تعزيزات عسكرية أميركية تصل إلى منبج وسط تصاعد التهديدات التركية

صفقة دوما تجلي «جيش الإسلام» إلى جرابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

توصل فصيل جيش الإسلام وروسيا إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما يمهد للجيش السوري استعادة كامل المنطقة، في وقت يقضي الاتفاق بوجهة جديدة لعملية الإجلاء تنتهي في مدينة جرابلس أقصى الشمال السوري التي تسيطر عليها تركيا وفصائل متحالفة معها، فيما وصلت تعزيزات عسكرية أميركية إلى مدينة منبج السورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وذلك رغم تهديدات تركية متكررة باجتياحها على غرار عفرين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن التوصل إلى «اتفاق نهائي» بين روسيا وفصيل جيش الإسلام في مدينة دوما يقضي «بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سوريا، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إليها» في خطوة أولى قبل دخول المؤسسات الحكومية.

وأكد التلفزيون الرسمي «التوصل لاتفاق يقضي بخروج الإرهابيين من دوما» إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، كما ينص على «تسوية أوضاع المتبقين وعودة جميع مؤسسات الدولة وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة».

وتركزت المفاوضات مؤخراً على وجهة جيش الإسلام لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وكانت قوات النظام عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.

ولطالما كرر قادة جيش الإسلام رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم إلى أي منطقة أخرى.

ولم يصدر أي تعليق لجيش الإسلام حول الاتفاق الذي أعلنه الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري. ويأتي الاتفاق غداة إعلان الجيش السوري مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما، مؤكداً سيطرته على «جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية» إثر انتهاء ثاني عملية إجلاء من المنطقة التي شكلت منذ العام 2012 معقلاً للفصائل المعارضة قرب العاصمة.

ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها إحدى بوابات دمشق، وتُعد خسارتها ضربة قاصمة للفصائل المعارضة التي هدد تواجدها في هذه المنطقة أمن دمشق طوال سنوات.

وانتهت أول من أمس عملية إجلاء مقاتلي فيلق الرحمن ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى ثمانية أيام. وكان تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا. وباتت قوات النظام بذلك تسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية إثر الهجوم العنيف الذي تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري.

تعزيزات أميركية

من جهة أخرى، بدأت قوات أميركية باتخاذ تدابير لتعزيز تحصيناتها وقواتها العسكرية في مدينة منبج شمالي سوريا. وأوضحت قناة «تي آر تي» التركية أن التعزيزات الأميركية تأتي «لمواجهة أي عملية تركية محتملة» ضد قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت المصادر أن التعزيزات شملت إرسال نحو 300 عسكري إضافة إلى عدد كبير من العربات المدرعة والمعدات الثقيلة، إلى المنطقة الفاصلة بين مدينة منبج ومنطقة درع الفرات في ريف حلب الشمالي. كما أوضحت أن «الولايات المتحدة استقدمت تعزيزاتها إلى المنطقة من قاعدتها العسكرية في بلدة صرين بريف حلب الشمالي».

مركز الثورة

وقال الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هيراس إن «الغوطة هي مركز الثورة السورية في منطقة دمشق»، مضيفاً أن «لدوما رمزية ضخمة بالنسبة للحراك الثوري في سوريا فهي المكان حيث تجذر جيش الإسلام ضد قوات الأسد وكل ما يهم الآن هو إزالة جيش الإسلام من دوما إلى الأبد».

Email