قصة

الاحتلال يحوّل حفل زفاف عائلة شبات في بيت حانون إلى عزاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

على المقاعد ذاتها وفي المكان واليوم نفسه في بيت حانون، استقبلت عائلة شبات المعزين باستشهاد ابنهم مجدي، بعدما استقبلوا المهنئين بزفاف ابنة شقيقتهم المقيمة معهم في منزلهم بعد استشهاد والدها قبل سنوات، إذ حوّل جنود الاحتلال المنتشرون شمال قطاع غزة، حفل الزفاف إلى بيت عزاء خلال لحظات، وقلبت فرحة العائلة إلى حزن وألم بعد استهداف ابنهم مجدي وقتله بدم بارد.

مجدي شبات (38 عاماً)، شارك في حفل زفاف ابنة شقيقته واستقبل المهنئين، وجلس مع شقيقه الأكبر رمزي، قبل أن يغادر حفل الزفاف للمشاركة في مسيرات العودة شرق بيت حانون.

يقول رمزي، إن مجدي تحدث عن أمنيته بالشهادة خلال حفل الزفاف، واصطحب معه ابنته الصغيرة خلال الحفل، إذ تواجدت معه طوال الوقت. ويضيف: «كأن شقيقي يوصيني على بناته قبل أن يغادر، على الرغم من حديثنا الطويل حول المسيرات، والإصرار على المشاركة، واستبعاد استهدافه من قبل جنود الاحتلال، خاصة أنه ليس في عنفوان الشباب».

الساعات الأخيرة

ووصف رمزي تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة شقيقه الذي قضي برصاص قناص يوم الجمعة الماضي، بأنها لحظات كانت صعبة على الأسرة، خاصة أن حدسه كان يخبره على مدى أيام بأن أمراً ما سيحدث للعائلة، إلى أن جاء نبأ استشهاد مجدي.

وأوضح رمزي، الذي تحدث وهو يحمل أوراقاً خاصة بشقيقه، محاولاً استجماع الكلمات وسط دموعه المنهمرة، أن رحيل شقيقه ترك جرحاً غائراً في عائلته وأسرته المكونة من سبعة أفراد، أكبرهم في الثانية عشرة من عمره، وأصغرهم طفلة تبلغ من العمر شهرين، موضحاً أن شقيقه نجا من الموت مرتين خلال الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

متعمّد

وأفاد أن مجدي قبيل مغادرته، طلب من زوجته وأولاده مسامحته، وكرر ذلك على باقي عائلته، وبعد ساعتين من المغادرة تلقت العائلة نبأ استشهاده، حيث أصيب بعيار ناري اخترق عنقه، مضيفاً أن إصابته كانت فور وصوله إلى مسيرات العودة، حيث وصل المكان ووقف بين جموع المعتصمين، وفجأة اقتربت طائرة صغيرة للاحتلال التقطت صوراً للجميع وغادرت، وأصيب بعدها برصاصة قناص، فيما أصيب آخرون بإصابات متفاوتة.

وقال رمزي: غادر جميع أفراد الأسرة مكان الفرح وتوجهوا للتأكد من الخبر إلى مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، ووجدنا جثمانه مسجى بعدما فشل الأطباء في انقاذ حياته، وانهار الجميع عندما سمعنا الأطباء يقولون «الله يرحمه»، ولم يتجرأ أحد على الرد على هاتفه بعدما اتصلت الوالدة عليه.

Email