الرياض تدين المجزرة وترامب يتوعّد بثمن باهظ وباريس تدعو مجلس الأمن للانعقاد

«كيماوي دوما» يُشعل غضباً دولياً واسعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفجر غضب العالم ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب تقارير تحدثت عن هجوم بـ«الغازات السامة» استهدف السبت مدينة دوما في الغوطة الشرقية غداة توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام لقوات النظام لسوري متحدثين عن ما لا يقل عن 150 قتيلاً جراء الهجوم الكيماوي، وفيما نددت المملكة العربية السعودية بالهجوم داعية إلى إيقاف المآسي التي يعانيها الشعب السوري، حملت الولايات المتحدة الأميركية روسيا مسؤولية الهجوم بسبب «دعمها الثابت» لنظام الأسد، وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بثمن باهظ، في وقت دعت باريس الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

وقال ناطق باسم «اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية» الدولي لوكالة الأنباء الألمانية إن «عددا كبيرا من الأطفال من بين أكثر من 70 شخصا» قتلوا في الهجوم على دوما. وأوضح أنه تم رصد رائحة غاز الكلور، إلا أن رجال الإنقاذ يعتقدون أنه تم أيضاً استخدام غاز السارين، وتم العثور على الكثير من الضحايا في المخابئ. وفي بيان منفصل، قال الاتحاد إنه من المتوقع ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من مئة، حيث «يواجه رجال الإنقاذ صعوبة بالغة في الوصول إلى الضحايا بسبب استمرار القصف على دوما».

إصابات

وقالت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) وفصيل جيش الإسلام و«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إن قوات النظام شنت هجوماً بـ«الغازات السامة». وتحدثت منظمة الخوذ البيضاء والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) في بيان مشترك عن وصول «500 حالة» إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض «زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور».

صور مروعة

ونشرت الخوذ البيضاء على حسابتها في تويتر صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً متراكمة في إحدى الغرف، وأخرى لأشخاص بينهم أطفال يخرج الزبد الأبيض من أفواههم. وفي شريط فيديو نشرته المنظمة أيضاً، يظهر المسعفون يصعدون على درج ارتمت عليه جثة قبل أن يدخلوا إلى منزل فيه جثث لأطفال ونساء ورجال ثم يخرج المسعفون ركضاً ويقول أحدهم «الرائحة قوية جداً».

وقال الطبيب محمد من مدينة دوما لوكالة فرانس برس «استقبلنا أكثر من 70 إصابة اختناق، وليس لدينا سوى أربع مولدات أوكسجين»، مضيفاً «الوضع مأساوي جداً جداً، أعمل في المستشفى منذ أربع سنين ولم يمر علي مثل هذه الساعات أبداً».

وقال فراس الدومي، من الخوذ البيضاء إنه حين وصلت فرق الإغاثة إلى مكان الاستهداف «كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً. وقال ناشطون ان الحصيلة ارتفعت إلى 150 قتيلا، فيما أصيب نحو ألف شخص بالاختناق.

رد قوي

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولين عن «الهجوم الكيميائي المتهور» بدفع «ثمن باهظ».

قال ترامب في سلسلة من التغريدات حول دوما «قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا»، مضيفاً «الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظاً». كما دعا إلى «فتح المنطقة فوراً أمام مساعدات طبية وعمليات تحقيق».

ودانت الولايات المتحدة ما حصل، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت إن «هذه المعلومات إذا تأكدت مروعة وتتطلب ردا فوريا من الأسرة الدولية». وأضافت ان «نظام الأسد وداعميه يجب أن يحاسبوا وأي هجمات أخرى يجب أن تمنع فورا».

وقال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي رداً على الهجوم الكيماوي. إدانات دولية

من ناحيته عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن قلق المملكة البالغ وإدانتها الشديدة «للهجوم الكيماوي المروع». ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المصدر تأكيده على ضرورة «إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254».

وشدد المصدر على «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سوريا». وفي السياق دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف المعارك في دوما.

في غضون ذلك دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان مجلس الامن الى جلسة عاجلة معربا عن قلقه الشديد إزاء احتمال استخدام أسلحة كيماوية، بينما ندد الاتحاد الاوروبي بالمجزرة مطالباً برد عاجل ودعا روسيا وإيران المساندين للأسد استخدام نفوذهما لمنع وقوع مزيد من الهجمات.

إلى ذلك قال البابا فرنسيس أمام الآلاف في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان «تأتينا أخبار مروعة من سوريا، حيث سقط عشرات الضحايا بينهم الكثير من النساء والأطفال تأثر كثيرون بتداعيات المواد الكيماوية في القنابل».

من ناحيتها نفت روسيا لجوء النظام السوري إلى الأسلحة الكيماوية، في قصف بلدة دوما،.وقال رئيس «المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا»، الجنرال يوري يفتوشينكو،: «ننفي بشدة هذه المعلومات.

مزاعم

قال مصدر في وزارة الخارجية السورية، إن «مزاعم استعمال السلاح الكيميائي باتت اسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الاٍرهاب في سوريا».

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته، القول : «في كل مرة يتقدم الجيش في مكافحة الإرهاب تظهر مزاعم استخدام الكيميائي».

 

Email