يتحدث عن أن مصر ترغب في إعادة الشيخ خليفة بن حمد للحكم إلا أنه رد عليه بأن «مصر لا تتعامل إلا مع الشرعية ولا تتدخل بشؤون غيرها».

Email