انقلاب الحوثي لم يكن ليحدث لولا أمواله الفاسدة

«الحمدين» يتسلّل إلى اليمن من بوابة «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء المدخل للتحرك القطري عبر البوابة التقليدية التي يسيطر عليها إخوان اليمن وهي محافظة تعز، وهي المحافظة الأكثر استنزافاً في هذه الحرب، فظلت تدفع ثمن رهانات «جماعة الإخوان» من رصيدها الإنساني.

وجاء في تقرير لموقع «مصادر نت» اليمني، أنه قبل أن تخرج مدينة تعز حشودها قدمت قناة الجزيرة القطرية تمهيداً أولياً في برنامج «للقصة بقية»، كان من الواضح أن ترتيبات تجري لبدء إطلاق واحدة من أوسع الحملات المناهضة للتحالف العربي، وليس جديداً احتقان «إخوان» اليمن في تعز.

لكن الجديد هو المعطيات الأخيرة التي تسببت في هذا التحشيد الجماهيري، والخروج المناهض والأسوأ من كل هـذا استعادة خطاب الكراهية والإقصاء والتمترس خلف شعارات فبراير 2011 ليؤكد إخوان اليمن أنهم لم يغادروا المربع الأول برغم كل هذه التحولات الكبيرة في المشهد اليمني وحتى الإقليمي.

تسريبات

ومنذ فبراير 2018 بدأت التسريبات بأن القوات الخاصة للحرس الجمهوري ستتمركز في معسكر خالد بن الوليد على الخط الرابط بين الحديدة وتعز، وبالفعل بدأت هذه القوات في إجراء مناورات عسكرية للانخراط في المهام القتالية التي تهدف إلى كسر حصار تعز من الجهة الغربية، وقطع الطريق على ميليشيا الحوثي في الحديدة.

والتي بدورها تستكمل القوات المسلحة الجنوبية والنخبة التهامية استعداداتها انتظاراً لساعة الصفر لبدء تحرير مدينة الحديدة ومينائها.

تقدم مهم

في الجبهات الأخرى حصل تقدم مهم لقوات المقاومة الجنوبية والمجاميع العسكرية التابعة للتحالف العربي في خمس مديريات داخل محافظة صعدة، ووصل التقدم إلى الملاحيظ وأصبحت المسافة بين تلك القوات ومعقل ميليشيا الحوثي لا تتجاوز 10 كلم فقط، وللمرة الأولى منـذ آخر حروب الحوثيين مع النظام اليمني في 2010 تدك المدفعية جبال مران.

اكتشف إخوان اليمن خطأ تقديراتهم للموقف، فالمبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث يعتزم دعوة الأطراف المختلفة إلى طاولة حوار واحدة ومن دون شروط مسبقة، في حين أن التحولات السياسية المقبلة تحتاج إلى إعادة خلط للأوراق لتحقيق مكتسبات يمكن أن تساهم في دعمهم على طاولة المفاوضات القادمة مع إدراكهم استحالة قبول الإقليم لدور سياسي لجماعة الإخوان.

تحرّك قطري

هنا كان لا بد لنظام قطر أن يتحرك ويتدخل. وكان المدخل عبر البوابة التقليدية لإخوان اليمن وهي محافظة تعز.

ويدرك النظام القطري أن عليه المحافظة على ما يمتلك من أوراق اللعب على الطاولة اليمنية، وأن التصعيد في تعز ضد التحالف سيساهم في خلط الأوراق، خاصة وأن التهديدات القوية بالتغيير الميداني العسكري باتت منتظرة وأن الحوثيين يترنّحون في جبهات القتال .

ولذلك فإن تنظيم الحمدين في قطر يحاول بقدر ما يستطيع التدخل عبر إعادة الخطاب المأزوم في العام 2011 تحت شعارات الكراهية البغيضة التي دفعت اليمنيين إلى تصادمات عنيفة أنتجت انقلاباً حوثياً لم يكن ليحدث لولا الأموال القطرية الفاسدة التي أُغدقت على أطراف النزاع.

Email