أكد أن أمن الخليج من أمن الأردن

الصفدي: «الربيع العربي» حصاد قرن من الفشل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأى وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، أن الربيع العربي حصاد قرن من الفشل في بناء الدولة الوطنية، لافتاً إلى رفض بلاده تدخلات إيران بالمنطقة.

وقال الصفدي، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي «فكر 16» في دبي، إن الاحتلال مرفوض أينما كان، وأن أمن الخليج من أمن الأردن وهناك عمل موحد وفق رؤية مشتركة، لافتاً إلى رفض بلاده تدخلات إيران بالمنطقة، وقال «نحن طلاب حق ولسنا طلاب صراعات»، مشدداً على ضرورة احترام سيادة الدول العربية.

وتابع وزير الخارجية الأردني: «إن أزمتنا العربية في العمق هي أزمة فكر وحضارة وكسر العتمة والظلام لن يكون إلا بالحضارة»، مشيراً إلى أن دولة الإمارات هي دليل ساطع على أن الفكر يصنع الاستقرار.

فوضى الحروب

ولفت الصفدي إلى أن «هناك 12 مليون طفل في العالم العربي محرومون من الدراسة وهم ضحايا فوضى وحروب ونزاعات وشح في الحكم الرشيد وهم ضحايا كل التحديات التي تعصف بمنطقتنا وإنقاذهم يحتاج عملاً فاعلاً مشتركاً وحماية الوطن العربي من تبعات عدم الاستقرار يحتاج عملاً عربياً مشتركاً وفاعلاً».

وأضاف: «نحن على مشارف قمة عربية جديدة علينا الاعتراف بأن ثقة الشعب العربي بها شبه معدوم لأننا فشلنا في معالجة كثير من الأزمات التي مر بها عالمنا العربي وضعف الجامعة العربية يتحمله الدول الأعضاء فيها لكن النظام العربي الموجود هو أفضل المتاح، وإن الخيار واضح علينا التوجه للإصلاح وأن نتصدى بمنهجية شمولية مؤسسية للعصبيات والفوضى والأزمات والدمار، وعلينا حماية الدولة الوطنية وعلينا أن نعترف أن الربيع العربي حصاد قرن من الفشل في بناء الدولة الوطنية التي توفر العيش الكريم لشعبها».

وأشار إلى أنه «من الممكن حماية الدولة الوطنية عبر تطوير التعليم وفتح الآفاق والمنابر الواسعة للفكر الحر الكفيل بالتصدي للفوضى وعلينا الاعتراف بأن التقوقع هو الذي دفعنا للوصول إلى حالنا الراهن»، مؤكداً أن «أكبر مصدر للتهديد هو الجهل الذي نعيشه ونحتاج لنهضة تسمح للعقل بالتدبر والتفكر لإيجاد الحلول واستمرار الاحتلال الإسرائيلي يهدد أمننا ووجودنا».

الحق الفلسطيني

وأفاد الصفدي بأنه «لا يمكن أن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار ما دام الشعب الفلسطيني محروماً من دولته وحقوقه»، مضيفاً «الإرهاب خطر جماعي نواجهه جميعاً دفاعاً عن أمننا واستقرارنا لكن محاربة الإرهاب تكون عسكرياً وفكرياً وأمنياً، وفي العراق قدم العراقيون تضحيات عظيمة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وهزيمة الإرهاب تتطلب مواجهة الاحتلال وما يفرضه من غياب العدالة وسلب حقوقنا بالحرية وتحقيق السلام لن يكون إلا في حق الشعب الفلسطيني بالحرية والدولة، إن القدس تتعرض للتهويد وعلينا حمايتها لتكون عاصمة السلام ولن يكون ذلك وساحاتها ومساحاتها مستباحة من الاحتلال ويجب إيجاد مبادرات لتثبيت المقدسيين في أرضهم وإنهاء الانسداد في الأفق السياسي وحماية تاريخ القدس وهويتها».

وقال إن «الأونروا تتعرض لضغوط كبيرة وتعاني عجزاً مالياً يقدر بـ400 مليون دولار ويجب علينا نحن العرب تحمل مسؤولياتنا لأن عدم الاهتمام باللاجئين تهديد لأمننا ومستقبلنا».

الأزمة السورية

وذكر الصفدي أنه «لا يوجد حل عسكري لأزمة سوريا والحل لابد أن يكون سياسياً، فالكثير من القرارات المتعلقة بسوريا كانت خاطئة ومبنية على توقعات غير صحيحة واستمرار القتال لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدمير»، مضيفاً «نحن في الأردن لنا حدود مع سوريا ونحن عرضة لخطر تمدد أزمة سوريا واستقبلنا مليوناً و300 ألف سوري و150 ألف طالب سوري يدرسون في مدارسنا والخيار واضح إما نبقي هؤلاء في حالة جهل وقهر فنجدهم مستقبلا جنودا في داعش أو نحتويهم وندعمهم ونستثمر فيهم ليكونوا جيشا للبناء وإعادة الاستقرار في سوريا».

ولفت إلى أن أمن الوطن العربي هو الاستثمار في الإنسان لأنه الثروة الحقيقة لتحقيق الإنجازات والاستثمار في اللاجئين ضرورة وليس هناك منّة من أحد على أحد، مشيراً إلى أن هناك كوارث كثيرة لابد من التعامل معها كاليمن وليبيا والإرهاب الذي لا ينتمي إلى دين أو حضارة، لذلك علينا الاستمرار في محاربته علينا رفض التدخلات الخارجية في الشؤون العربية.

دعوة

دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى تفعيل العمل العربي المشترك بالقول يجب أن نعمل ونخطط وننجز معاً وأن نعرّف مصادر الخطر التي تهدد مستقبلنا وأن نستثمر في الحكم الرشيد وأن نحارب الجهل وتفكك الهويات العربية الجامعة للتصدي للتطرف في ظل دولة يسودها القانون والاحترام، حيث هناك تعليم وعيش كريم ستضيق المساحة أمام الظلاميين لنشر أفكارهم الظلامية بيننا.

Email