مخاوف دولية من وصول الخلافات إلى «نقطة اللاعودة» وغياب «حل وسط»

تراشق روسي غربي بشأن الضربة المرتقبة لسوريا

سفينة عسكرية روسية تعبر بحر مرمرة بتركيا في طريقها إلى البحر المتوسط رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت الحرب الكلامية وتبادل الاتهامات والتهديدات بين الولايات المتحدة وحلفائها الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى بخصوص احتمال شن دول غربية ضربة عسكرية ضد النظام السوري بسبب اتهامه بالهجوم الكيماوي على دوما في الغوطة الشرقية بدمشق.

إلا أن إمكانية تنفيذ الضربة تخضع لتقييم أكبر من جانب الدول الغربية مع مخاطر تحولها إلى حرب بين الدول الكبرى على خلفية الموقف الروسي الذي لم يقدم أي عرض يلبي المطالب الغربية، فيما ألمحت موسكو بشكل موارب إلى إمكانية استخدامها ورقة اللاجئين بتحذيرها من أن أي ضربة قد تؤدي إلى تدفق «موجات جديدة من المهاجرين» إلى أوروبا، متهمة بريطانيا بالمشاركة في «مسرحية».

الهجوم الكيماوي، وأشارت إلى «قنوات اتصال» رفيعة بين موسكو وواشنطن حول سوريا فيما بقيت بريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة في الصف الأول من المواجهة المحتملة مع تراجع كل من فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى الصف الثاني وإعلان عدم المشاركة في أي عمل عسكري.

وقالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نيكي هيلي إن بلادها تقدر أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية على الأقل 50 مرة منذ بدء الصراع. وقالت هيلي أمام مجلس الأمن إن الولايات المتحدة لم تقرر بعد اتخاذ عمل في سوريا. وقبل الاجتماع قالت هيلي إنها «فخورة بشكل لا يصدق» بالرئيس دونالد ترامب في عدم التسرع في الرد.

وفي اتصال هاتفي، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون من أي «عمل متهور وخطير» في سوريا قد يترك «تداعيات لا يمكن توقعها»، وذلك بعد تهديد الغربيين برد عسكري على هجوم كيميائي مفترض. وعبر ماكرون «عن أمله في تواصل المشاورات بين فرنسا وروسيا وتكثيفها لجلب السلم والاستقرار».

تحذيرات لافروف

في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يأمل ألا تتكرر أحداث ليبيا والعراق في الصراع السوري. وقال في مؤتمر صحافي إن أصغر خطأ في الحسابات في سوريا قد يؤدي إلى موجات جديدة من المهاجرين وأن الإنذارات والتهديدات لا تخدم الحوار. وقال لافروف: «حتى الحوادث غير الجسيمة ستؤدي إلى موجات جديدة من المهاجرين إلى أوروبا وتبعات أخرى نحن وجيراننا الأوروبيين في غنى عنها».

وقال لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تستخدمان قنوات الاتصال بينهما فيما يتعلق بسوريا. وأضاف: «فيما يتعلق بالقنوات، التي تشمل محادثات دورية بين الرئيسين وقنوات اتصال منتظم إلى حد كبير بين الجيشين، فإنها مستخدمة».

وأبلغ مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مجلس الأمن الدولي بأن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مهتمة فقط بالإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتحجيم روسيا. وقال «نلاحظ مواصلة استعدادات عسكرية خطيرة لعمل عسكري غير مشروع ضد دولة ذات سيادة فيما سيمثل انتهاكا للقانون الدولي». وأضاف «الأمر الوحيد الذي يعنيهم هو الإطاحة بالحكومة السورية وبشكل أشمل تحجيم روسيا الاتحادية».

وأضاف أنه «لا يستطيع استبعاد» نشوب حرب بين الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف: «الأولوية القصوى الآن هي تجنب خطر الحرب. أرجو ألا تكون هناك نقطة لا عودة».

اتهامات لبريطانيا

في السياق، أكد الجيش الروسي أن لديه «أدلة» على تورط بريطانيا «بشكل مباشر» في «مسرحية» الهجوم الكيميائي المفترض في الغوطة الشرقية في سوريا. وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف أن لدى الجيش «أدلة تظهر تورط بريطانيا مباشرة في تدبير هذا الاستفزاز في الغوطة الشرقية». واتهم لندن بممارسة «ضغوط قوية» على الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) «لممارسة هذا الاستفزاز المعد سلفا».

ورداً على هذا الاتهام قالت مبعوثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس إن بلادها ليست ضالعة في الهجوم، رافضة اتهاماً من وزارة الدفاع الروسية.

نقطة اللاعودة

في الأثناء، قال مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إن قرار الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا يعني أنها «وصلت إلى نقطة اللاعودة» وأن على العالم أن يقدم «ردا قويا وموحدا وحازما».

حل وسط

إلى ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن زيادة التوتر بشأن سوريا قد تقود إلى «تصعيد عسكري خطير». وحث الدول المعنية «بالتعامل بشكل مسؤول» في سوريا، في وقت تدرس فيه بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة توجيه ضربات عسكرية ردا على الهجوم. وقال إن «زيادة التوتر وعدم القدرة على الوصول إلى حل وسط في تحقيق آلية للمساءلة، يهدد بالتوجه نحو تصعيد عسكري خطير».

 

Email