تقارير البيان

أزمة دارفور تبحث عن «شفرة» الحل في برلين

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن العاصمة الألمانية برلين المحطة الأولى وحتما لن تكون آخر محطات البحث عن السلام في إقليم دارفور السوداني المضطرب، فالكثير من العواصم فشلت في حلحلة عقدة الأزمة التي تجاوز عمرها الأربعة عشر عاما.

فما أن تلوح في الأفق بارقة أمل بالحل، إلا وتعود سحائب التشاؤم من جديد، في ظل تعنت بعض فصائل التمرد ورفضها المبدئي للتفاوض في ظل الحكومة الحالية وتمترس الجانب الحكومي في موقفه الداعي لاعتماد وثيقة الدوحة كمرجعية لأية عملية تفاوضية.

فرغم حالة السلام النسبي الذي يشهده الإقليم إلا أن وجود جيوب للتمرد ببعض المناطق يعيق عملية الاستقرار والعودة لملايين النازحين، الذين تركوا ديارهم فرارا من ويلات الحرب، وتأتي المبادرة الألمانية التي انطلقت يوم الاثنين الماضي ضمن جهود دولية وأوروبية لإيجاد أرضية مواتية لبناء عملية تفاوضية من شأنها الوصول إلى تسوية تنهي حالة الحرب التي يعيشها الإقليم منذ العام 2003.

المبادرة الألمانية

وبناء على ذلك جاءت المبادرة الألمانية التي تقوم على عقد مفاوضات غير رسمية تمهيدا لجلسة المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، والتي انطلقت الاثنين بمشاركة وفدي حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.

بالإضافة إلى الوفد الحكومي، وبحضور دولي كثيف شمل رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، جيرمايا مامابولو، والمبعوث الألماني للسودان وجنوب السودان، ومستشار المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان جوليان سيمكوك.

سلام

وأكد رؤساء الوفود جديتها في الوصول إلى سلام في الإقليم، وأعلن رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر التزام الحكومة بالمضي قدما لبناء سلام، فيما أبدى رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم رغبته في التوصل لسلام عادل يحل قضايا النازحين واللاجئين، وأبدى مناوي رغبته في التوصل إلى سلام دائم وعادل بدارفور.

ولكن عبد الواحد محمد نور زعيم حركة جيش تحرير السودان عن مفاوضات برلين غير الرسمية، يجعل من توافق تتوصل إليه الأطراف المتفاوضة توافقا جزئيا، باعتباره طرفا مهما فيما يحدث بالإقليم، حسب ما أشار إليه مراقبون.

ويشير القيادي بحركة العدل والمساواة الموقعة على السلام نهار عثمان نهار في تصريح لـ «البيان» إلى أن غياب زعيم حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور عن مفاوضات برلين له تأثيره على أي تفاوض بشأن دارفور باعتبار أن عبدالواحد موجود وجزء من الحراك الثوري في الإقليم، وأكد نهار أنه ورغم عدم تأثير نور من الناحية العسكرية إلا أن تاثيره ينعكس على عمليات العودة الطوعية باعتبار أن جزء كبير من النازحين من أنصاره.

وقال نهار إن جميع مطالب عبد الواحد نور الخاصة بحل «الميليشيات» المسلحة ونزع سلاحها، وقضية الأراضي «الحواكير» وغيرها من المطالب مكانها طاولة المفاوضات، وحض على ضرورة تكثيف الضغوط عليه من قبل المجتمع المحلي والدولي لتقديم تنازلات والالتحاق بالسلام.

Email