مسؤولون وخبراء مصريون يرصـدون لـ«البيان» حصيلة الإنجازات:

التحالف وحّد المواقف العربية ضد الأطماع الإيرانيـة في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ الإطاحة بنظام الشاه الإيراني عام 1979 تبنت إيران استراتيجية «تصدير الثورة» ومخططها التوسعي أملاً في استعادة حلم الإمبراطورية الفارسية القديمة، وما انفكت تتحين الفرص كافة من أجل تحقيق ذلك المشروع، وقد وجدت في الاضطرابات التي تعج بها المنطقة وسيلة لتنفذ إلى داخل بعض المجتمعات العربية، فكان لها حضورها السلبي في العراق ولبنان وسوريا واليمن، بينما لم تترك الدول العربية -بما تدركه بشأن مخاطر المشروع الإيراني على المنطقة- الساحة مفتوحة أمام الأحلام الإيرانية، وراحت تتوحد ضد مطامع نظام الملالي.

وتعتبر الساحة اليمنية واحدة من أهم وأبرز ساحات المواجهات بين دول عربية وإيران، فلقد نجح التحالف العربي في تشكيل جبهة قوية في مواجهة أحلام وطموحات إيران الطامعة في اليمن، لما استغلت طهران الحوثيين واستخدمتهم كأذرع لها ودعمتهم بشتى أنواع الدعم، وقد شكلت عمليات التحالف توحيداً للموقف العربي ضد تلك المطامع الإيرانية.

وأكد مسؤولون وخبراء مصريون، في تصريحات لـ«البيان» على النتائج الإيجابية التي حققتها العملية، مشيدين بدور التحالف العربي في اليمن في مساندة الشرعية اليمنية والتصدي للميليشيا الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران. كما سلطوا الضوء على ما حققه التحالف في إطار توحيد الموفق العربي ضد المطامع الإيرانية.

نتائج إيجابية

ويقول رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري اللواء كمال عامر إن نتائج التحالف العربي في اليمن إيجابية ومؤثرة ومهدت الطريق أمام الحل السياسي الذي يعتبر الحل الحاسم للأزمة، مشيراً إلى العديد من العقبات التي واجهت التحالف من بينها طبيعة الأرض في اليمن فهي شديدة الصعوبة.

ويضيف عامر أن هناك قوى إقليمية وعالمية تسعى إلى هدم الأمة العربية وإضعاف قوتها وتفتيتها، مشيراً إلى أن إيران من ضمن أبرز هذه القوى، إذ تدعم الحوثيين في اليمن؛ لتحقيق أهدافها التوسعية وتصدير الثورة وبسط أيديولوجيتها كما تفعل في سوريا والعراق أيضاً.

جهود

من جهته، يعتقد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير منير زهران، بأن التحالف ترجمة لجهود دول عربية وفي مقدمتها السعودية والإمارات؛ للتصدي للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، فضلاً عن التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة. وقد عبّرت جهود التحالف العربي عامة في اليمن عن التضامن العربي في مواجهة التدخلات الإيرانية، وبحسب زهران فإن ذلك عبر عن «تعاون دول التحالف العربي في التصدي للميليشيات التي تدعمها طهران والتي تحاول إثارة التوترات في المنطقة العربية». مضيفاً أنه يتم توزيع الأدوار فيما بين التحالف والتنسيق لتوحيد الموقف العربي تجاه التصدي للمطامع الإيرانية.

التضامن العربي

بدوره، يشير وزير خارجية مصر الأسبق عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني محمد العرابي، إلى أن جهود التحالف «عبرت عن فكرة التضامن العربي والإسلامي ضد مخاطر كانت قريبة جداً من أراضي المملكة السعودية بشكل خاص».

ويوضح أنه منذ البداية كان من المتوقع أن تستغرق الأمور لحسم الأوضاع في اليمن كل هذا الوقت لكي تتحقق نتائج العمل العسكري لتمهيد الطريق للدخول في العملية السياسية وحل الأزمة، بخاصة في ظل التدخل الإيراني والقطري ودعم الجانبين للحوثيين في نفس الوقت، الأمر الذي أطال أمد الأزمة وعزز من الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب اليمني.

