ما بعد مؤتمر «سيدر» الباريسي

آمال لبنانية معلّقة على مؤتمر بروكسل للنازحين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لليوم الثاني على التوالي، بقيت الأنظار مشدودة إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث واصلت إسرائيل، أمس، أعمال بناء الجدار الإسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلّة مقابل طريق عام كفركلا- العديسة (قضاء مرجعيون)، ضمن الأراضي غير المتنازع عليها، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة من الجانبين.

في غضون ذلك، وبنشوة المليارات الأحد عشر التي حصدها من مؤتمر «سيدر» في باريس، والتي فاقت كل التوقعات، ولو أن الجزء الأكبر منها جاء على شكل قروض ميسّرة سيتوجب على لبنان سدادها على مدى سنوات، يمضي المشهد الداخلي في اتجاه محطة دعم دولية جديدة، نهاية الشهر الجاري، مع مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، المأمول أن يرفد لبنان بجرعة دعم إضافية تساعده على استمرار مواجهة عبء النزوح.

وليس جديداً القول إن النجاح اللبناني في تأمين المظلة الدولية لدعم الاقتصاد وتأمين الاستقرار السياسي، عشية الانتخابات النيابية في 6 مايو المقبل، أزعج الكيان الإسرائيلي الذي استأنف تحرّكاته الاستفزازية حيال لبنان، سواء من خلال تركيب جدار إسمنتي عند «بوابة فاطمة» في منطقة كفركلا الحدودية، أو من خلال الطلعات الجوية لليوم الثالث على التوالي في أجواء الجنوب والبقاع، وتحديداً فوق مناطق بعلبك.

وما بين الدعمين، محطة لبنانية في الرياض، مع مشاركة الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في القمّة العربية التي تعقد في 15 من الشهر الجاري، بما تعني هذه المشاركة على مستوى تحسين العلاقات بين البلدين، بعدما استعادت الجزء الأوفر من عافيتها في انتظار اكتمال آخر حلقاتها برفع الحظر الخليجي عن عودة السياح إلى بيروت.

ما بعد «سيدر»

في الزمن الانتخابي، حرص البعض على التعبير عن أهمية مؤتمر «سيدر»، بالقول إنه منح لبنان صوتاً تفضيلياً دولياً وازناً. وبالنسبة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنّ ما يسمّى بالحضن العالمي للبنان قد تأمّن، ويبقى على اللبنانيين التنفيذ، فـ«العبرة بالتنفيذ». وفي كلام بري إشادة بتشديد الحريري على أهمية تعاون الجميع، ودور التوافق السياسي في التوصل إلى المشروع الذي وضِع أمام مؤتمر «سيدر».

وكانت أصداء مؤتمر «سيدر» تلقت دعماً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعلانه أن لبنان يواجه تحديات لا تعدّ ولا تحصى، بما فيها «التدفق غير المسبوق للاجئين، والأثر المدمّر لإيران وحزب الله». كما أكد أن لبنان يتمتع بإمكانيات هائلة وله كثير من الأصدقاء، و«تحت قيادة الرئيس الحريري، يعالج قضاياه».

وعلى مستوى مؤتمر «سيدر»، تراوحت الانطباعات بين مرحّب ومتخوّف، والتخوّف مزدوج: فمن جهة هناك التخوّف من عدم قدرة لبنان على الالتزام بتنفيذ شروط الدول المساعدة، وفي مقدّم الشروط الإصلاح، وهو البند الذي استعصى على كل الحكومات، بما فيها حكومة اليوم، والتخوف الثاني من اقتراب الدين من عتبة المئة مليار دولار، بعدما بلغ مع ديون «سيدر» تسعين ملياراً.

آمال

وفي السياق، أشارت مصادر سياسية متابعة لـ«البيان»، إلى أن لـ«سيدر» تداعيات عدّة، أبرزها: أولاً، آمال بإنعاش الاقتصاد والنهوض به من كبوته، من خلال ورشة البنى التحتية الجالبة للاستثمارات. ثانياً، الثقة بأن الرئيس الحريري سيتسلّح بما قطعته حكومته من التزامات أمام الدول المانحة، ليبدأ معركة طويلة ضد الفساد.

ثالثاً، العمل الرسمي على تبديد فكرة أن لبنان سيغرق بالمزيد من المديونية بفعل المليارات التي حصل عليها، مظهراً واقعاً أن الاستثمار في البنى التحتية لا يكون إلا مربحاً. ورابعاً، إلزامية أن تكون المشاريع شفافة، وإلا فإنها لا تحظى بتمويل.

شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل

أعلن لبنان،الثلاثاء، عزمه تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لاستعمالها الأجواء اللبنانية للهجوم على مواقع بسوريا. وأعربت وزارة الخارجية اللبنانية في بيانها عن إدانتها للغارات التي تعرضت لها سوريا مؤكدة مواقفها السابقة بوجوب عدم استعمال الأجواء اللبنانية لـ«الاعتداء على سوريا».

وكانت السلطات السورية اتهمت امس إسرائيل بقصف مطار «التيفور العسكري» وسط محافظة حمص ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما أشارت وسائل الإعلام اللبنانية المحلية إلى أن الطائرات الإسرائيلية عبرت فوق الأراضي اللبنانية في طريقها لاستهداف المطار المذكور. يذكر أن الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق في الأجواء اللبنانية بشكل يومي. بيروت - أ.ف.ب

Email