مئات اللاجئين السوريين في لبنان يعودون إلى بلادهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد يوم أمس، بدء عملية عودة مئات النازحين السوريين من منطقة شبعا (جنوب لبنان) إلى بلادهم. وتجمّع نحو 500 منهم للعبور إلى سوريا، وإلى قريتَي بيت جنّ ومزرعة بيت جن بشكل خاص، عبر طريق مجدل عنجر على الحدود اللبنانية - السورية، وبواسطة 15 حافلة أتت من الداخل السوري إلى نقطة المصنع الحدودية، قبل أن تقلّهم من بلدة شبعا حسب لوائح معدّة مسبقاً وبإشراف الأمن العام اللبناني.

وفي عملية هي الأولى من نوعها، لجهة عدد النازحين العائدين، ولآلية الانتقال من مناطق لبنانية آمنة إلى مناطق سورية آمنة، تمّ إجلاء هؤلاء من مناطق شبعا وحاصبيا عبر نقطة المصنع، بتنسيق مباشر بين السلطات السورية والنازحين أنفسهم، في حين تردّدت معلومات مفادها أن هذه العودة هي انعكاس مباشر لمعركة الغوطة، بحيث أصبح محيط دمشق آمناً ومستقرّاً، ومقدّمة لسلسلة عمليات متلاحقة ستشهدها المرحلة المقبلة، بتنسيق سوري - سوري، ولا علاقة للحكومة اللبنانية به.

وفي المعلومات، فإنّ منظّمة الأمم المتحدة للاجئين تواصلت مباشرة مع النازحين الراغبين في عودتهم، وتأكدت أن عودتهم طوعية بملء إرادتهم. وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بشأن العودة من شبعا الجنوبية إلى «بيت جنّ» في سوريا، أنها على علم بحركة العودة، وأوضحت أنها لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، نظراً إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا. ومع ذلك، أكدت المفوضية احترامها للقرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، عندما تُتّخذ من دون ضغوط لا مبرّر لها، وبعد تقييم المعلومات المتاحة بعناية.

عون

تزامناً، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى المناطق الآمنة في سوريا «سوف تساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان، لافتاً إلى أن لبنان يعوّل على مساعدة الدول، لا سيما الولايات المتحدة، لتحقيق هذه العودة. وأشار عون إلى أن المنظمات الدولية تحققت من رغبة السوريين بالعودة إلى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها، وإلى أن ثمّة مجموعات باشرت العودة الاختيارية إلى مدن سورية، ما يؤكد وجود أوضاع أمنية تسمح بذلك.

فوتيل في بيروت غداً

وفي خضمّ الانهماك بالإعداد للاستحقاق الانتخابي في 6 مايو المقبل، يحاول لبنان اللحاق بمسلسل التطوّرات المتسارعة من حوله، والتي تنذر بإسقاط وقائع جديدة على مساحة المنطقة، قد تعيد خلط الأوراق وترسم علامات استفهام حول الآثار التي سترخيها والمدى الذي ستبلغه.

وفي هذا السياق، تترقّب الأوساط اللبنانية الزيارة المرتقبة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل لبيروت، والمقرّرة غداً، على رأس وفد كبير يضمّ مساعديه الكبار قادة الأسلحة في المنطقة. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، كونها الأولى لفوتيل إلى بيروت بعد مؤتمر «روما 2» الذي عقد في 14 و15 من شهر مارس الماضي، وخصِّص للبحث في تعزيز قدرات الجيش اللبناني والمؤسّسات الأمنية والعسكرية الأخرى. كذلك تأتي الزيارة عقب الغارات الثلاثية الأميركية - الفرنسية - البريطانية على سوريا.

إلى ذلك، تكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية في هذه المرحلة، كون لبنان ينتظر مزيداً من الضمانات الدولية لمساعدته على مواجهة تردّدات الأزمات المحيطة به في المنطقة، ولا سيما منها الأزمة السورية وتداعيات الصراع السعودي - الإيراني بفعل دور «حزب الله» في اليمن وسوريا. وهي أيضاً تكتسب أهمية إضافية، كونها تأتي قبيل مؤتمر «بروكسل 2» الخاصّ بأزمة النازحين، والمقرّر عقده، في 24 و25 من الجاري، لمساعدة لبنان على مواجهة كلفة النازحين السوريين.

وفي المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، فإنّ فوتيل سيزور المسؤولين اللبنانيين الكبار، قبل أن تكون له محطة مهمة في قيادة الجيش لتقويم التطورات الجارية في المنطقة وللبحث في سبل تعزيز التعاون بين قيادة المنطقة ولبنان، خصوصاً أنّ لبنان دولة من دول الحلف ضدّ الإرهاب ويتلقّى دعماً أميركياً استثنائياً في ظلّ المواجهة المفتوحة التي يشارك فيها ضد الإرهاب وخلاياه.

Email