تنظيم الحمدين يعلن.. ووسائل إعلامه تصمت

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرّت ساعات على إعلان وزارة الداخلية القطرية قائمتها لـ «الإرهاب»، إلا أن قناة الجزيرة ومعها وسائل الإعلام المحلية والخارجية المموّلة من قطر، لم تنشر البيان الرسمي الأول من نوعه منذ سريان المقاطعة العربية.

وجاءت هذه المفارقة في الإعلام السياسي القطري لتثير لدى أوساط إعلامية قراءات تتصل مباشرة بالنهج القطري المتبع في رعاية الإرهاب والمكابرة بالإقرار بذلك.

وجاء تجاهل وسائل الإعلام القطرية لنشر وتعميم هذه القائمة، الرسمية الأولى منذ أن التزم أميرها في 25 أكتوبر الماضي بالانضمام للقرار الجماعي الذي صدر عن قمة الرياض الإسلامية لمحاربة الإرهاب، ليعمم هذا التجاهل الإعلامي، فهماً معروفاً، بأن «الأمير وخلية الحكم في الدوحة يناورون ويموّهون، أو يرضخون للمقاطعة العربية لكنهم لا يريدون لمواطنيهم أن يعرفوا بذلك».

كما لا تريد قناة الجزيرة والماكينة الإعلامية القطرية أن تقرّ رسمياً بأنهم كانوا مخطئين في المكابرة، وأنه لم يبق أمامهم سوى أن يخضعوا ويعترفوا بأنهم كانوا دوماً رعاة للإرهاب.

حصل ذلك في الـ 12 يوليو 2017، وفي أكتوبر 2017، وفي عديد المناسبات الدولية التي كانت مخصصة لمحاربة الإرهاب، كانت تقول في العلن ما لا تلتزمه بالسرّ، وتواصل المكابرة بأنها لن تخضع لشروط المقاطعة العربية، معتبرة ذلك أنه مساس بسيادتها.

مكابرة

ما حصل أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية القطرية نشرت على موقعها الإلكتروني قائمة الإرهاب، لكن لا وكالة الأنباء القطرية الرسمية أوردت الخبر ولا بثّته الجزيرة أو الصحف القطرية، وإنما نشرته وكالة أنباء الأناضول ليصار إلى تعميمه في بقية وكالات الأنباء، برؤية وفهم طبيعي مشترك وهو أن «قطر ترضخ لشروط المقاطعة لكنها تصرّ على الاستمرار بالمكابرة وبعدم إبلاغ مواطنيها أنها رضخت».

وقرأت الأوساط الإعلامية والسياسية في تجاهل قناة الجزيرة نشر قائمة الإرهاب التي طالما رفضت الاعتراف بتجريمها، بأنه إقرار ضمني بصواب مطالب دول المقاطعة العربية التي كانت ولا تزال تؤمن بأن الجزيرة جهاز إعلامي مخابراتي بُني أساسًا كمنصة مكرسة لترويج الفكر الإرهابي تحت عباءة الإسلام السياسي، وأنها، أي الجزيرة، لا تريد لمشاهديها أن يكتشفوا هذه الحقيقة.

Email