الصحافيون في مسيرات العودة على مرمى النار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن الحقيقة أكثر ما تخشاه دولة ظلم، كلما كشفت الكاميرا عورتها ازداد وجهها القبيح تقلصاً وخزياً، وأي شيء هو أصدق من الكاميرا حديثاً في ميدان الحدث؟

إسرائيل، وكعادتها، لم تدّخر جهداً بحوزتها من شأنه أن يفصح عن فصول من همجية لا آخر لها مارستها خلال مسيرات العودة الكبرى المقامة على طول النقاط الحدودية الفاصلة ما بين قطاع غزة وإسرائيل من استهداف مباشر ومتعمد للصحافيين من مصورين ومراسلين أثناء عملهم هناك على الحدود ما أدى لإصابة العشرات منهم ما بين رصاصات حية وحالات اختناق بالغاز المسيل الدموع.

صور وفيديوهات شتى تناقلها الفلسطينيون عبر منصات التواصل الاجتماعي وبثتها الفضائيات كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهكت فيها الأعراف والمواثيق الدولية مستهدفة النساء العزل والشيوخ والشبان والأطفال كان أبرزها فيديو قد تم تداوله بشكل ملحوظ يظهر فيه قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بجريمة قنص متظاهر أعزل عند حدود غزة كان يمشي من دون أن يحمل في يده حتى حجراً.

ضد القانون

الناشط الحقوقي لؤي أبو زايد يرى في استهداف الصحافيين جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، معبراً عن ذلك بقوله «نستنكر هذا الاعتداء الجبان على الصحافيين، ولا سيما المصورين منهم هذه الاعتداءات إن دلت على شيء فإنما تدل على خواء هذا الجيش من أي معيار أخلاقي وقانوني يضبط سلوكه في مسيرة سلمية كهذه».

ودانت «كتلة الصحفي الفلسطيني» الانتهاكات بحق الصحافيين أثناء تغطيتهم لمسيرات العودة السلمية وارتداء ما يميزهم كصحافيين مؤكدة عدم تخليهم عن ممارسة مهنتهم ونقل الصورة كاملة لفضح جرائم الاحتلال داعية المنظمات الحقوقية والدولية إلى الوقوف وقفة جادة تجاه هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الصحافيين.

توثيق الوحشية

وعبر مكبرات الصوت تلقى أوامر على الصحافيين بمغادرة المكان لعدم بث أي صورة أو فيديو يثبت وحشية آلة عسكرية تلفظ بؤسها في وجه أبرياء ما كان لهم ذنب إلا أنهم قد طالبوا بالعودة لأراضيهم التي هجروا منها قسراً دونما ذنب.

اعتداءات همجية ضد متظاهرين سلميين واستخدام كل السبل لردعهم عن التظاهر ثانية، مشهد يبدو لهم مخيفاً وإن لم يطلق المتظاهرون فيه رصاصة واحدة فهم وإن كانوا عزلاً فقد تسلحوا بعزيمة وعنفوان وطني أرهب صفوف الجيش من وراء سواتر رملية اتخذوها مخدعاً لهم.

تحاول إسرائيل جادة منع الصحافيين والمصورين من البث لتظهر للعالم حتى ولو على سبيل الكذب أن هذه المسيرات لم تكن سلمية يأتي ذلك في إطار ما يعرف بالدعاية الإسرائيلية والتي تسخر لها إسرائيل الكثير من الإمكانيات لتصبح هي الرؤية الوحيدة التي يعتد بها لكن هيهات أن يعلو الباطل وفوقه صوت حق دوى صداه العالم أجمع.

Email