تقارير «البيان»

الخسائر الميدانية تدفع الحوثيين الى التجنيد القسري

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد تفاقم الخسائر التي تتكبدها ميليشيا الحوثي الإيرانية في جبهات القتال، عمد الحوثيون إلى التجنيد القسري عبر اقتحام مدارس البنات في العاصمة صنعاء ومحافظتي ذمار، وإجبار العائلات الفقيرة والأيتام في مناطق القبائل على الانضمام لتدريبات على القتال يديرها خبراء إيرانيون، لكن الهلع يسيطر على قادة ميليشيا الحوثي لجهة تدني استجابة اليمنيين لحملات التجنيد الطوعي وفي الوقت الذي تتلاحق فيه انتصارات الجيش اليمني المدعوم من قوات التحالف العربي على مختلف الجبهات.

وتزامنت هذه التحركات للميليشيا مع نشاط غير مسبوق لعناصرها في المدارس والمساجد والأحياء الشعبية والأماكن العامة لاجتذاب القصّر والعاطلين والفئات المهمشة لتجنيدهم في صفوفها، طبقاً لما أفاد به شهود في صنعاء ومدن أخرى. واتسعت تحركات الميليشيا نحو التجنيد إلى استقطاب النساء ولا سيما نزيلات السجون العامة.

نتائج ضعيفة

عضو مجلس الأعيان الأردني، أسامة الملكاوي يؤكد أن اتباع أسلوب التجنيد القسري لن يعوض الحوثيين الخسائر البشرية والعسكرية التي لحقت بهم، وهذا الأسلوب يأتي نتيجة الصعوبات التي يواجهونها على أرض الواقع. ولكنه سيأتي بنتائج ضعيفة.

مؤشر على الخسائر

إلى ذلك، يبين الخبير العسكري د. أديب الصرايرة أن لجوء ميليشيا الحوثي إلى التجنيد القسري هو مؤشر قوي على الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم على المستوى البشري والعسكري. فالمقاتلون الذي تم تدريبهم في السابق قد انتهوا وبالتالي سياسة التزويد لديهم تكمن في اللجوء إلى هذه الفئات سواء أطفال أو سيدات. وبالطبع هذه الفئات غير المدربة تحتاج إلى تدريب أقل شيء 6 أشهر ويتم الاستفادة منهم في المناطق الأقل مواجهة إلى حين الانخراط الحقيقي في آلة الحرب، وهو أمر في غاية الخطورة ويعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

ويستغل الحوثيون دافع الحاجة المادية لدى آلاف الأسر في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، لإجبارهم على إلحاق أبنائهم في حملة التجنيد، بغية الحصول على مقابل مادي يوفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة.

ورغم ذلك، يتعرض مئات المجندين وخاصة الأطفال للخديعة، إذ يدفع بهم الحوثيون للقتال كدروع بشرية وتحصد أرواحهم من دون الحصول على أي من الإغراءات التي تعدهم الميليشيا بها.

إدانة

أدان تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن تجنيد ميليشيا الحوثي للأطفال وطلبة المدارس والزج بهم في القتال الدائر، فضلاً عن تدمير المؤسسات التعليمية وتحويل أغلبها إلى ثكنات مسلحة.

Email