الصومال تتجه لاستئناف علاقاتها مع إيران بتحريض قطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

رجحت مصادر صومالية أن تكون قطر طلبت من الحكومية الصومالية استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع طهران بعد أكثر من عامين على قطعها. وقال موقع «مقديشو للبحوث والدراسات»، إن الصومال تتجه لإعادة علاقاتها الديبلوماسية مع طهران، ما سيفقدها علاقاتها العريقة والتقليدية في المنطقة.

وأضاف في مقال بقلم الباحث والمحلل السياسي حسن عبدي: «في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، أعلنت الصومال مطلع عام 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، احتجاجاً على الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في مدينتي طهران ومشهد.

وأمرت بغلق جميع المراكز والمؤسسات الإيرانية في مقديشو»، لافتاً إلى أن «هذا القرار حظي بترحيب واسع من المجتمع الصومالي الذي كان ينظر أصلاً بعين الريبة والشك إلى دور إيران في الصومال والمنطقة باعتباره الخطر الداهم على الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي لشعوب المنطقة.

كما لعب هذا القرار دوراً كبيراً في تحسن علاقات الصومال مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى وتفعيل دور هذه الدول في الجهود الجارية لدعم الاستقرار والتنمية في الصومال».

وأردف المحلل الصومالي أنه «بعد مرور أكثر من عامين على هذا القرار، لن يكون موقف الصومال تجاه إيران كما كان عليه في عهد الرئيس السابق حسن شيخ محمود، وسيكون مختلفاً، لأن السلطة الحالية فيما يبدو لا تولي اهتماماً كبيراً بعلاقتها مع أصدقاء الصومال، ولا سيما التقليديين منهم، خصوصاً بعد إقدامها على توتير علاقتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة واتخاذ مواقف سلبية تجاهها».

واقع ملتبس

وتابع: «لا شك أن تأزم العلاقات بين الصومال والإمارات سيؤثر سلباً في علاقة الأولى مع المملكة العربية السعودية ومصر، أهم وأكبر دولتين عربيتين داعمتين للصومال سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً، ما يجعلها أمام واقع ملتبس يحتم عليها الارتماء في أحضان تحالفات لا يرضى عنها الشعب، والبحث عن بديل في وقت لا يوجد في الساحة بديل آخر غير المحور الإيراني.

وبالتالي من غير المستبعد أن تتخذ حكومة فرماجو قراراً باستعادة علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران نكاية في الأشقاء»، مختتماً مقاله بأن «هذا القرار مغامرة سياسية غير محمودة العواقب وسيؤدي إلى فقدان الصومال أصدقاء مهمين دولياً وتحالفاً استراتيجياً محلياً، الأمر الذي قد يقوض جهود الرئيس فرماجو لكسب تعاطف المجتمع الدولي وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، كما أن تداعياته لن تقتصر على النظام السياسي وإنما تمس كيان الدولة والاستقرار المجتمعي ووحدة البلاد ومنهجها الإسلامي المعتدل».

في الأثناء، يرجح مراقبون أن تكــــون قطــــر وراء الدفع بالصومال إلى إعادة علاقاتها الديبلوماسية مع إيران، في ظل التحالف المعلن بين البلدين، وخاصة في ما يتعلق بدعم الإرهاب في المنطقة، وإعلان العداء لدول التحالف العربي وفي مقدمتـــها المملكة العربية السعودية.

Email