الحقد الإسرائيلي يلاحق «الأجنّة» في الأرحام

الطفلة سجود قداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ غزة - أسامة الكحلوت

لم تكتف الصواريخ الإسرائيلية التي انهمرت على قطاع غزة خلال الحروب الثلاث، باستهداف البشر والحجر والشجر، بل لاحقت الأجنّة داخل أرحام أمهاتهم، لتسبب لهم عاهة مستديمة قبل أن يروا النور، بعد استنشاق الحوامل للغبار الناتج عن انفجار الصواريخ.

وأصبح القلق يحوم حول الحوامل باستمرار، خاصة ممن يعيشوا في المناطق الشرقية لقطاع غزة، التي سقطت فيها آلاف القذائف والصواريخ، حيث تبين أن 60-70 بالمئة من النساء الحوامل خلال فترة العدوان تعرضن للإجهاض بسبب الغازات المنبعثة من الصواريخ.

الطفلة سجود قداد تدرس في الصف الثاني الأساسي، ولدت عام 2010 بعد أول عدوان على غزة، ولدت مشوهة من دون يد طبيعية أو قدم، وما زالت والدتها تسعى من أجل تركيب أطراف صناعية لها في القدس.

سجود ولدت بتشوه في الأطراف، لكن مئات الأطفال الآخرين ماتوا قبل الولادة بعد اختناقهم من الغازات السامة بعد انفجار الصواريخ على مقربة من أمهاتهم وقرب منازلهم. والدة الطفلة كانت تعيش في منزل قريب من موقع عسكري للمقاومة، تم استهدافه مرات عدة خلال الحرب، وحملت بعدها بتوأم أنجبت طفلتها الأولى سليمة، والثانية مشوّهة.

تشوّه طفلة

ونجح استشاري المخ والأعصاب في مستشفى الشفاء د.محمود أبو خاطر، باستئصال دماغ زائد خارج الرأس لرضيعة تبلغ من العمر 4 أشهر، وإعادة ترميم الدماغ في جراحة فريدة من نوعها. واكتشفت عائلة الطفلة التشوّه في الشهر السابع من حملها، وأبلغ الأطباء والدتها، أن الطفلة ستموت بعد أو أثناء ولادتها أو بعد أيام قليلة.

وارجع د. أبو خاطر سبب تشوه الأجنة في قطاع غزة للأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في الحروب الأخيرة، والتي تسبب طفرة في الجينات، وجاء حديثه متطابقاً مع فريق طبي إيطالي نشر دراسة حول تشوه الأجنة في غزة، تشير نتائجها إلى أن حالات التشوه مرتبطة بالأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في الحروب على غزة، ولا سيما الفوسفور الأبيض.

مدير قسم الحضانة في مستشفى الشفاء د.علام أبو حامدة، قال لـ «البيان» إن تشوّهات الأجنة ازدادت في السنوات الأخيرة وتجاوزت المعدلات الطبيعية في العالم بغزة، التي تصل إلى 40 حالة تشوه لكل ألف مولود، لتصل بغزة إلى 100 حالة لكل ألف مولود، في ظل افتقار القطاع إلى اختصاصيين.

ومن بين الأمثلة التي تحدث عنها أبو حامدة للتشوهات الخلقية، انفلاق الشفة الأرنبية، أو تشوه اليدين أو القدمين والفتق، إضافة إلى تشوهات القلب والدماغ والرأس والجهاز الهضمي والأعصاب، حيث تم إرسال توأم سيامي من قطاع غزة لفصلهما في السعودية لقلة الإمكانيات في قطاع غزة «حسب قوله».

وأكد أن التشوهات زادت في العقد الأخير في غزة، حيث ربط علماء من الغرب التشوهات بالحروب على غزة، خاصة من سكان المناطق الحدودية، ووجدوا إصابة النساء والأطفال كبيرة بمخلفات الصواريخ، ولها علاقة وثيقة بالتشوهات الخلقية.

Email