أكدت اتخاذ تدابير بحق داعمي الأسد وفي مقدمتهم إيران وروسيا

أميركا: لن نسحب قواتنا من سوريا حتى تحقيق أهدافنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الولايات المتحدة أن قواتها باقية في سوريا حتى تحقيق أهدافها، متعهدة باتخاذ تدابير بحق داعمي الرئيس السوري بشار الأسد وعلى رأسها إيران وروسيا، بينما قدّمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شركائها الـ12 الأعضاء في مجلس الأمن، مشروع قرار متعدد الأوجه بشأن سوريا، يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، فيما باشرت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملها في دوما غداة وصول فريقها إلى سوريا.

وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن قوات بلادها لن تسحب من سوريا حتى تحقيق أهدافها. وقالت إن الأهداف الأميركية في سوريا هي التأكد من عدم استخدام السلاح الكيماوي مجدداً، والتأكد من هزيمة داعش، ومراقبة السلوك الإيراني، مشيرة إلى أن العلاقات مع روسيا متوترة وجزء منها بسبب سوريا.

وأكدت أن بلادها ستفرض، اليوم (لاثنين)، عقوبات جديدة بحق روسيا على صلة باستخدام النظام السوري، الذي تدعمه موسكو، أسلحة كيماوية، مشيرة إلى أن واشنطن لن تُجري أي محادثات مباشرة مع بشار الأسد، ولفتت

إلى أنّ مهمة الولايات المتحدة «لم تكن يوماً رحيل الأسد، بل منع وقوع حرب وتوجيه رسالة».وذكرت هايلي عبر شبكة فوكس نيوز أن بلادها سبق أن اتخذت إجراءات عقابية ضد «السلوك السيء» لروسيا في جملة من الملفات، وقالت: «هناك مزيد من العقوبات وسترون ذلك».

وأضافت: «سترون أن العقوبات على روسيا وشيكة»، مشيرة إلى أن وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين: «سيعلنها اليوم الاثنين.. وستستهدف مباشرة كل أنواع الشركات التي تهتم بمعدات مرتبطة بالأسد واستخدام أسلحة كيماوية»، ملمّحة إلى إمكان فرض عقوبات محددة على شركات روسية.

على صعيد آخر، ووفق ما أفاد دبلوماسيون فإنه من المفترض أن تبدأ اليوم الاثنين المفاوضات حول نص مشروع القرار الذي صاغته فرنسا في مجلس الأمن ولم يتم حتى الآن تحديد موعد للتصويت عليه، ذلك أن باريس تريد أخذ الوقت لإجراء «مفاوضات حقيقية»، وفق ما أوضح أحد الدبلوماسيون.

ففي الشق الكيماوي، يدين مشروع القرار «بأشد العبارات أيّ لجوء إلى الأسلحة الكيماوية في سوريا وخصوصا هجوم السابع من أبريل الجاري في دوما». وينص على إنشاء آلية مستقلة للتحقيق وتحديد المسؤوليات على أساس مبادئ الحياد والمهنية. كما يدعو سوريا إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

أما في مجال المساعدات الإنسانية، فيطلب مشروع القرار وقفاً مستداماً لإطلاق نار ويدعو كل الدول الأعضاء إلى استخدام نفوذها لتطبيق وقف إطلاق النار. كذلك يطالب مشروع القرار بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود في كل أنحاء سوريا وبإمكانية القيام بعمليات إجلاء طبي وفقاً للاحتياجات وحالات الطوارئ.

وفي المجال السياسي، يطالب مشروع القرار النظام السوري بالدخول في مفاوضات سورية-سورية بحسن نية وبطريقة بنّاءة وبلا شروط مسبقة. ويدعو مشروع القرار، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى تقديم تقرير عن تطبيق هذا المشروع في غضون 15 يوماً من تبنيه.

مباشرة العمل

يأتي هذا في وقت باشرت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملها في مدينة دوما أمس غداة وصول فريقها الى سوريا، وفق ما أكد مسؤول سوري رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية تمهيداً لمباشرة تحقيقاتها حول هجوم كيماوي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه.

وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان في وقت سابق «وصلت لجنة تقصي الحقائق إلى دمشق، ومن المقرر أن تذهب إلى مدينة دوما لمباشرة عملها». وأوردت المنظمة على حسابها على موقع «تويتر» ليلاً «وصل فريق بعثة تقصي الحقائق إلى دمشق تمهيداً لبدء عمله».

وأكد سوسان دعم بلاده لعمل هذه البعثة. وقال «سندعها تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط». وأضاف أن «ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات» بحق بلاده.

ضربة متقنة

وفي تداعيات الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية على مواقع للنظام السوري، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على «تويتر»، أنه «تم تنفيذ الضربة في سوريا بإتقان وبدقة عالية»، منتقداً ما وصفه «وسائل الإعلام المزيفة» التي «استغلت استخدامه لتعبير المهمة أنجزت»، لانتقاد الضربات الجوية.

وقال ترامب: «تم تنفيذ الضربة في سوريا بإتقان وبدقة عالية، بحيث أصبحت الطريقة الوحيدة التي قد تدينها وسائل الإعلام المزيفة هي استخدامي لتعبير المهمة أنجزت». وتابع: «كنت أعلم بأنهم سيستغلونها، لكنني شعرت بأنه تعبير عسكري رائع، ويجب أن نعيد استخدامه. استخدموه كثيراً».

أما بريطانيا فأكدت على لسان وزير خارجيتها بوريس جونسون أنهم سيواصلون الضغط على الأسد من أجل الجلوس إلى طاولة التفاوض، موضحاً أنه لا خطط حاليا لشن هجمات صاروخية جديدة ضد سوريا وأن بلاده ستبحث اتخاذ مزيد من الإجراءات في حالة لجوء الأسد مرة ثانية لاستخدام الأسلحة الكيماوية.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه أقنع ترامب بإبقاء قوات في سوريا، وذلك في معرض دفاعه عن مشاركة فرنسا في الضربات الجوية المشتركة.

وقال ماكرون إنه أقنع ترامب في الاتصالات الهاتفية التي سبقت ضربات يوم السبت بعدم سحب القوات من سوريا. وأضاف «قبل عشرة أيام، قال الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا، لقد أقنعناه بضرورة البقاء هناك.

أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء لمدة طويلة». وتابع في مقابلة بثتها قناة «بي.أف.أم» التلفزيونية وإذاعة «مونت كارلو الدولية» وموقع «مديابارت» الإخباري الإلكتروني «لدينا الشرعية الدولية الكاملة للتحرك في هذا الإطار.

لقد تدخل ثلاثة من أعضاء مجلس الأمن». وأوضح أن «فرنسا وحلفاءها لم تعلن الحرب على نظام بشار الأسد». وأضاف ماكرون:«لقد تحركنا فقط حتى لا يبقى القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن بلا تأثير».

وأوضح: «لقد وصلنا إلى نقطة أصبحت عندها هذه الضربات لا غنى عنها لاستعادة المصداقية مرة أخرى إلى كلمة مجتمعنا». وتابع أن الضربات كانت ناجحة على المستوى العسكري «لأن كل الصواريخ التي تم إطلاقها وصلت إلى هدفها ودمرت قدرات إنتاج الأسلحة الكيماوية».

من جهته، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» من كارثة إنسانية في إدلب. واقترح أن تتم تسوية مصير إدلب ضمن عملية سياسية تتضمن نزع سلاح الميليشيات.

 

Email