ماسا.. براءة اكتوت بنيران قصف النظام في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماسا.. ابنة سبعة أعوام أو أكثر قليلاً من مدينة الكيماوي السورية دوما. عندما اندلعت الثورة السورية، كانت ولادة ماسا التي لم تنل من اسمها إلا نقيضه، هي التي اكتوت بنيران قصف النظام والحرب التي اغتالت براءتها وبراءة أطفال المدينة.

في الأسابيع الأخيرة، شهدت دوما قصفاً عنيفاً بالكيماوي أدى إلى مقتل 150 شخصاً جراء اختناقهم بالغازات السامة، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى قصف ثلاثة مواقع حكومية في سوريا في عملية عسكرية بوقت مبكر من صباح السبت استهدفت ما يقولون إنها منشآت أسلحة كيميائية.

حالة رعب
وبعد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في سوريا وفق ما ذكرت مصادر إعلامية، تداولت مواقع إخبارية مقاطع فيديو تظهر حالة من الرعب والهلع بين الأطفال أثناء محاولة رجال الإسعاف إنقاذهم من تأثير الكيماوي.

إحدى الناجيات من الكارثة المأساوية هي الطفلة ماسا التي روت تفاصيل القصف الذي تعرضت له عائلتها ومن كانوا معها في أحد المخابئ في دوما.

«كنا في الطابق السفلي من أحد المخابئ تحت القصف وفجأة سقط علينا برميل لم ينفجر ولكن أخرج صوتاً غريباً، وهنا حاكت ماسا صوته بقولها.. شيييش»

وتابعت ماسا حكايتها، حيث أشارت إلى أنه طلب منهم الصعود للأعلى وعندما ذهبوا إلى الطابق الأخير وقعت ماسا على الأرض ولم تتمكن من الوقوف. حينها قالت والدة ماسا لعمها: «ابنتي، ابنتي، ابنتي»

وأردفت: «جاء عمي مسرعاً والتقطني بقطعة قماش مبللة ثم حضر الأطباء لمكان القصف أحدهم حملني والآخر حمل أختي، حيث أخذوننا إلى أول نقطة صحية ووضعونا على الأرض وباشروا بصب الماء علينا».

لم ينته هذا اليوم العصيب على ماسا وأسرتها بسلام فعندما خلدوا إلى النوم، بدأت الغارات الجوية بالقصف وغطتهم ألسنة الغبار.

دماء الشهداء
وقالت: «ذهبنا مجدداً إلى الطابق السفلي ورأينا عملية نقل الشهداء وبدل أن نتنفس الهواء تنفسنا رائحة دماء الشهداء».

Email