3 شهداء و600 جريح فلسطيني في «جمعة الشباب الثائر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسفر قمع الاحتلال لجمعة الشباب الثائر عن سقوط 3 شهداء و600 جريح فلسطيني خلال مواجهات على حدود قطاع غزّة، وفيما اقتحم متظاهرون السياج الفاصل بعد قصّهم أجزاء منه، شدّدت الأمم المتحدة على أنّ حالات القتل العمد التي ترتكبها إسرائيل انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة.

واستشهد 3 فلسطينيين وأصيب 600 آخرون في قمع قوات الاحتلال للمسيرات السلمية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة بأنّ 3 شهداء سقطوا وأصيب نحو 600 فلسطيني بجروح متفاوتة واختناق بالغاز شرق قطاع غزة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز بكثافة تجاه المتظاهرين.

وأوضحت الوزارة أنّ من بين المصابين أربعة مسعفين وصحفي في شرق مخيم البريج وسط القطاع. وقال شهود عيان في منطقة البريج، إنّ عشرات المتظاهرين تمكنوا من تسيير طائرات ورقية باتجاه الأراضي المحتلة، دون أن يبلغ عن وقوع اصابات في صفوف المتظاهرين.

وأشعل شبان عشرات إطارات السيارات، بينما وضع آخرون سواتر رملية لحمايتهم من رصاص الحقد الإسرائيلي، ورشقوا الحجارة تجاه جنود الاحتلال الذين يحتمون خصوصا خلف سواتر رملية أو في أبراج مراقبة عسكرية.

واقتحم متظاهرون السياج الفاصل، وقصوا أجزاء منه، وفق ما أفاد صحافيون من المكان. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لدى عبورهم السياج الحدودي. وتزايدت أعداد المتظاهرين بشكل غير مسبوق عند السياج الحدودي قبل اقتحامه. وبدأت سيارات الإسعاف في نقل المصابين، كما أضيفت تعزيزات إسرائيلية إلى ثغرة في السياج لمنع عبور المتظاهرين.

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا المنظمة للاحتجاجات على تحركات الجمعة اسم «جمعة الشباب الثائر»، بينما قام المنظمون بإقامة خيام كبيرة على مسافة نحو 300 متر من السياج الفاصل، بعدما كانت هذه الخيام على بعد نحو 700 متر من الحدود.

شجب دولي

في السياق، قال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس، إن على إسرائيل وضع حد لاستخدام قواتها للقوة المفرطة على الحدود مع قطاع غزة، وأن تحاسب المسؤولين عن سقوط العدد الكبير من الضحايا والمصابين الفلسطينيين.

وقال الأمير زيد في بيان، إنه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قضى 42 فلسطينياً وأصيب أكثر من 5500 على طول السياج الحدودي في غزة، في الوقت الذي لم ترد فيه تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين من الجانب الإسرائيلي.

وأضاف زيد: «فقد الأرواح أمر يستحق الشجب وعدد الإصابات الصادم جراء الذخيرة الحية، يؤكد فقط الانطباع باستخدام القوة المفرطة مع هؤلاء المتظاهرين، ليس مرة أو اثنتين بل مراراً وتكراراً، القانون الدولي يسمح باستخدام القوة المميتة في حالات «الضرورة القصوى»، لكن يصعب فهم التهديد الذي تمثله حجارة أو قنابل حارقة تلقى من مسافة بعيدة على قوات أمن تحظى بوسائل حماية قوية».

انتهاك خطير

وأفاد البيان أنّ عدد الضحايا يشمل 35 شخصا قتلوا خلال مظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» وهم غير مسلحين ولا يشكلون تهديداً محدقاً بالقوات الإسرائيلية.

مشيراً إلى أنّ حالات القتل قد تشكّل قتلاً عمداً في ظل احتلال وهو انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة. وقال الأمير زيد «يصعب فهم كيف يمكن أن يشكل الأطفال، حتى لو كانوا يلقون الحجارة، تهديداً وشيكاً بالموت أو إلحاق إصابات خطيرة بقوات أمن لديها وسائل حماية قوية».

وأبان أنّ تحذيرات الأمم المتحدة من الاستخدام المفرط للقوة ذهبت أدراج الرياح على ما يبدو، إذ لم يطرأ أي تغيير في الأساليب الإسرائيلية، كما يبدو أن إسرائيل لا تجري تحقيقات جادة إلا عند وجود دليل ضد قواتها في شكل تسجيل فيديو من مصدر محايد، أما فيما عدا ذلك فإنها لا تبذل جهداً يذكر لتطبيق حكم القانون.

Email