روسيا: لم نتّخذ بعد قراراً بتزويد سوريا بـ«إس 300»

النظام يقصف «داعش» في «اليرموك» والمعارك تشتد

ت + ت - الحجم الطبيعي

دارت معارك عنيفة أمس، في جنوب دمشق مع استمرار العملية العسكرية لقوات النظام ضد تنظيم داعش الإرهابي، ما أسفر خلال خمسة أيام عن مقتل أكثر من 30 عنصراً من الطرفين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت حذرت إسرائيل من أن حياة الرئيس السوري بشار الأسد ستكون مهددة إذا سمح لإيران بشن حرب على إسرائيل انطلاقاً من سوريا، بالتزامن مع تضارب بشأن عزم روسيا توريد صواريخ «اس 300» إلى سوريا.

ويستهدف الجيش السوري منذ الخميس مواقع التنظيم المتطرف في جنوب دمشق وبينها مناطق سيطرته في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وأفاد المرصد أن المعارك العنيفة والقصف منذ الخميس أسفرا عن مقتل «ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قتل أكثر من 19 من تنظيم داعش».

وأودى القصف منذ الخميس أيضاً، وفق المرصد، بحياة 12 مدنياً بينهم طفلان في مناطق سيطرة التنظيم المتشدد. وأورد المرصد أن «المعارك العنيفة لا تزال متواصلة، وتستمر قوات النظام بقصفها العنيف جواً أو بالقذائف المدفعية والصاروخية».

وحققت قوات النظام السوري تقدماً محدوداً، حسب المرصد، في الأطراف الجنوبية من حي الحجر الأسود.

ويسيطر «داعش» منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين. كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المجاور.

ويوم الجمعة قال التلفزيون الرسمي والمرصد إن داعش ومقاتلين آخرين وافقوا على الخروج من منطقة جنوب دمشق إلى أجزاء أخرى من البلاد خاضعة لسيطرة المعارضة. ومع ذلك استمر القتال وذكر المرصد أن ذلك بسبب رفض مقاتلي «داعش» لاتفاق الاستسلام.

وأضاف المرصد أن القصف يستهدف فقط المنطقة الخاضعة للتنظيم. وبث التلفزيون الرسمي لقطات حية لمنطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود بينما تتصاعد أعمدة الدخان من عدة أماكن.

«اس 300»

في سياق آخر، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله أمس، إن بلاده لم تتخذ قرارا بعد بشأن تزويد سوريا بأنظمة صواريخ متقدمة من طراز إس-300 لكنه أضاف أنها ستعلن عن هذا القرار في حال اتخاذه.

وكانت صحيفة «كومرسانت» الروسية اليومية نقلت عن مصادر عسكرية لم تسمها قولها إن روسيا ربما تبدأ في تزويد سوريا بأنظمة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات مجاناً في المستقبل القريب.

وأضاف المسؤولون أنه إذا هاجمت إسرائيل نظام الصواريخ هذا، فإن هذه الخطوة ستكون لها «نتائج كارثية».

ورفض الكرملين التعليق على ذلك. لكنه رأى أن الضربات الغربية على سوريا عكرت الأجواء في المنطقة. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الضربة الصاروخية عكرت المناخ بشدة فيما يتعلق بسوريا وعملية السلام السورية، ولحق ضرر كبير بالقانون الدولي وروح القانون الدولي فيما يتعلق بالتعاون».

وكان لافروف صرح الجمعة الماضي، بأن الضربات الجوية الغربية على سوريا أحلت روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من إرسال أنظمة الصواريخ لحليفها بشار الأسد. ونقلت وكالة تاس عن لافروف قوله أمس، أثناء وجوده في العاصمة الصينية بكين «علينا الانتظار لنرى أي قرارات ستتخذها القيادة الروسية وممثلو سوريا». وأضاف «على الأرجح لن نجعل هذا الأمر سرا وسنعلنه».

وقالت «كومرسانت» إن خبراء يعتقدون أن إسرائيل سترد بشكل سلبي على أي قرار بتزويد الصواريخ وأنها ربما تقصف المنطقة التي يجري نشر أنظمة الصواريخ بها. وقال دبلوماسي روسي، طلب عدم نشر اسمه، إن إسرائيل طلبت من موسكو عدم تزويد الجيش السوري بصواريخ إس-300.

تهديد إسرائيلي

ووجهت إسرائيل، أمس، رسالة تهديد إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وهدد وزير الطاقة والموارد المائية الإسرائيلي يوفال شتاينتس، بأن أي حرب ستشن على إسرائيل من الأراضي السورية ستجلب تداعيات فتاكة على حكومة دمشق والأسد شخصياً. وقال، في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «إذا سمح الأسد كزعيم سوري لأحد... إيران أو أي طرف آخر... بإعلان حرب على إسرائيل من سوريا، فإنه مسؤول عن حياته». وحذر الوزير الإسرائيلي من أن هذه الخطوة «ستعرض للخطر وجود نظام الأسد كما الأسد نفسه». وأضاف شتاينتس، العضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر، والذي يتعامل مع القضايا الاستراتيجية، «أعتقد أن ما يحدث في سوريا قد يكون حاسماً لمستقبلنا وأمننا، وآمل ألا تتدهور الأمورـ لتتطور إلى حرب شاملة». وأكد تصميم إسرائيل على منع التواجد الإيراني العسكري على الحدود الشمالية بقوله: «آمل أن يكون ذلك واضحا للإيرانيين ولبشار الأسد، وألا يأخذ على عاتقه المخاطر التي سيندم عليها في المستقبل».

Email