خبير روسي لـ«البيان»: التحالف نجح في تثبيت الشرعية

انتصارات التحالف ترافقت مع مراعاة حياة وسلامة المدنيين في سياق العمليات | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الباحث الروسي في شؤون الشرق الأوسط سيرغي بيليايف أن تشكل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن جاء كنتيجة بديهية وملحة، لحماية السلطة الشرعية في اليمن، وإحباط المساعي الإيرانية لتحويل هذا البلد إلى قاعدة جديدة لأطماع طهران في المنطقة.

ورأى بيليايف في حديث إلى «البيان» أنه لا يمكن تصور مدى الخطر الذي كان يمكن أن يطال اليمن ودول المنطقة، ولا سيما المجاورة منها، في حال تمكن الحوثيون والقوى الحليفة لهم من بسط سيطرتهم عليه، والانهيار الذي كان يمكن أن يضرب منظومة الأمن والاستقرار القائمة، لولا الاستجابة العاجلة لبلدان التحالف لنداء الرئيس عبد ربه منصور هادي، في طلب المساعدة لدعم الشرعية والتصدي لنتائج وتداعيات الانقلاب.

ورأى أن قرار دول التحالف العربي في دعم الشرعية، أسهم في تعطيل مخططات الانقلابيين والقوى الإقليمية الداعمة لهم، وعلى رأسها إيران، في وضع اليمن تحت رحمة سيف الميليشيات المنفلتة، في صراع قد يطول لعشرات السنين، لا سيما مع الأخذ بالحسبان تحول اليمن في الأعوام الأخيرة إلى مقر وممر لعشرات التنظيمات الإرهابية، التي لا ينحصر خطرها على أمن واستقرار الشعب اليمني، بل على البلدان والشعوب المجاورة.

تثبيت الشرعية

وأكد بيليايف أن التحالف، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، نجح في تثبيت شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، رغم المحاولات التي بذلها الحوثيون لإقصائه وعزله وحصاره، وفي نفس الوقت منع تحول هذا البلد من عمق استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي إلى خطر عليها.

وإلى جانب الاعتبارات الجيوسياسية المحضة، وطلب الحكومة الشرعية في اليمن، شدد بيليايف على أن التحرك العربي لإنقاذ هذا البلد من مستنقع التقسيم والفوضى نتيجة الانقلاب على السلطة، يستمد شرعيته كذلك من ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك، فضلاً على ميثاق الأمم المتحدة، وبمباركة المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية في البيان الصادر عنه في مارس 2015.

ونوه إلى أن النجاحات التي حققتها قوات التحالف في دعم القوات الشرعية استعادة معظم المناطق من سيطرة القوى المنشقة والتي تعمل لصالح قوى خارجية وعلى رأسها إيران، ترافقت مع مراعاة حياة وسلامة المدنيين في سياق العمليات العسكرية، ووقف انهيار الاقتصاد اليمني، وتقديم الدعم الإغاثي وإعادة إعمار المحافظات المدمرة، بعد تحريرها من أيدي الحوثيين.

وفي سياق الحديث عن إنجازات التحالف في مقاربة تداعيات الانقلاب وتخليص اليمن من الدمار، أعاد بيليايف إلى الأذهان دور قوات التحالف في وقف تقدم الحوثيين نحو المحافظات الجنوبية، وإحباط محاولاتهم في السيطرة على عدن، قبل أن تتمكن من توجيه ضربات قاسية للقدرات العسكرية للحوثيين وحلفائهم، من أسلحة ثقيلة وصواريخ باليستية. وشدد على أن الحل يكمن في تراجع الحوثيين عن انقلابهم وتسليم أسلحتهم لمؤسسات الدولة الشرعية، والدخول في عملية الانتقال السياسي السلمي والإقرار بالمبادرة الخليجية للحل ضمن آليتها التنفيذية.

Email