تقارير « البيان »

مساعٍ أميركية لحل خلافات «سد النهضة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام قلائل وتستأنف دول سد النهضة مفاوضاتها حول السد الذي تجاوزت نسبة تشييده 65 في المئة وفق الحكومة الأثيوبية.

وتأتي الجولة المحدد لانطلاقها الرابع من أبريل المقبل وتستضيفها الخرطوم، في ظل ظروف ومتغيرات كثيرة داخلية وإقليمية ودولية لها انعكاساتها على الدول الثلاث المعنية بملف سد النهضة ممثلة في السودان ومصر وإثيوبيا، إلى جانب أن هناك أطرافاً دولية بدأت الدخول على الخط بلعب أدوار واضحة تجاه القضية التي لا تزال محل خلاف بين الدول الثلاث.

واستبق وفد أميركي رفيع جولة المباحثات المرتقبة وحط رحاله في الخرطوم بغرض الوقوف على الموقف السوداني، بعد أن اختتم زيارة مماثلة للقاهرة.

فيما يتجه في طريقه إلى إثيوبيا التي أنجلت أزمتها السياسية باختيار أبي أحمد رئيساً للوزراء، وانخرط الوفد الأميركي الذي يقوده مساعد وزير الخارجية لشرقي أفريقيا ايريك ستروماير عند وصوله الأسبوع الماضي للخرطوم، في لقاءات مكثفة مع المسؤولين السودانيين، تعرف من خلالها على وجهة النظر السودانية تجاه قضية سد النهضة.

نظرة محايدة

وتهدف زيارة الوفد الأميركي إلى الخرطوم التي التقى فيها كلاً من وزيري الري والخارجية وعدداً من المسؤولين الآخرين، وفق الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية جعفر سومي توتو، إلى إلقاء نظرة محايدة على مواقف الدول الثلاث بشأن قضية سد النهضة.

وأكد توتو في تصريحات لـ«البيان»، أن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أكد للوفد الأميركي موقف بلاده الثابت والمتمثل في ضرورة الحوار والتعاون من أجل الوصول لتفاهمات جذرية بشأن قضية سد النهضة، مضيفاً: «موقف السودان يرى أن الوصول إلى تفاهمات بشأن سد النهضة يدعم الاستقرار في منطقة شرقي أفريقيا».

التزام سوداني

ويبدو أن الموقف السوداني بدأ أكثر وضوحاً من خلال تأكيدات وزير الري السوداني معتز موسى للوفد الأميركي، حيث شدد له بالقول: «إننا ملتزمون تماماً باتفاقية 1959، وليست لدينا مطامع في حقوق أي دولة، ونثق بأنه لا خيار سوى التعاون في حوض النيل»، ولفت موسى إلى أن الخلافات حول سد النهضة بين الدول الثلاث ليست بسبب غياب معلومات.

وإنما في زاوية النظر للحقائق الموجودة، غير أنه طمأن بأنّ الدول الثلاث ستصل في النهاية لحل يرضي كل الأطراف، مؤكداً أن السودان ينظر للملف نظرة استراتيجية لكل دول المنطقة باعتباره نموذجاً للتعاون والاستقرار في الإقليم وأفريقيا.

وحول ما إذا كانت زيارة الوفد الأميركي لدول سد النهضة تمثل تمهيداً لتدخل أميركي في الملف، ولا سيما في ظل خلافات الأطراف حول بعض النقاط، لم يستبعد الخبير المائي السوداني د. أحمد المفتي ذلك، ورجّح أن تكون الزيارة تمهيداً لمشاركة دولية أوسع على نحو ما حدث سابقاً، إبان المفاوضات بين دول حوض النيل في الأعوام 1997- 2010، حيث لعبت فيها بحسب المفتي كل من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بجانب صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي والفاو دوراً بارزاً.

Email