تقارير «البيان»

غضبة الشارع تقلّص حظوظ الأحزاب الكردية في الانتخابات

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقعت مصادر برلمانية وسياسية عراقية، تقلص مقاعد الأحزاب الكردية الرئيسة في الانتخابات المقبلة إلى النصف، مرجعة ذلك إلى ما أسمته وجود حالة من الغليان الشعبي الكردي ضد الأحزاب وتورطها بالفساد، فيما أوضح باحثون وجود اختلافات جذرية في الرؤى على الساحة الكردستانية.

وترى النائبة عن حركة التغيير الكردية شيرين عبد الرضا، أنّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني خسر أحد أهم معاقله خارج إقليم كردستان بعد الاستفتاء، وهي محافظة كركوك، فضلاً عن رحيل زعيمه جلال الطالباني، وانشقاق أحد أهم زعامته برهم صالح، مشيرة إلى أنّ حزب برهم صالح سيحصل على أغلب الأصوات المؤيدة للاتحاد في السليمانية،.

وأنّ ظهور حركة الجيل الجديد التي كان لها الدور البارز في التظاهرات الأخيرة وصعود شعبية حركة التغيير مقارنة بالاتحاد، كلها عوامل ستسهم في انخفاض شعبية الأحزاب الكردية الرئيسية إلى النصف.

وتضيف عبد الرضا أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني في وضع لا يحسد عليه، بعد فشله في إجراء الاستفتاء ودخول الحكومة الاتحادية في المناطق المتنازع عليها ورحيل زعيمه مسعود بارزاني عن السلطة، واتهامه بالفساد وخفض الرواتب وجميع التبعات الدولية والإقليمية بعد الاستفتاء، مبينة أن حالة النقمة على تلك الأحزاب ستنعكس حتماً على حظوظها الانتخابية.

ووفق المحلل السياسي محمد صادق الهاشمي، فإنّ مسعود بارزاني له رؤيته السياسية الخاصة به وبمحور أكراد اربيل، وهي لا تمثل رأي كرد السليمانية، حيث يخطط بدقة للسيطرة على الانتخابات، ليكون له عدد من المقاعد المؤثرة في المستقبل الانتخابي بكردستان، وفي البرلمان الاتحادي.

ويلفت إلى أنّ فريق بارزاني بدأ بإطلاق التصريحات التي تشير إلى أنّه لا يمكن للحكومة الاتحادية إهمال دور أربيل في تشكيل الحكومة مستقبلاً، وأنّ تشكيل الحكومة المقبلة لابد أن يكون الحوار فيها منطلقاً من اربيل، ما يعني انه سيحاول فرض شروطه على الحكومة الاتحادية بخصوص الموازنة والنفط وقانون النفط والغاز والعودة إلى الأراضي المتنازع عليها.

وعدم التنازل رسمياً عن الاستفتاء، ربما لغرض الإعلام والتأثير على الرأي العام الكردي مجدداً، كما يحاول الاستفادة من الخلافات في المحور الكردي بالسليمانية، لخلق اتفاقات أساسية مع بعض المحاور، لاسيما محور عائلة طالباني.

تنافس

ويتوقّع مراقبون وجود تنافس بين محور طالباني، ومحور برهم صالح والتغيير، وتشكّل تحالف بين برهم صالح، وشاسوار عبد الواحد وحركة التغيير والجماعة الإسلامية.

مشيرين إلى أنّ المحور الأول سيكون أكثر ثقلاً من محور طالباني بأكثرية أصواته بسبب سيطرة زوجة طالباني على الحزب وضعف أولادها سياسياً، ما سيكون مؤداه نتائج محرجة في الانتخابات مقابل صعود محور المعارضة. ووفق الاستطلاعات فإنّ الإقبال الشعبي في محور السليمانية وباقي الأطراف كركوك وحلبجة إلى محور تحالف برهم والتغيير أكثر من محور طالباني.

ويشير المراقبون إلى أنّ محور السليمانية بكل أحزابه متفق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي أو محوره، ويسعى للاستقواء بالمركز ضد بارزاني مستقبلاً لاستعادة دورهم في الشمال، لافتين إلى أنّ من شأن ذلك رسم خريطة حكومية مستقبلاً، حيث يفرض هذا الواقع أن يكون محور أكراد السليمانية بديلاً عن محور أربيل في الحكومة الاتحادية مستقبلاً، وفي التحالفات المستقبلية مع العبادي.

استطلاع

تفيد استطلاعات مركز دراسات الشرق الأوسط الأميركي، أنّ 67 في المئة من أكراد آل شمال تخلّوا عن فكرة الانفصال، وأنّ 70 في المئة مقتنعون بالتعايش مع الحكومة الاتحادية، مفضلين التعايش مع بغداد على التعايش مع بارزاني، وأنّ 69 في المئة من المواطنين الأكراد يهمهم الآن أي مشروع سياسي يعالج أزمتهم الاقتصادية.

ويخلص مركز الدراسات إلى النصح بعدم إهمال بارزاني، مشدّداً على ضرورة دفع أحد القوائم للاتفاق معه تمهيداً لدمجه في العملية السياسية حتى لا يكون مندفعاً إلى القطيعة وخلق المشاكل، لكن دون أي تنازل عن الثوابت.

Email