ويعتقد وزير خارجية مصر الأسبق بأن الملف اليمني لن يغلق إلا بالتوصل إلى تحقيق تسوية سياسية تحقق السلام والاستقرار في المجتمع اليمني؛ وهنا تكمل جهود التحالف تحقيق أهدافها بإجبار الحوثيين على العملية السياسية. وكما يلفت إلى أن عمليات التحالف وحدت الدول العربية ضد أي مخاطر تقوم بها أي تنظيمات إرهابية تحاول إثارة التوترات وزعزعة الاستقرار وضد المطامع الإيرانية.

بدوره، يثمّن عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري النائب أحمد العوضي، الدور الذي تقوم به قوات التحالف العربي في اليمن، مشيداً بنتائج العمليات التي أفرزت ضربات قاصمة ضد الحوثيين وحققت نجاحات مُهمة للأمن العربي، وتمكن التحالف العربي من بسط سيطرته على العديد من المدن اليمنية وتخليصها من قبضة الحوثيين.

ويلفت النائب البرلماني المصري، إلى المخطط الإيراني الرامي إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، واختراقها من أجل تحقيق حلم استعادة الإمبراطورية الفارسية، ومن ثم جاء التدخل الإيراني في اليمن من خلال دعم الحوثيين، غير أن دول التحالف ومن بينها السعودية والإمارات ومصر تقف ضد تلك الألاعيب والأطماع الإيرانية في المنطقة.

ويشيد العوضي في السياق ذاته، بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركتها الفعالة في اليمن وتقديمها شهداء من قواتها دفاعاً عن اليمن، ودعمها للشرعية اليمنية، وكذا دعمها للشعب اليمني على مختلف المستويات.

من جانبه، يقول أمين لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني طارق الخولي، إن قوات التحالف العربي قامت بدور كبير بدعم الشرعية في اليمن واستعادة أجزاء كبيرة من الأراضي المختطفة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، كما كانت قادرة على تثبيت العمل الحكومي وتسيير أعمال المواطن اليمني.

ويسلط الخولي الضوء على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن وما تقوم به من دور محوري ورئيسي في مساندة الشرعية والشعب اليمني، ضمن أدوار إيجابية مؤثرة تقوم بها الدولة في العديد من الدول العربية، للمحافظة على أمن المنطقة واستقرارها.

كما يشيد الخولي في الوقت نفسه بالتعاون المصري الإماراتي السعودي في توحيد الموقف العربي لمواجهة الأكاذيب الإيرانية، وهو التعاون الذي يشير إلى كونه قد حقق نجاحاً كبيراً في التصدي للتنظيمات الإرهابية.

دعم الشرعية

ويوضح المحلل السياسي المصري عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب الدكتور عبد المنعم سعيد، أن دول التحالف العربي تقوم بأدوار مهمة في سبيل استعادة الشرعية في اليمن، موضحاً أن نقطة البداية كانت في تحالف الحوثيين مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح والسيطرة على صنعاء وبعض المناطق الجنوبية، وجاءت قوات التحالف بعدها لتعديل الأوضاع ودعم الشرعية اليمنية.

ويلفت الرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية إلى أن هناك بعض الإنجازات التي تحققت بالفعل، وتبقى العديد من التحديات لكن في الوقت ذاته هناك تفاهم واسع بين دول التحالف وإدراك للخطر الإيراني في اليمن وما يشكله الدعم الإيراني للحوثيين من خطر بما يهدد المنطقة، ومن ثم فدول التحالف تواصل جهودها في سياق دعم ومساندة الشرعية في اليمن.

ويختتم المحلل السياسي المصري تصريحاته بالإشارة إلى الدور القوي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، باعتبارها عنصراً فاعلاً ومهماً في سياق التحالف، سواء على الجانب العسكري أو من خلال الجهود الإنسانية والمساعدات التي تقدمها للشعب اليمني.

Email