سياسيون وأمنيون فرنسيون لـ « البيان »:

المصالحة الليبية صفعت «تنظيم الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سياسيون وأمنيون فرنسيون أن المصالحة الوطنية بين أهالي مدينتي مصراتة والزنتان الليبيتين، التي تمت أخيراً، بحضور وطني ليبي مكثف تعد صفعة جديدة لتنظيم الحمدين في قطر، التي دأبت لسنوات على تقديم الدعم المشبوه بكافة صوره لتيارات وأشخاص على رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا لبث روح الفرقة وتأجيج النزاعات بين المناطق والمدن الليبية لعرقلة أي جهود حقيقية لتحقيق الاستقرار في البلاد.

مصالحة شاملة

وقال فيليب لاكور، عضو الأمانة العليا لحزب «الجمهوريون» الفرنسي والعضو السابق بالبرلمان الأوروبي لـ«البيان»، إن اتفاق المصالحة الشعبية بين أهالي مدينتي مصراتة والزنتان خطوة مهمة للغاية في مشوار المصالحة الشاملة في ليبيا وإحلال الأمن والاستقرار الذي بدأ منذ عام 2012، بعد معارك ونزاعات وصراعات مريرة بين جميع الأطراف.

وأضاف أن هذه المصالحة تعد «صفعة» لقوى الشر التي تدخلت بشكل سلبي خلال السنوات الماضية لتأجيج الصراعات، وأكبر هذه القوى وأكثرها شراً هي عصابة الحمدين في قطر التي قدمت الدعم المادي والإعلامي والتسليحي لجماعة «الإخوان» الإرهابية لتأجيج الصراع بين مختلف المدن الليبية، وأبرزها وأكثرها دموية النزاع بين مصراته والزنتان وتاغوراء، والهدف من ذلك هو إنهاك القوى الوطنية في الصراعات الداخلية لتبسط جماعة «الإخوان» الإرهابية نفوذها على جميع المدن، وتعلن نفسها مسيطراً وحيداً على الحياة السياسية الليبية، وبالتالي السيطرة على البلاد.

مخطط إرهابي

وأضاف لاكور، أن تحقيقات أمنية ليبية كشفت خلال السنوات الأربع الماضية عن تلقي القيادي البارز بجماعة «الإخوان» في ليبيا، عبد الحكيم بلحاج، ملايين الدولارات من «تنظيم الحمدين» لتأسيس جناح مسلح للجماعة، وتقويته عن طريق ضم مرتزقة من دول العمق الأفريقي، كما كشفت التقارير الإعلامية المتعاقبة في ليبيا وفي أوروبا عن نجاح بلحاج في تأليب القبائل الليبية في العديد من المدن وعلى رأسها مصراتة والزنتان وتاغوراء، ضد بعضها البعض لخلق الفرقة وتمكين «الإخوان» من السيطرة على هذه المدن.

وأوضح أن مفتي الجماعة المعزول، الصادق الغرياني، مثل الجناح الإعلامي والدعوي للجماعة الإرهابية، وساهم بشكل كبير بمعاونة قناة «الجزيرة»، في تأجيج الصراعات بين القبائل، لكن تمكن العقلاء في القبائل من إدراك المخطط، ووجهوا صفعة قوية للمأجورين في ليبيا ولعصابة الحمدين في قطر، وتمت المصالحة بين المدينتين، وجاري الآن المصالحة بين باقي المدن تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية ودعم دولة القانون والمؤسسات والتداول السلمي للسلطة بمباركة ومعاونة مختلف القوى الوطنية الليبية الساعية لإحلال السلام في البلاد، مشيراً إلى أن فرنسا تدعم هذه الجهود إلى جانب الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية ذات الصلة.

إرهاب الحمدين

من جهته، قال فابيان مانودو، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية، إن المصالحة الليبية أزعجت قوى دولية خبيثة على رأسها قطر، فقام «تنظيم الحمدين» بمحاولات تخريبية من خلال تنفيذ هجوم إرهابي بواسطة سيارة مفخخة ضد بوابة أمنية للجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في مدخل مدينة أجدابيا، شرقي ليبيا، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم عسكريون وإصابة 11 شخصاً آخرين، وهذا هو الهجوم الخامس بنفس الطريقة والأدوات خلال خمسة أشهر، والهدف منه عرقلة عمليات المصالحة واستمرار الفوضى في منطقة الهلال النفطي لتمكين عصابات جماعة الإخوان الإرهابية من السيطرة على الموارد النفطية في المنطقة.

كشف مخططات

وأشار مانودو، إلى أن التحقيقات الأمنية الليبية بمعاونة أجهزة الأمن الدولية، كشفت عن وقوف جماعة الإخوان الإرهابية وراء أغلب هذه الجرائم، كونها تستخدم نفس الأدوات والأساليب منذ سنوات، وأكد ثبوت تورط هذه العصابة المدعومة من «الحمدين» في قطر في تفجيرات مطار طرابلس الدولي، وتدمير أحياء في الزنتان.

وقال إن كل هذه المحاولات تأتي لزعزعة الاستقرار واستمرار الفوضى في المنطقة. وأضاف الضابط الفرنسي السابق أن ذلك يضاف إلى عمليات الخطف والاغتيال التي تنفذها الجماعة الإرهابية، وآخرها خطف عميد بلدية طرابلس، عبد الرؤوف بيت المال، لخلق حالة من الفوضى في ليبيا في محاولة يائسة لإجهاض مساعي المصالحة الوطنية.

إعادة إعمار

قال فابيان مانودو، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية إن الليبيين تعلموا من أخطاء الماضي، حيث يسعى الجميع حالياً للاستفادة من التجارب السابقة ومسارعة الخطى من أجل إتمام المصالحة في جميع مناطق البلاد، لتمهيد الساحة السياسية لإجراء أول انتخابات رئاسية، ودعم الحياة الديمقراطية، تمهيداً لبدء عمليات الإعمار وإعادة الحياة إلى ليبيا بعد سنوات مريرة من الصراع برعاية ودعم عصابة الحمدين في قطر وذراعها الإرهابية في ليبيا.

Email