مجلس الأمن يخفق في استصدار بيان إدانة.. وغوتيريس يدعو لتحقيق مستقل

السلطة تستنكر الانحياز الأميركي لعدوان الاحتلال

جنود الاحتلال يقنصون المدنيين الفلسطينيين من أعلى المباني في الضفّة ــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشل مجلس الأمن الدولي في تبنّي إدانة بطش الاحتلال الإسرائيلي مسيرات الفلسطينيين في ذكرى يوم الأرض والذي أدى إلى استشهاد 17 فلسطينياً، وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى إجراء تحقيق مستقل وشفّاف، دانت الرئاسة الفلسطينية تعطيل واشنطن إصدار بيان في المجلس، وتغطية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.

وأخفق مجلس الأمن الدولي، في الاتفاق على بيان يدين قمع قوات الاحتلال للحراك الفلسطيني في قطاع غزة في ذكرى يوم الأرض.

ووفق قناة «روسيا اليوم» عقدت الجلسة الطارئة قال خلالها مندوب دولة الكويت منصور العتيبي، إنّ الكويت تندّد بأشد العبارات بممارسات السلطات الإسرائيلية، التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى بين الفلسطينيين، داعياً المجلس إلى التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحماية المدنيين الفلسطينيين.

بدوره، قال تاي بروك زيريهون، القائم بأعمال الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية في إحاطة لمجلس الأمن، إن المنظمة الدولية تخشى من إمكانية تدهور الوضع في غزة في الأيام القادمة. وحضّ زيريهون إسرائيل على تحمل مسؤولياتها بموجب القانون الإنساني، وكرر التأكيد على أنه لا ينبغي استخدام القوة المميتة. وأضاف زيريهون أنه لا ينبغي استهداف المدنيين، لا سيّما الأطفال.

على صعيد متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، إلى تحقيق مستقل وشفّاف في استشهاد 17 فلسطينياً برصاص الاحتلال في مسيرة العودة. وقال فرحان حق نائب الناطق باسم الأمين العام في بيان، إنّ الأمين العام يدعو إلى تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث، مؤكداً استعداد المنظمة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام.

وأضاف فرحان حق أنّ غوتيريس يناشد أيضاً المعنيين الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الإصابات، لاسيّما اتخاذ خطوات يمكن أن تلحق الأذى بالمدنيين.

انتقاد فلسطيني

في السياق، انتقدت الرئاسة الفلسطينية، أمس، تعطيل الولايات المتحدة الأميركية، إصدار مجلس الأمن الدولي بياناً بشأن أحداث قطاع غزة. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان، إن الاعتراضات الأميركية في مجلس الأمن تشكّل غطاءً لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال.

وأضاف أبو ردينة أنّ استمرار الإدارة الأميركية بنهجها الحالي المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة إسرائيل لوقف عدوانها وبطشها، لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صموداً وثباتاً على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه، وثبت أنّ قضية فلسطين حية لا تموت ولا يمكن تجاوزها وتصفيتها.

واعتبر أنّ رسالة الشعب الفلسطيني كانت واضحة بأنّ الأرض الفلسطينية باقية لأصحابها الشرعيين، وأنّ الاحتلال مهما طال سيزول، والاستيطان مهما توسع سيقلع.

استمرار حراك

وشدد أبو ردينة على أن الفلسطينيين لن يركعوا أمام الواقع الصعب والمعقد الذي يحاول البعض فرضه علينا، وهو أمام تحد تاريخي لمواجهة محاولات التزييف والتضليل للتاريخ التي يتوهم الاحتلال، ومن يسانده أنه يقوم بها لتغيير معالم أرضنا ووجودنا عبر استيطانه المرفوض دولياً، مضيفاً: «الحراك الفلسطيني الرسمي والشعبي سيستمر حتى نيل حقوقنا المشروعة، لكشف سياسة الاحتلال والعدوان، سواء في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لطلب الحماية الدولية لشعبنا الأعزل وفي باقي المحافل الإقليمية والدولية كحركة عدم الانحياز، أو القمة العربية القادمة، التي سنجدد التأكيد فيها على الموقف الفلسطيني المتمسك بالثوابت وبالقدس ومقدساتها».

إدانة روسية

إلى ذلك، أدانت روسيا، استخدام قوات الاحتلال للقوة بشكل عشوائي ضد المدنيين الفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها: «نتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونعرب عن خالص تعازينا لأقارب وأصدقاء القتلى الفلسطينيين، الذين أصيبوا على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وندين بشدة الاستخدام العشوائي للقوة ضد السكان المدنيين».

وأضاف البيان أنّ تأزم الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، يؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية بشكل سريع، لاستئناف البحث عن تسوية عادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس قانوني دولي معترف به.

دعوات حماية

أدانت الجزائر بشدة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي للتعجيل بتوفير الحماية التامة للشعب الفلسطيني الأعزل.

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان، إن الجزائر تدين بأشد العبارات، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المشاركين في المسيرات السلمية التي نظمها الشعب الفلسطيني لإحياء كرى يوم الأرض.

واستنكرت الجزائر بقوة هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير والانتهاك الصارخ للمواثيق والقوانين الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى التعجيل بتوفير الحماية التامة للشعب الفلسطيني الأعزل.

وجدد البيان تضامن الجزائر مع فلسطين شعباً وحكومة، ومساندتها للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

Email