عشرات القتلى والجرحى بتفجير إرهابي في كابول

الإمارات: استهداف استقرار أفغانستان عمل إجرامي جبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل 57 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال وأصيب 119 بجروح في اعتداء انتحاري استهدف أمس، مركز تسجيل للانتخابات في العاصمة الأفغانية كابول، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.

ودانت دولة الإمارات التفجير الإرهابي. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي - في بيان لها أمس - إن دولة الإمارات تدين هذا العمل الإجرامي الجبان الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار أفغانستان ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وأكدت موقف الإمارات الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب، معبرة عن تعازيها للحكومة الأفغانية وأهالي وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

وسادت أجواء من الغضب والقلق في مستشفى «الاستقلال» الذي استقبل عدداً كبيراً من الضحايا وسط انتقادات وجهها ذووهم للحكومة لفشلها في حماية أحبائهم.

وقال حسين الذي جرح أحد أقربائه في التفجير الانتحاري إن «صبرنا بدأ ينفد. يجب أن تتحمّل هذه الحكومة المسؤولية عن أرواح كل هؤلاء الأبرياء الذين يسقطون يومياً».

وأضاف «لن يذهب أحد للاقتراع بعد الآن».

وأعلنت وزارة الصحة الأفغانية الحصيلة الأخيرة للاعتداء وهي 57 قتيلاً ونحو 120 جريحاً. وتبنّى تنظيم داعش الإرهابي الاعتداء عبر وكالة «أعماق» التابعة له.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش إن الضحايا هم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. ووقع الهجوم في غربي كابول في حي دشت برتشي. وفجر انتحاري نفسه عند مدخل المركز حيث كان آخرون يتسلمون هوياتهم قبل التسجيل في اللوائح الانتخابية.

وقال علي رسولي الذي كان ينتظر في طابور أمام المركز «وجدت نفسي مغطى بالدماء، وحولي قتلى من نساء وأطفال». وأوضح رسولي أنه شاهد «كرة نار» أمامه. وقد نقل إلى المستشفى وهو يعاني من جروح في الساق والبطن.

ويبدو من الأضرار الكبيرة أن الشحنة الناسفة كانت قوية، وشوهدت على الأرض بقع من الدماء وعدد من الجثث، وكذلك آليتان متفحمتان ومبنى من طبقتين دمر جزئياً. كما أدى انفجار قنبلة على أحد الطرقات في ولاية بغلان أمس، إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان وثلاث نساء.

وأعلن السفير الأميركي لدى أفغانستان جون باس على تويتر أن «هذا العنف العشوائي يظهر مدى جبن ولا إنسانية أعداء الديمقراطية والسلام في أفغانستان». كذلك دانت الأمم المتحدة وحلف شمالي الأطلسي الاعتداء.

ودان الرئيس الأفغاني أشرف غني الاعتداءين ووصفهما بأنهما «شنيعان» وقال إن هجوم كابول «لن يثنينا عن أهدافنا أو يضعف عمليتنا الديمقراطية».

وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الانتحاري. وجدد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية التأكيد على تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب جمهورية أفغانستان الإسلامية ضد الإرهاب والتطرف، مقدماً العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب الأفغاني مع التمنيات للمصابين بسرعة الشفاء.

ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف بن راشد الزياني بشدة التفجير الانتحاري، ووصفه بأنه جريمة إرهابية مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مؤكداً ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للوقوف مع أفغانستان في جهودها لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته المجرمة.

كما دانت مصر هجوم داعش الإرهابي، وأكدت الخارجية المصرية في بيان وقوف مصر حكومة وشعباً مع حكومة وشعب أفغانستان في مواجهة الإرهاب البغيض، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم لتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير ملاذ آمن لها.

وأكد الأزهر الشريف، من جهته، أن إراقة الدماء المعصومة وترويع الآمنين أمر تجرمه كافة الشرائع والمواثيق الدولية، ويعد نوعاً من أنواع الإفساد في الأرض، ما يوجب على المجتمع الدولي ضرورة تكثيف الجهود والتكاتف، واتخاذ خطوات جادة لمواجهة تلك العصابات الإرهابية، وتجفيف منابعها.

Email