شكك في رغبة قطر الالتزام بتعهّداتها في شأن مكافحته

قرقاش: الإمارات سبّاقة في محاربة الإرهاب وتمويله

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمس، على الرؤية الاستباقية للإمارات في رصد خطر الإرهاب، والتحرك مبكراً لمحاصرة أخطاره في المنطقة.

وشكك في رغبة قطر في الالتزام بتعهّداتها بشأن مكافحة الإرهاب، مدللاً على ذلك بحضور رئيس الوزراء القطري حفل زفاف نجل الإرهاب عبد الرحمن النعيمي، برغم أن النعيمي مدرج على لائحة قطر للإرهاب.

وحضر معالي الوزير قرقاش مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب الذي عُقد الأربعاء والخميس في باريس. وعُقد المؤتمر تحت شعار «لا أموال للإرهاب» بمشاركة نحو 70 دولة، ممثلة بمسؤوليها من المخابرات وأجهزة الأمن، و20 منظمة ووكالة إقليمية ودولية منها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي .

وصندوق النقد الدولي والإنتربول واليوروبول والبنك الدولي ومنظفة جافي لمحاربة تبييض الأموال. ويهدف المؤتمر إلى حشد تأييد وتعاون دولي واسع لرصد ومحاصرة أساليب الجماعات الإرهابية في جمع الأموال، تمهيداً لوضع خطط مشتركة لتجفيف منابع التمويل.

رؤية استشرافية

وغرّد معالي الدكتور قرقاش في صفحته الرسمية على موقع «تويتر»: «في مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب في باريس بمعيّة سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، جهود الإمارات في ملف التطرّف والإرهاب سباقة.

ورؤيتها حول هذا الخطر محلّ التقدير دولياً». وأضاف أن «مكافحة الإمارات للتطرف والإرهاب بدأت مبكراً وعبر قراءة واضحة لأبعاد هذا الخطر، استشراف في محله تبعته خطوات متدرجة ومدروسة ساهمت في حماية المجتمع والوطن، موقف عزز موقع الإمارات الإيجابي في المحافل والمنابر الدولية».

من ناحية أخرى، حيَّا قرقاش وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على تصريحه الذي أشار فيه إلى أن النظام القطري لا يستطيع البقاء أسبوعاً واحداً بدون حماية القاعدة الأميركية له. وقال معاليه في تغريدة: «الأخ الكريم معالي عادل الجبير صاحب الملاحظات الدقيقة الثاقبة، منطق القاعدة والحماية التي ستسمح باللعب على التناقضات ولّى، الأمن أساسه الجار والمحيط، والغدر به والتآمر عليه عزَل قطر وجعلها عرضة للابتزاز السياسي والمالي. ملاحظة الجبير في محلها».

ورداً على سؤال صحيفة لوفيغارو الفرنسية للدكتور قرقاش: «هل بذلت قطر جهوداً في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب؟»، رد معاليه قائلاً: «نعم ولا. تدرك قطر أنها تواجه ضغوطاً من جيرانها، فقدمت تعهدات، لكن عليها أن تحترمها.

وفي الفترة الأخيرة، نشرت قطر لائحة بأسماء ممولي الإرهاب، لكننا رأينا رئيس الوزراء يحضر زفاف نجل أحد الممولين الرئيسيين لهذه الظاهرة. ولذلك لا يجب أن تستغل قطر مؤتمر باريس مناسبةً للعلاقات العامة، للتظاهر بأنها أوفت فعلاً بالمطلوب منها».

موقع أفضل

وأكد معالي الدكتور قرقاش أن دول الخليج اليوم في موقع أفضل لمكافحة تمويل الإرهاب، لافتاً إلى ضرورة مواصلة الجهود في هذا الشأن، وأهمية التوصل إلى رقابة أكبر على «المال الخاص» الذي يمول التطرف، معتبراً أن «هذه النقطة هي أحد محاور خلافنا الرئيسية مع قطر».

وأكد قرقاش أن دول الخليج ربما لم تُقدر خطر ظاهرة الإرهاب بما يكفي في البداية، فاستفاد الإرهابيون من أحداث مثل حرب أفغانستان والثورة في إيران من أجل التأثير في الخطابات العامة، وقبلت دول عدة هذا الخطاب، ولكن المشهد تغيّر حالياً، واختفت المناطق الرمادية التي يمكننا التسامح فيها مع الإرهاب دفاعاً عن بعض القضايا.

