تقارير « البيان »

نذر مواجهة عسكرية أميركية إيرانية في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع محللون سياسيون أردنيون في أن قيام إيران ببناء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، حيث تضم منشآت لتخزين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إنما هو تأكيد جديد من قبل إيران في تطبيق استراتيجية التمدد والتوسع في المنطقة، وتعزيز لوجودها العسكري بشكل مباشر.

وبالرغم من أن إيران واجهت نبرة تهديد من دول كبرى في المنطقة، إضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أكد مراراً في أنه لن يسمح بإقامة قواعد عسكرية إيرانية في سوريا. يرجح محللون حدوث مواجهات في الوقت القريب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية، و إيران من ناحية أخرى، لوقف التمدد الإيراني وكف الأذى الذي لحق المنطقة.

القواعد العسكرية تتوزع في كل أنحاء سوريا ومن خلالها يتم دعم الميليشيات بشكل مباشر، ومن أهم هذه القواعد قاعدة القاعدة الإيرانية العسكرية في مطار دمشق الدولي وتعتبر المقر الرئيسي للحرس الثوري الإيراني داخل مطار دمشق الدولي، ويوجد أيضاً المزيد من القواعد في حلب والقنيطرة وغيرها.

وأكد رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية د. نبيل العتوم أن إيران تسعى إلى التمدد في سوريا، من خلال مجموعة من الإستراتيجيات ومنها استراتيجية ملء الفراغ العسكري والأمني والاستخباراتي بعد «داعش» .

ومن ثم الوجود بشكل مباشر في المناطق التي حققت بها انتصارات عسكرية على داعش، وزجت بما يسمى بالميليشيات الشيعية المتعددة الجنسيات، إضافة إلى الوجود العسكري الإيراني المباشر من خلال الحرس الثوري وقوات النخبة.

يضيف العتوم: استراتيجية بناء القواعد العسكرية فقد وضعتها ضمن حساباتها الاستراتيجية إنشاء ثلاث قواعد عسكرية منتشرة في مناطق مختلفة، وهذا سيكفل لها الدعم الاستخباراتي واللوجستي والبشري المباشر على الأرض السورية. وهذا ما أعلن عنه رئيس الأركان الإيرانية وقائد الحرس الثوري في أن إيران لن تنسحب من سوريا بل سوف تعزز وجودها العسكري.

يتوقع العتوم أن المواجهة العسكرية المباشرة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ومن جهة أخرى إيران، ستكون على المدى القريب. خاصة مع تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كف النفوذ الإيراني في الوقت الذي تشهد به الغوطة إبادة للشعب السوري من قبل إيران.

ورقة ضغط

من جهته، يبين الخبير العسكري والاستراتيجي، أديب الصرايرة أن هذه القاعدة بعيدة عن دمشق ما يقارب 12 كيلومتراً، شمال غرب دمشق. وهي ليست القاعدة الإيرانية الوحيدة هنالك. فإيران منذ بداية الأزمة السورية أرسلت الميليشيات من الجنسيات المختلفة، ومن ثم أصبحوا يرسلون الخبراء العسكريين. والآن هنالك تواجد لقوات عسكرية إيرانية كاملة.

يردف قائلاً: بناء القواعد هو شكل من أشكال تعزيز وتثبيت الوجود الإيراني في سوريا، ودعماً لحزب الله من أجل تشكيل الهلال الشيعي من إيران إلى لبنان. إضافة إلى أن إنشاء القاعدة هو ورقة ضغط على إسرائيل من أجل مفاوضة أميركا بوجودها في سوريا.

يأتي هذا فيما نشرت إسرائيل تفاصيل ما وصفته بأنها "قوة جوية" إيرانية موجودة في سوريا المجاورة تضم طائرات مدنية يشتبه بنقلها أسلحة ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصدر لم تذكر اسمه، تحذيره من أن«إسرائيل سترد بقوة على أي عملية إيرانية ضدها تنفذ من الأراضي السورية».

Email