19 قتيلاً في غارات روسية وسورية على زملكا وعربين

آلاف المدنيين يغادرون جحيم الغوطة

حافلات تنتظر عند مدخل حرستا استعداداً لتنفيذ اتفاق يقضي بنقل المدنيين خارج المدينة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدفّق سيل المدنيين هرباً من جحيم الغوطة الشرقية بخروج الآلاف نحو الشمال السوري، تنفيذاً لاتفاق يمهد الطريق لسيطرة النظام على المنطقة بعد سنوات من الحصار، فيما قتل عشرات المدنيين في غارات روسية وسورية على زملكا وعربين.

وخرج أكثر من 300 مدني، أمس، أغلبهم نساء وأطفال و27 مسلّحاً من حرستا بالغوطة الشرقية نحو الشمال السوري، على متن حافلات الهلال الأحمر السوري. وأشار مصدر مقرّب من قوات النظام، إلى أنّ الحافلات تتجمع الحافلات في ساحة الثانوية تمهيداً للانطلاق باتجاه محافظة حماة ومنها إلى إدلب.

ومن المنتظر أن يكون قد خرج، أمس، 4000 شخص من المسلحين وعائلاتهم وهم العدد الأكبر، مما تم الاتفاق على خروجهم 1500 مسلح إضافة إلى 5000 شخص مدني، على أن يبقى في حرستا من يريد تسوية وضعه.

في الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه جرى أيضاً تسليم أول دفعة من أسرى قوات النظام وآخرين لدى حركة أحرار الشام، على أن يجري تسليم دفعات في وقت لاحق. إلى ذلك، قالت مصادر، إن مقاتلي المعارضة أطلقوا سراح 13 جندياً مقابل خمسة مقاتلين، أمس، في أول خطوة من اتفاق بشأن حرستا.

ووفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، تجمّع عند أطراف حرستا، صحافيون وعدد من الجنود الروس والسوريين، إلى جانب دبابات وسيارات إسعاف، فيما توقّفت عشرات الحافلات البيضاء منذ الصباح الباكر على جانب الطريق المؤدي من دمشق إلى حرستا. ودخلت سيارات للهلال الأحمر السوري وسيارات إسعاف وحافلات فارغة باتجاه داخل حرستا بإشراف الشرطة العسكرية الروسية.

وقال مصدر عسكري في المكان: «حصل تبادل، سلمناهم ستة معتقلين وأفرجوا هم عن 13 عسكريا ومدنياً».

دمار كامل

ورداً على سؤال حول الأسباب التي دفعت إلى إبرام الاتفاق، قال رئيس المجلس المحلي لحرستا حسام البيروتي: «حرستا حوصرت من دون مقومات طبية ولا إغاثية، تدمّرت بالكامل وأحوال الناس باتت في الويل، خلال الأسبوع الأخير، لم تجد خمسون في المئة من العائلات ما تأكله، وانتشر الجرب والمرض في الأقبية، فضلاً عن ذلك كانت الصواريخ تطال حتى الأقبية، حوالي خمس مجازر حصلت في الأقبية». بدوره، قال مصدر عسكري سوري، إن قوات النظام بدأت باقتحام بلدة عين ترما شرق دمشق بعد سيطرتها على الوادي المعروف بنفس الاسم، وأن المعارك تدور الآن داخل البلدة، مشيراً إلى أنّ قوات النظام وجّهت ضربات صاروخية على بلدتي حزة وعربين.

تدفّق مدنيين

على صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدداً كبيراً من المدنيين السوريين يغادرون مدينة دوما. وأظهر بث روسي حي على الإنترنت، مجموعات من المدنيين يحملون أطفالهم وأمتعتهم ويدخلون أراض خاضعة للنظام. وقال المرصد إن حوالي 1500 شخص غادروا المدينة في وقت مبكر من صباح أمس فيما غادر 2000 أول من أمس.

وأظهر بث على موقع وزارة الدفاع الروسية، ما قيل إنه لقطات حية من معبر الوافدين الذي يربط بين دوما والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وأظهر البث الذي استمر لدقائق توافد عشرات الأشخاص في مجموعات صغيرة سيراً على طريق مترب مرورا بجنود مسلحين.

سيل غارات

ميدانياً، قُتل 19 مدنياً، أمس، في غارات روسية وسورية استهدفت الغوطة الشرقية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إنّ 16 مدنياً قتلوا في بلدة زملكا وثلاثة آخرين في بلدة عربين المجاورة، جراء القصف الجوي السوري والروسي، مشيراً إلى أنّ الغارات مستمرّة بكثافة على مناطق جنوب الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة قرب دمشق.

وفي ادلب قتل 20 شخصا على الأقل عندما استهدفت غارتان سوقا عاما في مدينة حارم، بالمحافظة، بحسب لجان الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) والمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.وقال مصطفى الحاج يوسف من الخوذ البيضاء: «استهدفت غارتان السوق. وانتشل فريقنا 20 جثمانا حتى الآن، ولكن هناك المزيد تحت الأنقاض».

Email