صفعات القرن الأفريقي لـ «تنظيم الحمدين» تتوالى

إريتريا تتهم قطر رسمياً بتمويل تنظيمات إرهابية للإضرار بأمنها

ت + ت - الحجم الطبيعي

توالت صفعات دول القرن الأفريقي لـ«تنظيم الحمدين» وفيما اتهم ناشطون صوماليون مسؤوليين في حكومة بلادهم بالتواطؤ مع الدوحة في إغراء شباب عاطلين عن العمل بالانضمام للجيش القطري، اتهمت الحكومة الأرترية رسمياً الدوحة بتمويل تنظيمات إرهابية والسعي إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وأعلنت وزارة الإعلام الارترية في بيان أن رجل الدين المتشدد محمد جمعة افتتح مكتباً أوائل فبراير الماضي لتنظيم أنشطة سياسية وعسكرية وتدريبية مناوئة لأسمرا، ولفتت إلى أن قطر تمول هذه الأنشطة.

موضحة أن فريقاً من الضباط القطريين بقيادة السفير القطري في الخرطوم راشد بن عبد الرحمن النعيمي يقومون بأنشطة لزعزعة استقرار ارتريا معتمدين على تنظيمات إرهابية.

محاولات سابقة

وكانت قطر، الطامحة لنفوذ بمنطقة القرن الإفريقي عبر مساعدة عناصر تنظيم الاخوان للتغلغل في أرتريا،حاولت عبر أجهزة إعلامها وجيوشها الالكترونية إلى استغلال حادثة «مدرسة الضياء الإسلامية» روجت لها عبر قناة «الجزيرة» والجيوش الالكترونية القطرية باعتبارها «ربيعاً أرترياً».

وعصفت التناول الإعلامي القطري للاحتجاجات المحدودة وتضخيمها بعلاقة الدوحة وأسمرة، إذ أغضبت نظام اسياسي أفورقي، لأنها تهدف إلى الإطاحة به لمصلحة جماعات متطرفة.

وحول تدهور علاقة البلدين، وانهيار المشروع التمددي لقطر في بلدان الشرق الأفريقي، الساعي إلى تمكين جماعات الإسلام السياسي، يقول خبراء في الشأن الأفريقي إن المشروع القطري في شرق أفريقيا تلقى ضربة قاصمة، بتدهور العلاقات مع أرتريا، وأكدوا أن الدوحة كانت تنظر إلى الموانئ الأرترية باعتبارها «منفذاً لمواجهة مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب».

وتتوالى الصفعات الأفريقية لقطر التي تسعى بكل جد إلى ايجاد موطئ قدم لها ولتنظيماتها الإرهابية في القرن الأفريقي إذ وجه ناشطون صوماليون انتقادات حادة لحكومة بلادهم وطالبوها بالتحقيق في قيام الدوحة بعمليات تجنيد لعدد من الشباب الصوماليين في جيشها بمساعدة مسؤول صومالي ينتمي لجماعة الاخوان.

وبدأت قطر في وقت سابق تجنيد شباب عاطلين من منطقة القرن الأفريقي، التي مزقتها الحرب، خصوصاً الصومال، لزيادة عدد جيشها، حسب ما أظهر موقع «جاروي أون لاين» الإخباري الصومالي، ما يمثل استمراراً لانتهاج «استراتيجية دفتر الشيكات» التي تمارسها الدوحة.

وذكر الموقع، الناطق بـ«الإنجليزية»، أن التحقيقات التي أجراها أظهرت أن مسؤولين رفيعي المستوى في الصومال يقومون بتسهيل برنامج التجنيد، الذي يجري تنفيذه حالياً في مناطق عدة شبه ذاتية الحكم في البلاد.وأشار إلى أن مراسله في مدينة جاروي، عاصمة إقليم بونتلاند، زار مكتب جوازات السفر، وأجرى مقابلات مع شباب اصطفوا من أجل الحصول على جوازات سفر صومالية، ويستعدون لخطة السفر إلى قطر.

استغلال

وقال أحد الشباب، الذين تحدثوا إلى الموقع آن ذاك وطلب عدم ذكر اسمه: «نحن هنا للحصول على جوازات سفر صومالية، وسننتظر 20 يوماً للحصول على تأشيرة من قطر حيث سنخضع لتدريب عسكري لنصبح جنوداً».هؤلاء الشباب، وكلهم من الذكور كشفوا للموقع أن قطر ستدفع 6000 دولار لكل جندي بعد الدورات التدريبية، كما أن الفنادق في جاروي تغص بالشباب المجندين من مناطق الصومال المختلفة، حيث وصلوا إلى المدينة بحثاً عن جوازات سفر.

وفى مقديشو، ذكرت مصادر أنه تم إرسال 10 أشخاص على الأقل، من العاملين في وزارات الحكومة الفيدرالية الصومالية، إلى قطر ليصبحوا الدفعة الأولى من الطلبة.

وأشار الموقع إلى أن إرسال الطلاب العسكريين إلى قطر يقف وراءه مسؤول كبير في فيلا الصومال (قصر الرئاسة)، حيث تشير التقارير إلى أن هذا التجنيد يهدف إلى «تدريب المرتزقة للقتال من أجل قطر».

ومن غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الاتحادية الصومالية والولايات الاتحادية على علم بخطة تجنيد الشباب العاطلين عن العمل، الذين يأخذون جواز سفر للمغادرة إلى قطر، حيث «يتم استدراجهم» على يد عملاء قطريين.

ووفقاً للموقع، تعمل الدوحة على خطط لزيادة جيشها، وتتطلع إلى الشباب العاطلين عن العمل في الدول الفقيرة، بما في ذلك الصومال، حيث تقوم بتجنيد جنود منخفضي الأجر بغرض تعزيز قدراتها العسكرية.

علاقات

كشفت مواقع صومالية إخبارية عن أن رئيس هيئة الأركان في الصومال، فهد ياسين، وهو أيضاً أحد مساعدي الرئيس، محمد عبدالله محمد فرماجو، لديه علاقة وثيقة جداً مع قطر، حيث عمل سنوات عدة لقناة «الجزيرة»، التي تتخذ من الدوحة مقراً، وأصبح ياسين رئيساً لمنظمة تجري مشروعات بحثية في شرق إفريقيا، قبل الانتقال إلى السياسة الصومالية

Email