مشيراً إلى أن الجماعات المتطرفة مثل «الإخوان» الذين استغلوا هذا الغموض، هي في موقف ضعيف. وأكد معاليه: «هذا لا يعني أننا ربحنا الحرب على الإرهاب.

ولكننا حالياً في موقف أفضل. في الإمارات العربية المتحدة، تشدّدنا باكراً على أن تشمل الحملة على الإرهاب هذا الشق المالي لتجفيف منابع الأموال التي تصل إلى الإرهابيين، ولكن المعركة تشمل أيضاً رداً على مضمون الرسائل المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي».

تحالفات أقوى

وقال إنه «على الصعيد الدولي، أصبحت تحالفاتنا ضد الإرهاب أكثر قوة، ولكن علينا مواصلة جهودنا، لهذا السبب يكتسب هذا المؤتمر الذي يعالج تمويل التطرف بمعناه الواسع، أهميةً كبرى».

وحول سؤال عن تمويل بعض المنظمات غير الحكومة مشاريع في أوروبا أو إفريقيا تحت غطاء الأعمال الخيرية، أكد معاليه: «هذه مشكلة كبرى، هذه المنظمات غير الحكومية أو المنظمات القريبة من حكومات تموّل في الواقع إرهابيين، ومساجد متطرفة أو تؤثر في جماعات، مثل فرع القاعدة في سوريا، هي أحد مظاهر خلافاتنا مع قطر».

وشدد على ضرورة «التوصل إلى رقابة أكبر على هذا المال الخاص المزعوم»، مؤكداً أن «بعض هذه المنظمات غير الحكومية مرتبط بحكومات. يجب ألا ننسى أن المال الخاص يصل إلى أوروبا، حيث يشكل التطرف تهديداً قوياً».

وحول سؤال عن تعاملات مصارف الإمارات المالية لمنع أي ثغرات، قال معاليه: «في هذه النقطة بالذات، قوانيننا صارمة ونطبقها. ومع كون اقتصادنا مفتوحاً، ومجتمعنا متنوعاً، يُمكن أن تكون هناك ثغرات، ولكن بمجرد ظهور أدلة على ذلك، لا نتردد في التصدي لهذه التحويلات المشبوهة».

مجموعة أفكار

وفي حديث لفضائية «سكاي نيوز عربية»، قال قرقاش إن الإمارات طرحت، خلال مؤتمر باريس، مجموعة من الأفكار التي تدعو للتركيز على مكافحة تمويل التطرف، إلى جانب مكافحة تمويل الإرهاب.

وأضاف أن «التصدي لتمويل الإرهاب هو أحد المكونات الأساسية لمقاومة وهزيمة الإرهاب، وقد طرحت الإمارات مجموعة من الأفكار، منها ألا نفكر في مسألة تمويل الإرهاب فقط، ولكن أيضاً بتمويل التطرف»، مشيراً إلى أن تمويل التطرف يؤدي إلى الإرهاب، خاصة أنه يرتكز على التحريض والبيئة التي تؤدي للإرهاب.

وشدد على أهمية المؤتمر كونه يعمل على «تفعيل مسألة مكافحة الإرهاب، من خلال الاهتمام بالجانب المتعلق بالتمويل»، لافتاً إلى أن هناك أنماطاً مختلفة من التمويل. وقال: «متابعة جوانب تمويل الإرهاب يجب أن تتنوع بعدة أنماط، على سبيل المثال هناك مؤسسات مصرفية تقدم التمويل، وفي أحيان أخرى تكون هناك ذئاب منفردة، حيث يكون التمويل صغير الحجم ويتطلب مقاربة مختلفة».

وتابع: «رأينا حالات مثل داعش في الرقة والقاعدة في المكلا، حيث كانت هناك محاولات لخلق مساحة جغرافية يستطيع الإرهاب من خلالها أن يمول نفسه، فلاحظنا هذا من خلال القاعدة في المكلا والأموال التي كانت تحاول أن تجبيها في الفترة التي فرضت سيطرتها هناك، قبل أن تتمكن قوات التحالف من طردها». وأشار أيضاً إلى سيطرة تنظيم داعش على الموارد النفطية شمال شرقي سوريا.

وأشاد قرقاش بالدور الفرنسي في الدعوة لهذا المؤتمر، وبالحضور الفرنسي الكبير الذي تمثل بالرئيس إيمانويل ماكرون ووزراء، لافتاً إلى أن دولة الإمارات كانت ممثلة بالفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ما يؤكد أهمية المؤتمر.

Email